فيلم أبي وأمي والمرسيدس

منذ 2015-02-16

كثير منا يردد هذا القول وهو غاضب وفي حالة من العصبية وكأنه لا يطيق الأرض بمن عليها ولكن لنرى معا لمن يقال هذا القول بهذا الشكل الرهيب؟؟

" أف أف... إلى متى سأظل استقبل أوامر كل شيء أوامر أوامر... اذهبي وتعالي وافعل ولا تفعل تعبت من كثرة الأوامر. "
كثير منا يردد هذا القول وهو غاضب وفي حالة من العصبية وكأنه لا يطيق الأرض بمن عليها ولكن لنرى معا لمن يقال هذا القول بهذا الشكل الرهيب؟؟
انه يقال لأكرم الناس.. يقال لمن ضحوا بالكثير من أجلنا ومازالوا يضحون لآخر لحظة في عمرهم..... يقال لمن افنوا شبابهم في خدمتنا وتحملوا الصعاب والمشاق من أجلنا..... يقال لمن ليس هناك على وجه الأرض من يحبنا مثلهم ويحن علينا حنانهم.
أعرفتم من هم؟؟
هم "والدينا" آبائنا وأمهاتنا
ترى كم منا الآن يطيع والديه حق طاعتهم ويصطبر على ذلك وهو راضى؟
كم منا يبتسم في وجه والديه ويقبل يديهما تواضعا واحتراما لهما واعترافا بالجميل؟
كم منا يعرض عليهم الخروج معه إشعارا باهتمامه بهم كما يتهافت على إرضاء أصدقائه ليقبلوا دعوته في أن يقضوا يوما معه؟
فقد جَاءَ رَجُلٌ إلى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللَّه مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بحُسنِ صَحَابَتي؟ قال: « أُمُّك » قال: ثُمَّ منْ؟ قال: « أُمُّكَ » قال: ثُمَّ مَنْ؟ قال: « أُمُّكَ » قال: ثُمَّ مَنْ؟ قال: « أَبُوكَ » متفقٌ عليه.
فلنعد معا بالذاكرة إلى الوراء............
عندما كنا أجنة في بطون أمهاتنا كم احتملت أمهاتنا من الآلام وصبرت لكي تخرجنا إلى هذه الدنيا!
من كان يطعمنا بيديه ويسقينا؟ من الذي كان يخفف عنا إذا بكينا أو حزنا؟... من في الدنيا كلها يتمنى أن يكون هناك من هو أحسن منه غير الوالدين لولدهما؟.... من كان يغطينا بحنانه ويحمينا بأسوار أحضانه؟؟
فهذ1حبهم لنا
وهناك من تسأله أتحب والديك؟
فيجيبك بالتأكيد وهل هناك من لا يحب والديه!
فلننظر معا كيف حبنا لهم....
إذا ما طلبوا منا شيئا نهيج عليهم ونرفع الأصوات ونشيح بالأيادي إعراضا عما يطلبون ولكننا عندما كنا صغارا فإذا طلبنا فقط أن نأكل أو نشرب نجدهم يتحركون من فورهم مسرعين ليحضروا لنا الطعام ملبين لطلبنا
فلم نبخل عليهم في الكبر وهم لم يبخلوا علينا في الصغر؟؟
ما الذي يجعلنا قاسيين معهم هكذا وجافين في معاملتهم؟؟
أتدرون ما هو السبب؟؟
السبب هو أننا ننساهم ننسى ما فعلوه من أجلنا ننظر لأنفسنا الآن وأننا نحن الذين نقوم على خدمتهم ونحن الذين نضحي ونفعل ناسيين أن السبب فيما نحن فيه من نعم كثيرة هو ثمار ما جنوه لنا بتضحيتهم بالكثير حال شبابهم.
يقول "رضا الله في رضا الوالد أو قال الوالدين وسخط الله في سخط الوالد أو قال الوالدين " رواه مسلم
ويقول الله - تعالى - (أن اشكر لي ولوالديك)
فانظروا كيف هو رضا الله وسخطه مقرونا برضا وسخط الوالدين!
وانظروا كيف كرمهما بأن جعل شكره - سبحانه - مقرونا بشكر الوالدين!
وليس ذلك فقط بل أمرنا - سبحانه - ببرهما والإحسان اليهما قال - تعالى - (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)
ولقد حذرنا - سبحانه - أيضا من عقوقهما فقد صح عن رسول الله أنه قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنّان بما أعطى [رواه النسائي وأحمد والحاكم].
وفي الصحيحين، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور
فلماذا إذا كل هذا الاهتمام بهما ولماذا كل هذا الحب من والدينا؟
لقد قذف الله في قلوبهم حبنا وخوفهم علينا وهذا من رحمته - تعالى - بعباده
فتخيلوا معي لو أنا فقدنا أبوينا وأصبحنا يتامى بدون أب ولا أم كيف سيكون حالنا؟
وقتها سنتمنى لو أنهم معنا لحظة
فالحمد لله أن جعل لنا أبا وأما فشكر الله على هذه النعمة هو طاعتهم وبرنا بهم
إذا كيف نبر والدينا؟
في سنن ابن ماجه سئل: يا رسول الله ما حق الوالدين على ولدهما؟ "قال هما جنتك ونارك"
للوالدين على الولد 10 حقوق:
1- أنه إذا احتاج أحدهما إلى الطعام أطعمه.
2- إذا احتاج إلى الكسوة كساه إن قدر عليه وهكذا روى عن رسول الله في تفسير قوله - تعالى - " وصاحبهما في الدنيا معروفا" فقال المصاحبة بالمعروف أن يطعمهما إذا جاعا ويكسوهما إذا عريا.
3- إذا احتاج أحدهما خدمته خدمه.
4- إذا دعاه أجابه وحضره.
5- إذا أمره بأمر أطاعه ما لم يأمر بمعصية.
6- أن يتكلم معه باللين ولا يتكلم معه بالكلام الغليظ.
7- أن لا يدعوه بإسمه.
8- أن يمشى خلفه.
9- أن يرضى له ما يرضى لنفسه ويكره ما يكره لنفسه
10- أن يدعو له بالمغفرة كلما يدعو لنفسه، يقول - تعالى - على لسان نوح - عليه السلام - " رب اغفر لي ولوالدي" وقال - سبحانه - على لسان إبراهيم - عليه السلام - " ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب"
قال أحد الفقهاء فأن سأل سائل كيف يبر الولد والديه بعد موتهما إذا ماتا ساخطين عليه فعل يمكنه أن يرضيهما؟
قيل له نعم: يرضيهما بثلاثة أشياء:
1- أن يكون الولد صالحاً في نفسه لأنه لا يكون شيء أحب إليهما من صلاحه.
2- أن يصل قرابتهما وأصدقائهما.
3- أن يستغفر لهما ويدعو لهما ويتصدق عنهما.
ولقد روى عن بعض الصالحين أنه كان لا يأمر ابنه بأمر وكان إذا احتاج إلى شيء يأمر غيره فسئل عن ذلك؟ فقال: إني أخاف أني لو أمرت ابني بذلك يعصينى في ذلك فيستوجب النار وأنا لا أحرق ابني بالنار.
فكفانا نسيانا لوالدينا أما آن لنا أن نبرهم ونرد جزءاً ولو بسيطاً من جميلهم؟

طلال المساعد

  • 0
  • 0
  • 2,015

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً