كيف فضحت مجزرة كارولينا عنصرية الغرب وأذنابه؟
لا يستحي دعاة الليبرالية في بلادنا ـ وما أكثرهم في الآونة الأخيرة خصوصاً في أجهزة الإعلام المرئية والمكتوبة ـ من انتقاد ما يسمونه "الخطاب الإسلامي" واعتباره خطاباً يدعو للكراهية زاعمين أنه لا يقيم وزناً لأرواح البشر مقارنة بالمعايير الغربية العظيمة!
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
لا يستحي دعاة الليبرالية في بلادنا ـ وما أكثرهم في الآونة الأخيرة خصوصاً في أجهزة الإعلام المرئية والمكتوبة ـ من انتقاد ما يسمونه "الخطاب الإسلامي" واعتباره خطاباً يدعو للكراهية زاعمين أنه لا يقيم وزناً لأرواح البشر مقارنة بالمعايير الغربية العظيمة!
ويستدلون على ذلك في أغلب الأحيان بأفعال شاذة ترتكبها بعض الجماعات وتلقى استنكاراً واسعاً من جموع المسلمين، إلا أن هذا الليبرالي لم يوضح لنا كيف رأى تعامل الإعلام الغربي والحكومات الغربية بل والعربية للجريمة التي ارتكبها رجل أمريكي مسلح بدم بارد ضد عائلة مسلمة مسالمة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأي أعمال عنف أو "إرهاب"؟!..
لقد هزت الجريمة وجدان العالم أجمع إلا أنها قوبلت باستخفاف شديد على الصعيد الرسمي والإعلامي الغربي والعربي مقارنةً بما جرى في الهجوم على الصحيفة الفرنسية المسيئة للإسلام حيث تم توجيه اتهامات عنيفة للإسلام وللمسلمين وازدادت جرائم العنف ضدهم بصورة بشعة ليس فقط في فرنسا ولكن في معظم بلدان أوروبا ورأينا من يبرر ذلك حتى من المنتسبين للإسلام في بلادنا الذين رضوا بالعلمانية ديناً ومنهجاً وانتهزوها فرصة للانتقام من المتدينين..
لقد كان الهجوم على الصحيفة الفرنسية ـ رغم اعتراضنا عليه ـ له ما يبرره في رأي المهاجمين؛ بسبب إساءتها للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بشكل مباشر دون أدنى اعتبار لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم أما هذه الجريمة الأخيرة التي استهدفت 3 طلاب مسلمين في عمر الزهور فليس لها أدنى ما يبررها على الإطلاق لأن هؤلاء الشباب لم يسيئوا لدين أحد أو لحق أحد ولم يعتدوا على أحد ومع ذلك مر مقتلهم على الحكومات الغربية والإعلام الغربي مرور الكرام...
لقد احتشد عدد من الأشخاص، أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” للاحتجاج على عدم تخصيصها أخباراً بالشكل الكافي، عن حادث قتل الثلاثة طلاب المسلمين بولاية “كارولينا الشمالية” واتهم المحتجون المؤسسة البريطانية بالصمت حيال قتل المسلمين الثلاثة، وهم يرددون هتافات مناهضة للعنصرية ولظاهرة “الإسلاموفوبيا”، وذلك من قبيل: “كفوا عن إظهار المسلمين كإرهابيين”، و”حياة المسلمين مهمة أيضا”، و”لا للإسلاموفوبيا”، و”لتذهب الإسلاموفوبيا للجحيم”، كما دشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاج يحمل اسم #ChapelHillShooting تنديدا بالتجاهل الإعلامي الغربي والعربي للمجزرة وشهدت المشاركات في الهاشتاج إدانة واسعة لوسائل الإعلام الغربية التي تجاهلت الحادث ولم تعطه نفس الأهمية التي منحتها لحوادث مماثلة واكتسب الهاشتاج اهتماما عالميا ونشرت خلاله صور الضحايا المسلمين كما نشرت فيه رسوم كاريكاتورية تندد بالمجزرة ووسائل الإعلام التي تجاهلتها..
من جهته، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس الأمريكي باراك أوباما لالتزامه الصمت وتجنبه التعليق على الجريمة، وقال الرئيس أردوغان "كسياسيين، نحن مسؤولون عن كل ما يحدث في بلداننا وعلينا إيضاح مواقفنا. "... القضية الأبرز هنا أنه لم يربط أحد بين دين هذا الشخص وبين وحشية الجريمة لا في الغرب ولا في الشرق أما في الحوادث المشابهة التي يرتكبها المسلمون فيتم الربط الفوري بين دين الشخص والجريمة، ويطالب المسلمون في جميع أنحاء العالم بتقديم الاعتذارات المتتالية..
السؤال الآن: هل يقبل من برر الاعتداء على المسلمين في الغرب عقب هجمات سبتمبر أو الهجوم على الصحيفة الفرنسية مؤخرا أن يتم تبرير الاعتداء على "المسيحيين" في أي مكان بدعوى أنهم مسؤولون عن هذه الجريمة بشكل تضامني؟! وهل سيجرؤ هؤلاء على الحديث عن عنصرية الغرب ومعايير العدالة الانتقائية التي يتبناها؟! وهل سطلب منهم أن يغيروا خطابهم الديني والثقافي الذي أفرز الآلاف من حالات العنصرية؟! أم أن المسلمين فقط هم الحائط المائل الذي يخفون خلفه أحقادهم وشعورهم الدائم بالعجز والنقص؟
خالد مصطفى