قصة رأفت وزوجته

منذ 2015-03-18

بعد فترة من الزواج عرفت أن دين صاحبنا هو الإسلام، وظلت تسأله عن الإسلام وهو لا يعرف إلا أقل القليل، تأكدت أن زوجها لن يسعفها وسيضيع وقتها، كما أنها فهمت أنه غير متدين ولا يأبه بالدين، ولأنها شغوفة بالمعرفة طلبت من زوجها بعض الكتب عن الإسلام، فجلب لها بعضها عن طريق أصدقائه، ثم ذهبت لأقرب مركز اسلامي وطلبت منهم معلومات عن الإسلام فساعدوها، وظلت تقرأ وتدرس وتسأل عن الإسلام لمدة عام، ثم أخبرت زوجها أنها قررت أن تعلن إسلامها..

شخص أعرفه كان غير ملتزم بالمرة..
سافر هولندا ومكث فيها فترة ثم تزوج بفتاة هولندية غير مسلمة، كانت امرأة ذكية وعملية ولا تضيع وقت، تستفيد من كل دقيقة، كما أنها دقيقة ومرتبة، كانت قوية الشخصية جدًا لدرجة أن زوجها كان يخشاها، المهم بعد فترة من الزواج عرفت أن دين صاحبنا هو الإسلام، وظلت تسأله عن الإسلام وهو لا يعرف إلا أقل القليل..

تأكدت أن زوجها لن يسعفها وسيضيع وقتها، كما أنها فهمت أنه غير متدين ولا يأبه بالدين، ولأنها شغوفة بالمعرفة طلبت من زوجها بعض الكتب عن الإسلام، فجلب لها بعضها عن طريق أصدقائه، ثم ذهبت لأقرب مركز اسلامي وطلبت منهم معلومات عن الإسلام فساعدوها، وظلت تقرأ وتدرس وتسأل عن الإسلام لمدة عام، ثم أخبرت زوجها أنها قررت أن تعلن إسلامها؛ ولأنه غير متدين فلم يتشجع أو يأبه للأمر! أعلنت إسلامها..

ولأنها لا تضيع وقت وطبيعتها منظمة ومرتبة قررت الالتحاق بدورات في المركز الإسلامي لدراسة الإسلام، وظلت فترة كانت تتعلم ثم تعلم زوجها الجاهل! الذي كان يستحي منها فيلتزم بما تلتزم به من تعاليم الإسلام، رويدًا رويدًا بدأ يلتزم بالإسلام، وهي كانت كالقشاش لا تتوقف، التحقت بإحدى الجامعات لتحصل على كورسات تعليم العربية التي أجادتها بإتقان في فترة قصيرة، حتى أنها صارت تتحدث الفصحى بطلاقة..

ثم بدأت تستمع للمحاضرات والدروس بالعربية، ارتدت النقاب كما ينبغي، وزوجها يسير خلفها ويستحي منها ويعتبرها أستاذته، بل ويخاف منها لأنها كانت لا تسامحه إذا خالف الشرع..!

ذهبت إلى مكة للحج ولأنها لا تضيع وقتها سألت عن أفضل العلماء، فدلوها على الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، فاستأذنت الشيخ في الحرم أن تجلس لتتعلم منه، وأذن لها وظلت ما يقرب من عام في مكة -هذا كان مسموحا به نظاميًا وقتها- تدرس وتستفيد من مشايخها حتى تمكنت من كثير من العلوم الشرعية، هذا بالإضافة إلى أنها كانت تقرأ بشراهة لا تمل ولا تتوقف، يصف زوجها قراءتها أنها مذاكرة وحفظ وليست قراءة عادية، كانت تحفظ ما تقرأ..

أما عن نشاطها الدعوي فيقول زوجها من أول يوم إسلام لم تترك أحد تعرفه إلا دعته للإسلام إن كان غير مسلم، أو للالتزام بالإسلام إن كان مسلمًا، ويقول كانت حياتها علم ودعوة، فأسلم على يديها بعض أهلها وصديقاتها وأقاربها..

احتاج صاحبنا أن يستقر في مصر في الأسكندرية فنزلت معه وأنشأت دار تحفيظ قرآن وعلوم شرعية -تعتبر أول دار تحفيظ نسائية بالأسكندرية-، وكانت تدرّس فيها، كانت لا تؤمن بتحديد النسل فأنجبت 6 أولاد، كان زوجها لخوفه منها وخاصة عند تقصيره في أمر الدين، أصدقاؤه يهددونه بشكايته عندها إذا قصر في أمر أو خالفهم في العمل والتجارة..!

حتى أن زوجها تعلم منها الدين وحب الدعوة، ولأنه كان رجل أعمال ويستورد بعض المنتجات من أوروبا، كان يراسل الشركات الأوربية لطلب صفقات ويبدأ خطابه "بسم الله والحمد والسلام" ويدعوهم للإسلام ثم يطلب الطلبية..

من الطرائف أنه كان يتعامل مع أكبر شركة أوروبية في السلعة التي كان يستوردها، وكان عميل متميز بالنسبة لهم، رئيس مجلس إدارة هذه الشركة يهودي، طبعًا صاحبنا راسله بالرسالة المعتادة ودعاه للإسلام، ثم طلب السلعة، وافقت الشركة على الصفقة..

لكن تعرفون ماذا كان رد اليهودي عليه في أمر الإسلام؟
رد عليه برسالة مماثلة على غير المعتاد وقال له: "أعدك أن أفكر بالأمر"!
القصة حقيقية وأعرف بطلها منذ ما يقرب من 15 سنة، وإن كانت أخباره قد انقطعت عني منذ ما يقرب من 6 سنوات.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

خالد الشافعي

داعية مصري سلفي

  • 3
  • 0
  • 2,573

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً