فضحك!
عجباً لهذه الأخلاق! أكاد أكررها في همس يقترب من الجنون، مذهولاً أمام عظمته وقمة سمو أخلاقه أكررها في تعجب! فضحك، فضحك، فضحك... لم يصفح فحسب، لم يأمر بعطاء فقط، بل ضحك في وجهه بعد كل ما فعل، ما أعظمك يا محمد!
عجباً لهذه الأخلاق! أكاد أكررها في همس يقترب من الجنون، مذهولاً أمام عظمته وقمة سمو أخلاقه
أكررها في تعجب! فضحك، فضحك، فضحك، فضحك، فضحك، فضحك، فضحك، فضحك...
لم يصفح فحسب، لم يأمر بعطاء فقط، بل ضحك في وجهه بعد كل ما فعل، ما أعظمك يا محمد!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: "كنت أمشي مع النَّبي صلى الله عليه وسلم، وعليه بُردٌ نجرانيٌّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ، فجذبه جذبةً شديدةً، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النَّبي صلى الله عليه وسلم قد أثَّرت به حاشية الرِّداء من شدَّة جذبته، ثمَّ قال: مُرْ لي من مال الله الذي عندك، « »" (رواه البخاري:3149، ومسلم:1057).
قال النَّوويُّ: "فيه احتمال الجاهلين، والإعراض عن مقابلتهم، ودفع السَّيئة بالحسنة، وإعطاء من يُتألَّف قلبه، والعفو عن مرتكب كبيرةٍ -لا حدَّ فيها- بجهله، وإباحة الضَّحك عند الأمور التي يُتعجَّب منها في العادة، وفيه كمال خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحِلمه وصفحه الجميل" (شرح النَّووي على مسلم).
صلى الله عليه وسلم، صلى الله على محمد.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: