النصيحة بين الناصح والمنصوح

منذ 2001-04-18
قيل للسفيه: بددت مالك و أضعت عيالك..

قال:" كيفي"..!

هذا هو الرد الذي نحصل عليه من معظم الناس عند إسداء النصح، أو التنبيه لخطأ أو عيب، بل و الأغلب يلقي عليك باللوم، و يسارع بتفنيد النصيحة بتعداد عيوبك و سلبياتك، ليقول لك في النهاية منتصرا : حتى أنت ..! أو: "شوف عمرك أول"، أو يعرض عنك معلنا حريته فيما يفعل و أنه لا شأن لك به، مما يجعل الكثير من الناس يحجم عن إسداء النصح للآخرين خوفا من تقريعهم و " لسانهم" و خوفا من اتهامهم له أو انتقاصهم من خُلُقه، مما أدى لانتشار الافات و تفلت السلوكيات بلا رقيب و لا حسيب، و كل يلقي باللوم على الزمن أو على تغير الاحوال و يترحم على أيام "أول"، و يكيل التهم لكل شيء ابتداء من الشباب و الفتيات مرورا بالمجتمع ووسائل الاعلام و انتهاء بالنظام العالمي الجديد !

وينسى الناس أنفسهم دائما حين يكيلون الاتهامات ، ولا يرون عيوبهم الواضحة حين ينتقصون الاخرين، مما يدفع " الاخرين" الى رد النصيحة و عدم قبولها، و ركوب مركب العناد، فيخسر الطرفان بالتالي.. الناصح و المنصوح !

و لو أن كل فرد تبصر بنفسه و عيوبها فأصلحها ، و انتبه انتباه المشفق للآخرين و حاول اصلاحهم و ردهم لجادة الصواب، و تحمل ردة فعلهم مهما كانت،، و تحمل ما ينصحه به الاخرون بسعة صدر و طيب خاطر و نظر ووعى، لعل ما يقولونه حقا، لتخلصنا من الكثير من السلوكيات المتردية ولأصلحنا الكثير من الخلل، ذلك أن كثيرا من الناس لا يريد بالنصيحة "وجه الله" كما يقول ، بل يريد بها شيئا ما في نفسه، ناسيا أو متناسيا أن النصيحة في جماعة.. فضيحة.

و بعضهم لا يدفعه الإشفاق، بل التشفي أو السخرية او حتى النقد لمجرد الانتقاص، و بعضهم حتى لا يعرف أدب النصح، فينهر و يزجر و يوبخ بدل أن يتلطف و يرفق، فيناله ما يناله.

لذلك وجب علينا أن نترفق بالنصيحة، وأن نتجنب فضح الآخرين، و أن نتحرى الاسلوب الأمثل، و أن لا يأخذنا الخوف من العواقب ، فنحجم و نسكت عن الخطأ، و أن نبدأ بأنفسنا أولا، فلا تكون بيوتنا من زجاج، و لا نكون كالنجار الذي بابه "مخلوع"، وذلك حتى يكون لنصيحتنا وقع ، لعلنا نساهم في تخفيف مصائب هذا الزمان ، فيكون لنا الاجر و الفضل.

قال أحد الصالحين: (ان أحب عباد الله الى الله: الذين يحببّون الله الى عباده، و يحببّون عباد الله إلى الله، و يسعون في الأرض بالنصيحة).
  • 3
  • 0
  • 60,152
  • مزون

      منذ
    [[أعجبني:]] و آسفاهههههههههههههههه على ما نحن عليه الآن كان سابقاً اللي بينصح مش زي اللي بيلسع الآن و للأسف أصبح من ينصح و يلسع واحد كان زمان النصيحة بجمل الآن ماحصلت بصلة و صار الناس إذا بتنصح أحد منهم يتخذك أكبر عدو له و يحاول الإبتعاد عنك لا بل و يحاول تجنب الكلام معك حتى لا تفكر بنصحه و لا أقول إلا حسبي الله و نعم الوكيل

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً