عاملني كإنسان
مؤمن محمد صلاح
كثيراً ما نجد سوء المعاملة في هذه الأيام بمجرد أنه يختلف معي، يختلف معي في الرأي، يختلف معي في الجنسية، يختلف معي في العلم، يختلف معي في أي شيء، بالرغم أن ما نملكه جميعاً هو هبة من الله قادر سبحانه أن يأخذه منك، قادر أن يجعل نسبك المتفاخر أنت به أسوء نسب، قادر أن يجعل جنسيتك التي تتكابر بها تتخلى عنها، قادر سبحانه أن يجعل علمك الذي تتظاهر به نقمة عليك، فلماذا الكبر؟ لماذا التعالي على الناس؟ لماذا سوء المعاملة مع من أقل منك؟!
- التصنيفات: تزكية النفس -
أصبحنا نعيش في عصر العنصرية، نفرق الناس على الجنسية وعلى الديانة وعلى اللون، وعلى المال وعلى المؤهل العلمي، وتناسينا جميعاً أن الأكرم عند الله هو الأتقى، تناسيناً أننا نقف جميعاً أمام الله بأعمالنا، لا فرق بين أعجمي وعربي، ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى، كلنا لآدم وآدم من تراب.
لقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، للناس جميعًا، يحمل ديناً يساوي بين الجميع، لا يفرق بين أي شخص إلا بالتقوى، آخى بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة من مكة إلى المدينة، كان بين أصحابه بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي، جاء الإسلام ليخلص الناس من العبودية التي كانت تحكم قبله، وحدثنا القرآن بأن لنا دين وللآخر دين، علمنا أن الدين المعاملة والعمل والتطبيق وعرفنا نبينا أن امرأة دخلت الجنة في سقية كلب، وأن امرأة دخلت النار في حبس هرة، قال لنا أن من أذى ذمياً فأنا خصمه.
كثيراً ما نجد سوء المعاملة في هذه الأيام بمجرد أنه يختلف معي، يختلف معي في الرأي، يختلف معي في الجنسية، يختلف معي في العلم، يختلف معي في أي شيء، بالرغم أن ما نملكه جميعاً هو هبة من الله قادر سبحانه أن يأخذه منك، قادر أن يجعل نسبك المتفاخر أنت به أسوء نسب، قادر أن يجعل جنسيتك التي تتكابر بها تتخلى عنها، قادر سبحانه أن يجعل علمك الذي تتظاهر به نقمة عليك، فلماذا الكبر؟ لماذا التعالي على الناس؟ لماذا سوء المعاملة مع من أقل منك؟!
الشخص الذي تهينه أو تسيء معاملتة قد يكون عند الله أفضل منك، وقد يختم الله له بحسن الخاتمة، وأنت بسوء الخاتمة، كان الإمام مالك رحمه الله يقول: "ما رأيت مسلماً إلا وظننت أنه خيراً منيَ"، لماذا الأنانية تسيطر على قلوب الكثير منّا، والتفكير في أنا ومن بعدي الطوفان هو شعار البعض.
أيها المتعصبون لجنسياتكم وأموالكم وأنسابكم وعِلمكُم، لقد مزقتكم قلوب الكثير من البشر بسوء معاملتكم، لقد أسأتم إلى ما تحملون من ألقاب وشهادات، ألم تعرفوا أنكم سفراء دينكم، كم من أناس دخلوا الإسلام بحسن المعاملة، وكم هم المتنافرون بسوء المعاملة، كونوا سفراء مناصبكم وسفراء عائلتكم، عاملوا الناس بما تحبوا أن يعاملوكم عاملوا الناس بالأخلاق الحميدة، عاملوا الناس بأخلاق العظماء، عاملوا الناس بأخلاقكم لا بأخلاقهم.
إننا نقف جميعًا بين يدي الله يوم القيامة لا يفرق بيننا جميعاً إلا أعمالنا، كل واحد على حسب عمله، لا يوجد في هذا المقام جنسية ولا لون ولا أي شيء من أمور الدنيا إلا عملك فيها، فأحسن عملك في الدنيا واتق الله في معاملتك مع البشر واترك أثرًا طيبًا في كل مكان، وخيراً لك أن يترحم عليك بعد موتك من أن تٌذكر بالسوء فأحسن ذكرك.