يا أمة المليار
في وداع الشيخ المجاهد أحمد ياسين رحمه الله كانت هذه الأبيات.
- التصنيفات: فقه الجهاد -
في وداع الشيخ المجاهد أحمد ياسين رحمه الله كانت هذه الأبيات
قتلوكَ أبناءُ القرودِ جِهارا*** سفكوا دِماءَك فاسْتَحالتْ نَارا
فَسُقُوا لَظاها واكتَووا بلهيبها*** وأَضَأْتَ فِينا يا إِمَامُ مَسَارا
أَبشرْ فَقدْ نَالُوا بِقتلكَ ذِلَّةً*** ومَهَانة ًوحَقَارَةً وشَنَارا
هُمْ أَهلُ كُلِّ نَذالَةٍ ودناءةٍ*** والجُعْلُ يَعشقُ دائماً أقذارا
يا أُمَّةَ المِليَارِ أَينَ قُلوبُكمْ*** أَينَ المَشَاعِرُ هَلْ غَدَتْ أَحْجَارا؟
لَمَّا رَأيتُمْ جِسْمَهُ مُتنَاثراً*** وَدِمَاءَهُ صَارتْ عَليهِ دِثَارا
يا أُمَّةَ الِمليَارِ هَلْ مِنْ غَضْبَةٍ *** لِلهِ تَمحُوا ذُلَّنا والعَارا
هُبُّوا مِنْ النّومِ الطَّويلِ استيقظوا *** قوموا وَخَلُّوا عَنْكمُ الأَعذَارا
هَذِي يهودُ الغَدرِ تعبثُ فيكموا*** في كُلِّ يومٍ تَقتُلُ الأَحرارا
في كُلِّ يومٍ تَستَبيحُ دِمَاءَنا *** وَيُهدِّمونَ مَنَازِلاً ودِيَارا
فَيُشَرِّدونِ نِساءَنا وبَنَاتنا *** وشُيوخَنا ويُشَرِّدونَ صِغَارا
واليوم َقَدْ غَدَروا بِشَيخِ جِهَادِنا *** مَنْ كَانَ في أَرضِ الجهادِ مَنَارا
يَا مَنْ عَلاهُ الشَّيبُ لَكِنْ عَزْمَهُ *** عَزْماً قَوياً يُرْعِبُ الأَشْرَارا
أَعْجَزْتَ أَبنَاءَ القُرُودَ فَعِندَما *** قَصَدُوكَ رَاحُوا يَضْرِبُونَ حِصَارا
وتَحَصَّنُوا بحُصُونِهم فَانظُرْ لَهُمْ *** خَوفَاً وذُعْرَاً أَرسَلُوا طَيَّارا
شُلَّت يَد ٌ قد أرسلتْ صاروخَها *** ماذا جَنتْ بالغدرِ إلاَّ العارا
أَحَكُومَة بجيوشِها وسِلاحها *** لِنِزَالِ شَيْخٍ قد شكى الأَضْرَارا؟
يَا أَيُّها اليَاسينُ مِنْ كُرسي الإبا *** قَدْ كُنتَ تَملأُ أُفْقَنَا أَنوَارا
أَكْرِمْ بكُرسيٍّ عَليهِ قَد اعتَلا *** جَبَلٌ يَصُدُّ بِعَزمِهِ الإِعصَارا
عَجَبَاً لَهُ كَيفَ استطاعَ لِحَملِهِ*** لَقَد استَحَقَّ بِحَملِهِ الإِكبَارا
مِنهُ استَمَدَّ ثَبَاتَهُ وصُمُودَهُ *** وتَعَلَّمَ الإِقدَامَ والإِصرَارا
عَجَبَاً لِشَيخٍ مُقْعَدٍ لَكِنَّه*** بِجَلالِ وَجْهٍ يُلهِبُ الأَمصَارا
يا أيها اليَاسينُ لَستَ مُعَوَّقَاً *** بَلْ قَدْ سَمَوتَ إلى العُلا مُختَارا
نَحنُ المُعَاقُونَ الذينَ تَخَلَّفوا *** ورَضُوا هَوَاناً مُقْعِدَاً وخَسَارا
نَفْسِي الفِدَاءُ لِطَلعَةٍ مِبيَضَّةٍ *** بالشَّيبِ لكنْ هَيَبةً ووقَارا
نَفسِي الفِدَاءُ لِشيبَةٍ كَمْ أَرعَبَتْ *** جيشاً كبيراً غَاشَماً جَبَّارا
بِعَزيمةٍ قَدْ كُنتَ تَهزِمُ جَمعَهم*** مَا كُنتَ تَملكُ فَيلَقاً جَرَّارا
بَلْ فِتيَةً والموتُ في أَحضَانِهم *** مَوتٌ بِهِ قدْ زلزلوا الكفارا
عَشِقُوا الشَّهادةَ مَزَّقُوا أَجسادَهم *** لِلهِ يَبغُونَ الجِنانَ قَرَارا
فتَنَاثرتْ أَشلاؤهم في بَهجَةٍ *** فوقَ الدِّمَاءِ فأنبتتْ أَزهَارا
فَتَزيَّنتْ أَرضُ الجهادِ بلونها *** ما أروعَ الأزهارَ والأنهارا
حَمراء هذا دَربُ عِزَّتِنا الَّذي *** نَغدُو بهِ بينَ الورى أحرارا
بَاعوا النُّفوسَ رَخيصَةً مَحبُوبَهم *** فَرَقُوا مَكَاناً عالياً وجِوَارا
في جَنَةِ الرِّضوانِ حيثُ نَبيَّهم *** يَلقُونَ ثَمَّ وصَحبَه الأَخيارا
هذا غِرَاسُكَ يا بنَ يَاسينَ الذي *** رَبَّيتَهُ لِيوَاجِهَ الأَخطَارا
وسَقَيتَهُ بدمٍ زَكِيٍّ طَاهِرٍ*** مَا أَجمْلَ البُستانَ والأَشجارا
فاهَدأْ قَريرَ العَينِ يا شيخَ الهُدى *** فَلقَدْ مَلأتَ طريقَنا أَنوارا
صالح بن محمد الصمله