عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

منذ 2015-02-16

حوريةٌ من حِسان الحور أهداها *** إلى رسول الهدى المولى وحلاّها.

حوريةٌ من حِسان الحور أهداها *** إلى رسول الهدى المولى وحلاّها

نوراً من الله هلّتْ ما تضارعها *** شمسُ الوجود فتاهت في مُحيّاها

شذىً إلى طيّب الأوصاف قد رحلَتْ *** حتى تضمَّخ من أطياب رَيّاها

فريدةٌ قد زهاْ في العقد موضعُها *** وأصبحت بين دُرِّ العقد أسماها

وجنةٌ من جنان الحب وارفة *** ظلَّ الرسول سعيداً في حناياها

ودرة من سناْ الأصداف مطلعها *** وفرعُ دوحةِ طهرٍ طاب منشاها

وقرة العين للهادي ومسكنهُ الز *** اكي وعِيشة سعد كان يحياها

نسائمُ الطهر هبّت من نسائمها *** تسري بأطيب عَرفٍ من مزاياها

قد صاغها الخالق المنان جوهرة *** مضيئة لم تزل حتى توفّاها

ما كانت الدهرَ إلا بسمةً رُسمت *** على الحياة له ترضى ويرضاها

وموئلاً ناعم الأعطاف مكتنِفاً *** يؤويه من نصَب الدنيا ولأواها

ومزنة تسكب البشرى لتسقيه *** غيثَ الحنان فيروى من ثناياها

مهوى الفؤاد وعاش العمرَ يألفها *** وودّع الكون في أحضان مثواها

كان الكرامُ إذا أهدوا هديتهم *** إلى الرسول تحروا يوم لقياها

ما زاره الوحي يوماً إن رآه على *** لحاف نسوته في الدار حاشاها

تُهديه راحَته من محض راحتها *** وبِشر طلعته من بشر مرآها

ألقتْ إليه فؤاداً كان آسرَه *** حبُّ النبي وفي آفاقه تاها

أسدى الكمالُ إليها ثوب مفخرهِ *** دون النساء فزاد الفضلُ تقواها

جبريل سلّم تسليم الرضا وأتى *** إلى رسول الهدى يوماً فحيّاها

كم من هدى قد جرى من عذب موردها *** يطفي غليل نفوس كاد ينعاها

فربْعُ أحكامنا الشرعية انبثقت *** عن نقلها هديَ هادينا وما فاها

يا خيرَ سيدةٍ كانت لسيدنا *** وخيرَ قائمة في العلم فتواها

وخير أمٍّ سمتْ قدراً ومنزلة *** وخير أم مشت في الأرض رجلاها

أيرتضي الحق أن تُرمى حليلةُ من *** نقَّى الحياةَ من السُّوأى وزكاها؟

أيقبل اللب أن ترمى وما اصطُفِيت *** إلا له زوجةَ الدنيا وأخراها؟!

أم كيف تُرمى حصان عفّةٌ كذباً *** وسلسلُ الطهر يجري من محياها؟

حَلْيُ العفاف مضيء في جوانبها *** ومنزلُ الشرف الدريِّ مثواها

في مغرس الطهر دبَّت واستوت وقضت *** بهيةَ الرُّدن لم يَغبرَّ بُرداها

أيرتضي الله للمختار مُرتبعاً *** لغيره ورياضاً شِينَ مرعاها؟!

قد برّأ الله رب العرش ساحتها *** وهيّأ النارَ للأفّاك يصلاها

في سورة النور نورٌ من محاسنها *** يشفي العمى من عيون كان غطاها

ماذا يقال ورب الناس نزهها *** ومِقولُ الآبق الأفّاك يأباها؟!

فهل يقال لخير الخلق أحمدِنا *** يومَ الزحام بغيِّاً كنت ترضاها؟!

عليكِ من سحب الرضوان ما حملَت *** تزور روضتكِ الفيحا وأنداها

يا منبعَ الطهر يا أزكى مُطيبَّةٍ *** لأطيب الخلق مَن زانت سجاياها

 

عبد الله بن عبده العواضي

  • 9
  • 0
  • 1,904

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً