العلمانية خيار الغرب للمسلمين
"نريد حرباً داخل الإسلام حتى يقبل الحداثة الغربية والعلمانية الغربية والمبدأ المسيحي -فصل الدين عن الدولة-"
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
رحل الاستعمار عن بلادنا لكنه لم يرحل على الحقيقة فلا يزال مقصد الاستعمار قائم ولا تزال بنية الدولة الاستعمارية حاضرة. فمقاصد الاستعمار أن نظل مستعمرين اقتصاديا، تشريعياً، سياسياً، ثقافياً ونحن نعيش في بنية هذه الدولة ما بين مدارس تبدد الوعي، وإعلام يعبث بالعقول، وتشريعات ظالمة مستوردة تضيع الحقوق، كل هذا من أجل خيار الغرب لنا كمسلمين إجلاء الدين -العلمانية- فلم ينجلي عنا استعمار إلا أراد قبل رحيله أن يجلى الدين عنا أيضاً.
فارتبط إقصاء الشريعة وفرض القوانين الوضعية بالاستخراب -الاستعمار- ووسائلهم في ذلك شتى فرسموا خطوطاً للتعليم والإعلام على ما يوافق أفكارهم ليعيد صياغة أجيال تعيش في بنية هذه الدولة، فجاءوا بذنوب يصنع مناهج كفيلة بقطع الصلة بين هذه الأجيال وهذا الدين، حتى قال المستشرق جب: يجب ألا ينحصر الأمر في الاعتماد على التعليم في المدارس، بل يجب أن يكون الاهتمام الأكبر منصرفاً إلى خلق رأي عام والسبيل إلى ذلك هو الاعتماد على الصحافة -الإعلام أجمع في عصرنا- فخرجت أجيال يظنون بالإسلام ظن الجاهلية فاعتبروه كالنصرانية عقيدة في القلب فقط، بلا نظام كامل شامل واجب التطبيق؛ وفرضوا قوانين وضعية على بلاد المسلمين فأدخل القانون الفرنسي في تونس، المغرب، مصر، العراق، السودان وتم إقصاء الشريعة بأيدي الغرب فكان من شروط معاهدة (كلنتن) أن تلغى الشريعة الإسلامية في تركيا.
واحتلت مصر عام 1882م، ووضعت قوانين على نظام محاكمهم الحديثة وبدأت تسري في سنة 1883م؛ وإقصائها بأيدي أبناء الغرب من الداخل -المستغربين- ففي سنة 1868م أنشأت مدرسة الإدارة والألسن -الحقوق- وتم إحضار مهندس السكة الحديد فيكتور ريدال بيد أنه كان يتعلم القانون وقت الفراغ ليكون مديراً لها فأصبحت العلمانية هي خيارنا بيد الغرب وأتباعه حتى قال جورج سوردون: "إن الأسلحة الفرنسية هي التي فتحت البلاد العربية وهذا يخولنا إلى اختيار التشريع الذى يجب تطبيقه في البلاد".
ولم يكف الغرب عنا خياره حتى الآن فمراده لنا هو إقصاء الشريعة فالعلمانية هي خيار الغرب للمسلمين ولا تزال الحرب مستعرة لفرض هذا الخيار على المسلمين ومن دلالات فرض خيارهم علينا -العلمانية- حربهم الصليبية كما صرح بوش فهي امتداد لحربهم القديمة ومعاول هدمهم من المستغربين وتصريحات نيكسون وما كتب فوكوياما فحرب تلو حرب وتصريح تلو مقال وكتاب تلو نداء ومنها:
1- نداء نيكسون إلى دفع العالم الإسلامي في (طريق أتاتورك - طريق العلمانية).
2- ما كتبه فوكوياما الأمريكي "إن الإسلام هو الحضارة الوحيدة المستعصية على قبول الحداثة الغربية وعلى المبدأ الأساسي فيها وهو العلمنة وفصل الدين عن الدولة".
3- وما أعلنه برلكسوني أنه لابد من انتصار الحضارة الغربية على الإسلام الذى يجب أن يهزم.
4- وما كتبه هنتنجتون: "نريد حرباً داخل الإسلام حتى يقبل الحداثة الغربية والعلمانية الغربية والمبدأ المسيحي -فصل الدين عن الدولة-".
5- وصرخة بابا الفاتيكان في الأردن 2009م إلى علمنة الإسلام وفصل الدين عن الدولة.
6- حتى دل على هذا المقصد الاستعماري -إقصاء الشريعة وإحلال العلمانية- قول فان بملن وهو يتحدث عن إقصاء الشريعة بأنه ركن قوي من أركان السيطرة الأوربية على مصر.
7- وما دعا إليه نيكسون الرئيس الأسبق لأمريكا في كتابه الفرصة السانحة، دعا الغرب وروسيا إلى شن حرب على الأصولية الإسلامية التي تريد تطبيق الشريعة وتتخذ الإسلام ديناً ودولة وترفض العلمانية الغربية.
عمر الشافعي
فلايزال الاستعمار الحديث يسير على خطا المستخربين الأوائل يريد إعادة سيرته الأولى في خياره الأول ومطلبه الأوحد، و هو علمنة ديار الإسلام وقتل أدنى نهضة و تبنىي العلمانية جبراً وإقصاء الشريعة قهراً، ولن يعدم الاستعمار مستغربين منقادين له خاضعين كالعبيد لبنية الدولة الاستعمارية كصنيعة دنلوب وجب قديماً وصنيعة توماس فريدمان 2001م الذى قال: "إن الحرب الحقيقية في المنطقة الإسلامية هي المدارس ويجب علينا عندما نعود من جبهة القتال أن نكون مسلحين بالكتب المدرسية لتكوين جيل جديد يقبل بسياستنا كما يحب شطائرنا".
وبالفعل عاد قادة الغرب يقولون: أبيدوا الإسلام، علمنوا أهله كما قال من سبقوهم: دمروا الإسلام أبيدوا أهله، وعاد من هم صنيعة جب ودنلوب وفريدما? ممن يجب الشطائر الغربية ويقبل بسياسته ويريد تفعيلها في المسلمين ويريد لخيار الغرب العلمانية أن تفرض.