الوصية الثالثة (2)
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
فإنّ علة الأمر أن الشيطان ينزغ بين الناس ولهذا يجب علينا أن نسعى في أن نقول القول الحسن، ولهذا لا يحسن فيما بين المؤمنين أن يكثروا المِزاح وأن يكثروا المراء، وأن يكثروا رمي كلام بعضهم على بعض، وهذا يستهزئ بهذا، وهذا يقول بهذا كذا ونحو ذلك، وهذا ليس من أخلاق ممن يرجى أن يرفعوا الدعوة وأن يجاهدوا في سبيل الله، وليس من أخلاق المؤمنين بعامة كثرة المراء والمزاح والاستهزاء، حتى الاستهزاء بـأصله لا يجوز.
- التصنيفات: قضايا الشباب -
والله جل وعلا حينما أمر بذلك -بحقوق العباد المؤمنين فيما بينهم- أمر فيما بينهم أمر بأمر عظيم قال (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) قال العلماء لا يكتفى في امتثال الأمر بأن يقول كلمة حسنة حتى يقول أحسن ما يدري، (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) يعني المقالة التي هي أحسن ما يدري، وأما إنْ ترك ذلك في موطن الحاجة إليه فإن الشيطان سيدخل، ولهذا قال الله جل وعلا هنا (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ) وهذا عند علماء الأصول والتفسير: يجري مجرى التعليل.
فإنّ علة الأمر أن الشيطان ينزغ بين الناس ولهذا يجب علينا أن نسعى في أن نقول القول الحسن، ولهذا لا يحسن فيما بين المؤمنين أن يكثروا المِزاح وأن يكثروا المراء، وأن يكثروا رمي كلام بعضهم على بعض، وهذا يستهزئ بهذا، وهذا يقول بهذا كذا ونحو ذلك، وهذا ليس من أخلاق ممن يرجى أن يرفعوا الدعوة وأن يجاهدوا في سبيل الله، وليس من أخلاق المؤمنين بعامة كثرة المراء والمزاح والاستهزاء، حتى الاستهزاء بـأصله لا يجوز.