حرية الفكر أم حرية نقد الإسلام ؟!
صراخات متوالية، وضجيج طويل، ومحازن سائرة، ذات سوانح غربية وعربية، تشارك الهم، وتغتاظ من الجريمة المفتعلة تجاه حرية التعبير؛ وما أفرزته من نسف المقدسات، وشتيمة الإسلام وقضاياه!
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
صراخات متوالية، وضجيج طويل، ومحازن سائرة، ذات سوانح غربية وعربية، تشارك الهم، وتغتاظ من الجريمة المفتعلة تجاه حرية التعبير؛ وما أفرزته من نسف المقدسات، وشتيمة الإسلام وقضاياه!
ومع إدانتنا لكل تطرف، يسيء للإسلام، ويشوه أصوله وتعاليمه إلا أننا نعجب من هذا "الاصطفاف العالمي" تجاه الإرهاب الإسلامي بزعمهم فقط!
وأين هم من الإرهاب الصهيوني في فلسطين، وتنوعه وجرائمه؟!
وأين هم من الإرهاب الصليبي في العراق وأفغانستان وقوانتناموا، واليمن؟!
وما يقولون في إرهاب فرنسا السافر، وتدخلاتها المتوالية في مالي وليبيا؟!
وهل نسيتم صنائعهم في "سجن أبو غريب" بالعراق، والانتهاكات الفظيعة، وتقبلها الإعلام الغربي بصدر رحيب!
وما موقفهم من احترام الإعلام الغربي للعقائد اليهودية وكل ما يجرح الصهاينة، فيخفونه، أو يجرمون من يسيء له بخلاف الإسلام ونبي الإسلام؟!.... حرية ونقد وتعد ووقاحة باسم حرية التعبير، واتساع الإعلام!
أتوقع أن الغرب يكيل بعشرة مكاييل! ولا يبالي بالقسطاس المستقيم هنا، وكما قيل:
هذي المعارك لست أحسن خوضها *** من ذا يقاتل والعدو الثعلبُ
ولكن المؤلم المؤسف هنا؛ تراكض مجموعة من البلهاء المنهزمين وراءهم، مشاركين ومعزين ومتضامنين، ويتناسون كل بلايا هؤلاء ونكاياتهم في العالم الإسلامي؛ وكأنهم لا يشاهدون "التصفية العرقية" في بورما وأفريقيا الوسطى!
ويتعامون عن "إرهاب الدولة النصيري" تجاه شعب أعزل، أفنى منهم أكثر من مائتي ألف، وشرد ملايين مضاعفة؛ لا تكاد تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا!
عيونهم مطموسة!
قلوبهم خاوية!
موازينهم مهترئة!
إعلامهم جائر!
وساستهم بذيل الصهاينة!
ثم يحدثونكم عن "حقوق الإنسان"، وربيع الديمقراطية، وفنون الراحة والاستقرار!
وهم أعدى أعداء الحقوق، والمتاجرون بقضايا العدالة والإنسانية!
مقال منصف يرعبهم، وقصيدة تزلزل أفئدتهم، وإحصائيات تفنيهم، ومقطع لتناقضاتهم يفضحهم!
إذن ما يريد هؤلاء.... ؟!
إنهم يريدون تجريم الإسلام على كل حال، وتخويف أهله منه، ونعت أتباعه الحقيقيين بكل تهمة وسبة.
فقد آلمهم انتشاره، وآسفهم قوة براهينه، ودحرهم كثرة محبيه؛ لا سيما وهو يخترق قاراتهم، ويجول في أُسرهم، ويبرز في قنواتهم.
وفي كل يوم من أعاجيب ديننا *** هداية ضُلّال وتوبة عاشقِ!
مؤلم لهم... هداية مفكر، أو توبة مغنٍ، أو استعبار غافل.
مواطنوهم في اقتناع بالإسلام، والتوبات على قدم وساق، والمراكز الإسلامية تتلقى القبلات من حين لآخر!
ولم تفلح كنائسهم للإعاقة، أو قنواتهم للتشويه، أو صحفهم في فوبيا الإسلام، أو ساستهم في الحروب المرعبة.
ما ازدادت البشرية إلا احتراماً وتوقيرا لهذا الدين المتين؛ بل حمل عقلاءهم على التفكر والتفكير الجاد، أنهم على ضلالة، وديننا حق، أو تشكك في عقيدته المهترئة، أو أدرك ظلم الغرب وإعلامه المنظم تجاه الإسلام؛ فتساءل:
ما كل هذا ضد دين من الأديان، يدعي الغرب احترامه، وحواره!
ثم يسمح بكيل الشتائم والسخريات المتوالية!
لو كان لنا حجج دامغة ما واجهنا الإسلام بهذه الأساليب الرخيصة؛ وإنما تنبعث الصراخات والشتائم من الأوعية الفارغة، كذا لسان حالهم!
يدعون أنهم أرباب تعايش، ودعاة حوار وتعارف! إذن فليفتحوا صدورهم للحوار، والنظار الديني، وليكن التعاطي وكشف الشبه، وتعرية الأدلة بالحوارات الجادة، وليس الشتم وكيل السفاهات؛ التي هي علامة النقص والفشل:
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ *** فهي الشهادة لي بأني كاملُ
يملك الغرب الصناعة والقوة والاقتصاد؛ ولكنه لا يملك الدين الحق، ولذلك لم يقنع العالم بهم أن يظلوا ساسة له، فضلا عن أن يرضى بهم عوام المسلمين؛
لأن التطور المدني والصناعي ليس كل شي، ولا ينفع حين ضياع الجانب الروحي، وصيرورة المرء كدابة، تأكل وتشرب (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) سورة الفرقان.
وأما الأعاريب الذين صفوا معهم، وسالت مدامعهم على الحدث، وحق لها أن تسيل؛ فوددت لو تباكوا على سوريا أو بورما، وكونوا تظاهرة تضامنا، أو تبرعات رفادا لهم!
وضجوا بوسائل إعلامهم سخطاً على فعائل الغرب المتاجر بقضايا الديمقراطية والإرهاب؛ فيوظفها لمزاجه وأجندته.
ويا ليت أنهم تثبتوا من حقيقة الحدث، لا سيما وحوله استفهامات تشكك في تورط من اتهموا به؛ ولكن للأسف لخواء المبادئ، والرضا بالتبعية، سارعوا بالتضامن دون تثبت، وأيضاً لم يدينوا انتهاكات غربية متنوعة؛ مع رفضنا أن يكون ذلك سبيلا سليما للنصرة النبوية.
فنصرة رسول الله بحسن الاتباع والعمل بشرعه، والذب عن هديه، وعدم تشويه ديانته، والسلام.
حمزة آل فتحي