سلسلة قصصية - فسحة العيد!
وعندما وصلوا لمنتصف الطريق بين مدينتهم وبورسعيد إذا بإطار السارة ينفجر، لتنقلب السيارة عدة انقلابات لتلقى الفتاتان مصرعهما في الحال، ويصاب الأب بعدة كسور، وتأتي الأم لتتلقى الصدمة المروعة، وتندم أنها عاندت ولم تحاول رأب الصدع واستيعاب الزوج في غضبه..
في ليلة عيد الأضحى يتفق الزوج على أن يمضي إجازة العيد عند أم الزوجة في بورسعيد، كنوع من التغيير والترويح عن الأولاد وفي نفس الوقت برًا بالأم، وفي الصباح الباكر تتحرك السيارة بالأسرة -فتاتان وولد صغير والأم والأب-، ويصلوا بسلام والحمد لله، ومن خلال مناقشة بسيطة بين الزوجين، إذ بخلافٍ بسيط يحدث بينهما قد يستوعبه أي أحد، لكن الزوج يتملكه الغضب، والزوجة لا تستوعب الموقف وتُصعده وكأن إبليس يرفرف على المكان..
ويقسم الزوج على العودة مرة ثانية وعدم إتمام الأجازة، وترفض الزوجة العودة معه، وتصر على بقائها مع أمها فترة الأجازة فيقسم الزوج يمين طلاق بأنه لن يأخذها ولو عدلت عن رأيها، ويهم الزوج بالعودة لمدينته مرة أخرى، فما كان من الابنتين إلا أن قررا ألا يتركوا أبيهم يذهب بمفرده وهو في هذه الحالة من الغضب..
وعندما وصلوا لمنتصف الطريق بين مدينتهم وبورسعيد إذا بإطار السارة ينفجر، لتنقلب السيارة عدة انقلابات لتلقى الفتاتان مصرعهما في الحال، ويصاب الأب بعدة كسور، وتأتي الأم لتتلقى الصدمة المروعة، وتندم أنها عاندت ولم تحاول رأب الصدع واستيعاب الزوج في غضبه..
فهل الاستمتاع بفسحة أو أجازة تستحق الشقاق والفراق، أم تستحق أن نجعل منها قربة إلى الله وتجديدًا لحياتنا وفرصة لصلة الأرحام؟ وهل الدنيا كلها تستحق أي شقاق أو اختلاف لنعيش في تعاسة لا يرضى الله عنها؟
ها هي فقدت ابنتيها في لحظة لأنها لم يهن عليها إرضاء زوجها والتنازل هوينًا وحسبةً لله، في حين أن ابنتيها رحلتا برًا بأبيهما وعدم تركه يذهب غاضبًا على سفر..
فأسال الله تعالى أن يتغمدهما برحمته الواسعة، وأن يتقبلهما عنده مع الصديقين والشهداء، وأن يرزق أمهما وأباهما الصبر..
فلو علمنا الغيب لتغيرت تصرفاتنا وأحوالنا، فلماذا لا نتحمل ونتنازل طاعة وحسبة لله، فقد تكون هذه الحسبة آخر أعمالنا فنحن لا نملك الموت والحياة ولا نعرف متى الرحيل..
- التصنيف: