ترتيل القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
كليات التربية قسم اللغة العربية -عدا جامعة الأزهر بمصر- لا تدرس أحكام التجويد لمعلمي المستقبل، وبعد التخرج يسند لهذا المعلم تدريس نصوص القرآن في مادة النصوص، وتدريس سور القرآن في مادة التربية الإسلامية.. وما أكثر الأخطاء التي قد ترتقي للفضائح العلمية أو قل الجرائم العلمية! وفي النهاية فاقد الشيء لا يعطيه.
- التصنيفات: ملفات القرآن الكريم وبرامجه -
ما أسوء أن يعلم أبناءنا من يجهل قراءة القرآن بطريقة سلمية، قد يظن البعض أن هذا اتهام! ولكن ومع الأسف هي حقيقة
مثال يحدث في مصر: كليات التربية قسم اللغة العربية -عدا جامعة الأزهر بمصر- لا تدرس أحكام التجويد لمعلمي المستقبل، وبعد التخرج يسند لهذا المعلم تدريس نصوص القرآن في مادة النصوص، وتدريس سور القرآن في مادة التربية الإسلامية..
وما أكثر الأخطاء التي قد ترتقي للفضائح العلمية أو قل الجرائم العلمية! وفي النهاية فاقد الشيء لا يعطيه.
لذا على الأسرة أن تراعي دورها كمؤسسة تربوية أولى وحاضنة.
قال الإمام ابن كثير في مقدمة تفسيره:
الترتيل في القراءة:
وقول الله عز وجل: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا} [المزمل:4]، وقوله: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} [الإسراء من الآية:106]، يكره أن يهذ كهذ الشعر، يفرق: يفصل، قال ابن عباس: "{فَرَقْنَاهُ} فصلناه"، وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم: « » (المسند).
وقال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لَهِيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم، عن مسلم بن مِخْراق، عن عائشة أنه ذكر لها أن ناسًا يقرؤون القرآن في الليل مرة أو مرتين، فقالت: "أولئك قرؤوا ولم يقرؤوا، كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فكان « »".
حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة:16]: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل بالوحي، وكان « »"، وذكر تمام الحديث كما سيأتي، وهو متفق عليه، وفيه والذي قبله دليل على استحباب ترتيل القراءة والترسل فيها من غير هَذْرَمة ولا سرعة مفرطة، بل بتأمل وتفكر، قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص من الآية:29].
مد القراءة:
حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم الأزدي، حدثنا قتادة قال: "سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان « »، وهكذا رواه أهل السنن من حديث جرير بن حازم به، وحدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام، عن قتادة قال: "سئل أنس بن مالك: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت « »، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم" (انفرد به البخاري من هذا الوجه).
حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « »، وهذا رواه الترمذي عن موسى بن عبد الرحمن الكندي، عن أبي يحيى الحمّاني -واسمه عبد الحميد بن عبد الرحمن- وقال: حسن صحيح، وقد رواه مسلم من حديث طلحة بن يحيى بن طلحة، عن أبي بردة، عن أبي موسى.
وروى مسلم من حديث طلحة بن يحيى بن طلحة، عن أبي بردة، عن أبي موسى: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: « »، فقال: أما والله لو أعلم أنك تستمع قراءتي لحَبَّرْتها لك تحبيرًا"، وقال الزهري، عن أبي سلمة: "كان عمر إذا رأى أبا موسى قال: ذكرنا ربنا يا أبا موسى. فيقرأ عنده"، وقال أبو عثمان النهدي: "كان أبو موسى يصلي بنا، فلو قلت: إني لم أسمع صوت صنج قط ولا بربط قط، ولا شيئًا قط أحسن من صوته"، قول المقرىء للقارئ: حسبك.
حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: « »، فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: « »، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [النساء:41]، قال: « »، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان".