فوائد من كتاب يوم تبلى السرائر
السريرة أمرها عظيم و شأنها خطير .. ولو كشفت سريرة أحدنا للناس، لما استطاع أن يعيش بين الناس مفضوح السريرة .. فكيف و هذه السريرة لا تخفى على الله عز وجل ؟! .. الحمد لله على ستره.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1
السريرة أمرها عظيم وشأنها خطير .. ولو كشفت سريرة أحدنا للناس، لما استطاع أن يعيش بين الناس مفضوح السريرة .. فكيف و هذه السريرة لا تخفى على الله عز وجل ؟! .. الحمد لله على ستره.
2
من علامة توفيق الله للعبد أن يوفقه الى اصلاح سريته و يشغله بإصلاح باطنه و تطهيره من الآفات : كالحسد والرياء
والعجب والكبر والحرص على الشهرة والظهور وغيرها ..
ومن علامة حرمان التوفيق للعبد أن ينشغل بغيره عن نفسه، أو يشغله بإصلاح ظاهره عن اصلاح سريرته ..
3
يقول ابن القيم رحمه الله :
ان الكبيرة قد يقترن به من الحياء و الخوف و الاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر ..
وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء و عدم المبالاة وترك الخوف و الاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر ..
وهذا أمر مرجعه الى القلب ..!
4
ترتبط الخاتمة حسنا وسوءا بصلاح السريرة أو فسادها . وكم أقض حسن الخاتمة وسوؤها مضاجع السلف ..!
5
أسر الشيء : كتمه و أظهره . وهي من الأضداد .
سررته : كتمته و تأتي بمعنى اعلنته .
والوجهان جميعا يفسرا في قوله تعالى ( وأسروا الندامة ) .
6
قال المزني رحمه الله :
(ما فاق أبو بكر رضي الله عنه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بصوم و لا صلاة , ولكن بشيء و قر في قلبه)
7
الاعمال نتائج السريرة الباطنة ,فمن كانت سريرته صالحة كان عمله صالحا فتبدو سريرته على وجهه نورا و اشراقا و حياء .
ومن كانت سريرته فاسدة كان عمله تبعا لسريرته , فتبدو سريرته على وجهه سوداء مظلمة .
8
حقيقة السريرة الصالحة ,انها تقوم على التحلي و التخلي .
التحلي بالأعمال و الإعتقادات القلبية الصالحة التي هي أساس صلاح الأعمال الظاهرة .
و التخلي عن الأعمال و الإعتقادات القلبية الفاسدة التي تفسد عليه محبته و إخلاصه و توكله و خوفه ورجاءه لله تعالى .
9
( وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر و أخفى )
أي :
يعلم ما خطر على القلب ( و أخفى ) مما لم يخطر , يعلم أنه يخطر في وقته و على صفته .. سبحانه و تعالى ..
10
قال النووي رحمه الله في شرحه لحديث (إن الله لا ينظر الى أاجسادكم ) :
ان الاعمال الظاهر لا يحصل بها التقوى , و انما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله تعالى و خشيته و مراقبته .. و مقصود الحديث ان الاعتبار في هذا كله بالقلب .
11
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
(أحب العباد الى الله الأتقياء الأخفياء , الذين اذا غابوا لم يفتقدوا , و اذا شهدوا لم يعرفوا , أولئك هم أئمة الهدى
ومصابيح العلم ) رواه الحاكم في المستدرك .. وقال صحيح الاسناد
12
كان يقول ابن مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق ..
وكان يقول الحسن رضي الله عنه :ما خافه إلا مؤمن , و لا أمنه إلا منافق ..
13
كان يقول بلال بن سعد : لا تكن وليا لله في العلانية وعدوه في السريرة ..
يقول ابن عيينه رحمه الله تعالى : اذا وافقت السريرة العلانية فذلك العدل ,ة اذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الاحسان وإذا كانت العلانية افضل من السريرة فذلك الظلم ..
ويقول الحسن رحمه الله : النفاق خبث السريرة فاتق الله عز وجل أن يرى الناس أنك تخشى الله سبحانه وتعالى وقلبك فاجر ..
14
ان صلاح السرائر و فسادها أمر لا يعلمه على وجه القطع الا علام الغيوب , ولكن الله عزوجل جعل العلامات لصلاح السريرة و فسادها , تظهر على العبد يعرفها من نفسه , وتكون للناس بمثابة القرائن التي تعكس لهم سرائر الغير ..
يقول سبحانه ( والله يعلم إسرارهم )
15
ومن علامات صلاح السريرة ,,
الإخلاص و الصدق ..
المخلص لا رياء له و الصادق لا إعجاب له ..
ولا يتم إلا بالصدق و لا الصدق إلا بالإخلاص , و لا يتمان إلا بالصبر ..
أبو سعد النفيعي