أبناؤنا والقراءة

منذ 2001-04-18
لماذا خلت عقول طلابنا و طالباتنا من العلم و الثقافة؟

لماذا حين نسأل عن أبسط المعلومات التي نفترض أنها بديهية و أن الكل يعرفها لا نجد الا علامات استفهام ترتسم على وجوه ابنائنا كأننا سألنا عن معادلة نووية أو معضلة دولية؟

و لا نجد الا ابتسامات يفترض أنها بريئة و رؤوس توميء لنا بالاستغراب و عيون تملؤها الدهشة ؟

لماذا أصبحت معلومات ابنائنا تقتصر على منهج المدرسة " الحالي" فقط -لأنهم نسوا السابق بالطبع- و على ما يتحفهم به التلفاز أو مجلات المرأة و الرياضة من معلومات رخيصة تتعلق بالتوافه أو ما يسمعونه من هنا و هناك؟

إنه لأمر محزن أن لا يعرف الأبناء أبسط المعلومات عن أوطانهم ، أو حتى أبسط قواعد المعرفة العامة؟

و تأتيك الطامة حين تسألهم: ألا تقرأون؟

فتأتيك الاجابة الواثقة: لا ! و حين تسأل: و لم؟

تأتيك الاجابات المختلفة التي تتركز في معظمها على إنه "ليس لدينا وقت" أو " لا نحب الكتب" أو " كفانا كتب المدرسة"، فما العمل اذا كانت كتب المدرسة لا تفتح الا للمذاكرة ثم ترمى بعد الامتحان، و المعلومات تحفظ ، لينساها الطالب بعد أن تستنفذ غرضها الذي هو "الامتحان" فقط؟

كيف نشجع أبناءنا على العلم و القراءة، إذا كانت مكتبات المدارس كالكهوف الموحشة، لا يدخلها إلا الذباب، وليس فيها إلا مجموعة كتب أكل عليها الدهر و شرب، و التي إذا دخلها وأراد استكشاف محتوياتها نهر و زجر بحجة العبث بها؟

كيف نشجعهم على المطالعة في أوقات الفراغ و قد حشيت مناهجنا حشوا في أذهانهم فلم نترك لهم متنفسا حتى كرهوا الكتب و المناهج ، وأثقلناهم بالمناشط و زدنا لهم ساعات الدوام، فضجوا من المدرسة و العلم واستغلوا كل وقت "فارغ" في الهرب منهما و منا الى القنوات الفضائية أوالانترنت أو حتى اللعب في "الفريج"؟ ما العمل إذا؟ سؤال يحتاج إلى إجابة!

قالت لي إحدى طالباتي: " يعني لازم نعرف كل شيء"؟؟ وذلك عندما سألتهن عن سؤال بسيط لم أجد من يجاوبني عليه، فظهرت علامات الحسرة على وجهي، و لعلها أرادت التسرية عني، فلم تدر بمصيبتي ..!

لا يا طالبتي العزيزة، ليس كل شيء، لكن على الأقل .. لو الشيء اليسير، ما يضر لو قرأنا و عرفنا قليلا، لو فتحنا كتابا أو طالعنا صحيفة أو حتى استمعنا و شاهدنا الأخبار أو البرامج الثقافية التي إن وقعنا عليها "بالغلط" سرعان ما قلبناها غير آسفين.

إن العالم الآن في ثورة علمية وتكنولوجية، الطالب عندهم يبحث عن أي شيء و كل شيء بلمسة زر للكمبيوتر، الذي لا يزال عالما مجهولا للغالبية العظمى من طلابنا، و إن عرفوه اقتصرت معرفتهم على الألعاب أو الطباعة أو الدردشة .. إن لم نقل " معاكسة" في برامج المحادثة الحيّة المسمـاة بــ chat .. أليس ذلك مبعثا للحسرة؟

قديما قالوا: اطلبوا العلم و لو في الصين، وقد صارت الصين لآن قريبة، ولكن قل الطالبون!
  • 5
  • 2
  • 56,638
  • عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله الخير بالفعل نتلمس هذه المشكلة فى الوقت الحالى [[لم يعجبني:]] أتمنى طرح الحلول
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله خيرا عن الشباب المسكين
  • youness

      منذ
    [[أعجبني:]] a3jabani kolo shay a atamana minka al mazid wa shokran
  • ام عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] اقول جزاكي الله خيرا يا اختي على ما كتبتيه ولكن من رأيي سبب قلةمعلومات الطلاب والطالبات هو كما قلتي وان المنهج هو تلقيني ليس فيه ابداع بمجرد ان ينتهي المنهج تنسى كل المعلومات [[لم يعجبني:]] لن اقول ما لم يعجبني فالمقال جيد،، ولكن اقول ان يتغير المنهج ويصبح عملي لا تلقيني ووجود حصص تنمي التفكير وتحبب في القراءه
  • عمرو بن العاص

      منذ
    [[أعجبني:]] سيدتى أنا أحب القراءة مثل عيناى ووالدى ووالدتى هما السبب فى ذلك فمنذ صغرى وهما يقرآن لى مما حببنى فى شئ اسمه الكتاب وإلى الأن وعمرى 24 عام وأنا اقرا مالا يقل عن 3أو4 كتب شهريا إذا الآباء هم السبب وأسال الله أن أكون محقا
  • freedom

      منذ
    لم يعجبني: قامت الاخت الكريمة بطرح المشكلة والكل يعرف عنها لكن نتمنى لو تطرح الأخت الحلول لهذه المشكلة.
  • أم عبدالعزيز

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله خير ولكن اتمنى ان تكون البداية منكن أنتن يامعلمات. فوالله إن فيكن الخير الكثير ودوركن أكثر من دور الأم احيانا.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً