أُمَّاهُ عُذْرًا
نَشْكُو إِلَى اللهِ الْقَوِيِّ الْقَاهِرِ *** مِمَّا جَنَتْهُ يَدَا الخَبِيثِ الخَاسِرِ
أَرْخَى الْلِسَانَ بِسَبِّ عِرْضِ نَبِيِّنَا *** وَالنَّيْلِ مِنْ عِرْضِ الْمَصُونِ الطَّاهِرِ
جَابَ الْبِلَادَ مُجَاهِرًا فِي كُفْرِهِ *** لَا يَنْثَنِي يَا وَيْلَهُ مِنْ كَافِرِ
يُحْيِي الْمَوَالِدَ لِلسِّبَابِ مُكَذِّبًا *** وَمُعَارِضًا قَوْلَ الْإِلَهِ الْبَاهِرِ
جدْ يَا عَظِيمُ بِنَزْعِ أَصْلِ لِسَانِهِ *** وَاجْعَلْهُ مُعْتَبَرًا لِكُلِّ مُنَاظِرِ
وَاللهِ لَوْ أَبْصَرْتُهُ لَقَتَلْتُهُ *** لَوْ أَنْ تَحَامَى بِالْجُيُوشِ الْعَسَاكِرِ
حَتَّى لَوْ اتَّخَذَ الْكَوَافِرَ مَلْجَأً *** أَوْ قَدْ تَلَقَّى نُصْرَةً مِنْ كَافِرِ
هَذَا الْمُنَافِقُ حَقُّهُ وَنَصِيبُهُ *** مِنْ دِرَّةِ الْفَارُوقِ؛ وَيْلٌ لِعَاثِرِ
أَوْ حَدُّ سيْفٍ يَقْطَعُ الرَّأْسَ الَّذِي *** فِيهِ اعْتِقَادُ الْكَافِرِينَ الْخَوَاسِرِ
لَا تَحْسَبُوا فِعْلَ الْخَبِيثِ تَفَرُّدًا *** وَتَصَرُّفًا مِنْ شَخْصِ عِلْجٍ فَاجِرِ
بَلْ دِينُهُمْ سَبُّ الصَّحَابِةِ كُلِّهِمْ *** أَوْ جُلِّهِمْ قُلْ كَابِرًا عَنْ كَابِرِ
وَالطَّعْنُ فِي قَوْلِ الْإِلَهِ وَزَعْمُهُمْ *** قَدْ نَابَهُ التَّحْرِيفُ مِنْ كُلِ تَاجِرِ
يَتَسَتَّرُونَ بِحُبِّ آلِ نِبِيِّنَا *** وَالْآلُ قَدْ نَصَبُوا الْعِدَاءَ لِغَادِرِ
فَالْآلُ وَالْأَصْحَابُ رُوحٌ وَاحِدٌ *** لَا يَرْتَضُونَ مَهَانَةً مِنْ غَامِرِ
دِينُ الرَّوَافِضِ قَائِمٌ فِي الطَّعْنِ فِي *** أَزْوَاجِ خَيْرِ الْعَالَمِينَ الْحَاشِرِ
يَتَعَبَّدُونَ بِنَيْلِهِمْ مِنْ أُمِّنَا *** فِي عِرْضِهَا، بُعْدًا لِكُلِ مُهَاتِرِ
فَالطَّعْنُ فِي عِرْضِ الْعَفِيفَةِ مُخْرِجٌ *** مِنْ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ دُونَ تَشَاوُرِ
أُمَّاهُ عُذْرًا فَالْكَلَامُ سِلَاحُنَا *** لَا يَشْفِي غِلًا مِنْ ذَلِيلٍ صَاغِرِ
زَوْجُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ مَنْ ذَا لَهَا *** لِيَذُبَّ عَنْهَا مَيْنَ خِبٍّ خَاسِرِ
فَالْقَلْبُ يَشْكُو حُرْقَةً وَمَرَارَةً *** وَالْعَيْنُ تُغْرِقُهَا دُمُوعُ النَّوَاهِرِ
يَا مُسْلِمُونَ تَجَرَّدُوا لِلذَّبِ عَنْ *** عِرْضِ الْمَصُونَةِ وَالْعَفَافِ الْوَافِرِ
أَيْنَ الْمُلُوكُ وَأَيْنَ سَادَاتُ الْوَرَى *** مِنْ كُلِّ حُرٍ قَائِمٍ أَوْ ثَائِرِ
لِيُنَافِحُوا عَنْ عِرْضِ زَوْجِ نَبِيِّنَا *** هَذَا النَّبِيُّ! فَمَا لَهُمْ مِنْ عَاذِرِ
وَيُزَلْزِلُوا هَذَا الْخَبِيثَ وَحِزْبُهُ *** حِزْب الرَّوَافِضِ مَا لَهُ مِنْ نَاصِرِ
هِيَ أُمُّنَا عِرْضِي الْفِدَاءُ لِعِرْضِهَا *** مَعْ عِرْضِ أُمِّي وَالنِّسَاءِ الْحَرَائِرِ
وَكَذَاكَ مِنْ أَرْوَاحِنَا وَدِمَائِنَا *** وَقُلُوبِنَا وَمِنَ الْعُيُونِ النَّوَاظِرِ
هِيَ عِنْدَنَا أَغْلَى الْغَوَالِي إِنَّهَا *** زَوْجُ النَّبِيِّ وِذِي الْمَقَامِ الْعَامِرِ
هَذِي الْمَصُونُ حَبِيبَةٌ لِنَبِيِّنَا *** هِيَ زَوْجُهُ فِي عَاجِلٍ وَالْآخِرِ
هِيَ بِكْرُهُ لَمْ تَلْقَ زَوْجًا قَبْلَهُ *** هِيَ حِبُّهُ رُوحِي فِدَاءُ الطَّاهِرِ
وَهِيَ ابْنَةُ الصِّدِيقِ صَاحِبِ أَحْمَدٍ *** وَبِهِ تُفَاخِرُ فَوْقَ كُلِّ مُفَاخِرِ
وَهِيَ التَّي نَزَلَ الْقُرَانُ بِطُهْرِهَا *** فِي عَشْرِ آيٍ مُحْكَمَاتٍ غَرَائِرِ
وَهِيَ التَّي مَاتَ النَّبِيُّ بِحجْرِهَا *** مَا بَيْنَ سَحْرِكِ أُمَّنَا وَالنَّاحِرِ
هَذِي الْقَصِيدَةُ صُغْتُهَا بِجَوَارِحِي *** وَسَطَرْتُهَا مِنْ دَمْعِ عَيْنٍ مَاطِرِ
أُمَّاهُ، عُذْرًا لَسْتُ أَقْدِرُ غَيْرَهُ *** فَالْعُذُرُ مِنْكِ وَأَنْتِ خَيْر الْعَاذِرِ
وَخِتَامُهَا أَرْجُو الْإِلَهَ بِعَفْوِهِ *** أَن لَّا يُؤَاخِذَنَا بِفِعْلِ الْحَائِرِ
ثُمَّ الصَّلَاةُ مَعَ السَّلَامِ عَلَى النَّبِيْ *** وَالَآلِ وَالصَّحْبِ الْكِرَامِ وَسَائِرِ
فِي نَهْجِهِمْ حتَىَّ يُلَاقِي رَبَّهُ *** مِنْ كُلِّ عَبْدٍ غَائِبٍ أَوْ حَاضِرِ
- التصنيف:
- المصدر: