اللياقات الست - (5) اللياقة العقلية - من أخطاء التفكير

منذ 2015-03-25

إن أكثرَ مصادر معلوماتنا ليست جديرةً بالاعتماد عليها: فنحن نكوِّنُ آراءً نؤمِنُ بها، ونتَّخذ مواقفَ نتعصَّب لها...

من أخطاء التفكير:

[1]- إساءة التعميم، أو التسرُّع في الاستنتاج.
[2]- الخطأ في استعمال التَّفكير النظري.
[3]- الاعتماد على مصادرَ غيرِ صحيحة.
[4]- تدخُّل العواطف (الهوى) في الحُكم.
[5]- المبالغة في التبسيط.
[6]- الخَلط بين التقدير والتقديس.
[7]- عدم التَّفرِقة بين النص وتفسير النص.
[8]- أخطاء المقارنة.
[9]- تناقُض الموازين (الكَيْلُ بمكيالين).
[10]- الخطأ في استعمال اللُّغة.
 

ولنتحدث بإيجاز عن كلِّ واحد من هذه الأخطاء:
[1]- إساءة التعميم، أو التسرُّع في الاستنتاج: "المقصود بالتعميم: هو العبارة التي تقرِّرُ انطباقَ حُكْم ما على جميعِ أفراد المجموعة" [1].

ويقدِّمُ علماءُ التربية نصيحتينِ مهمتين لمن يريد التعميمَ، أو صياغة قاعدة أو قانون، حتى يكونَ أقربَ ما يكون من الحقيقةِ، هاتان النصيحتان هما:

• افحَصْ عددًا كافيًا من أفراد النوع أو المجموعة التي تريدُ أن تصدرَ بشأنها حُكمًا عامًّا.
• تأكَّدْ من أن الأشياءَ التي تفحصُها تمثِّلُ النوع أو المجموعة أفضلَ تمثيل.

"ومن الأخطاءِ المتصلة بهذا النوع من التَّفكير اتصالًا وثيقًا ما يوضِّحُه المثال التالي: إن التوتُّر والإجهاد يسبِّبان السرطان؛ فإن السيدة (الفلانية) أصيبتْ بالسَّرطان بعد أن أُجرَيَتْ لها عملية المرارة، أما (فلان) فقد أصيب بهذا المرضِ بعد وفاة زوجته بأربعة أشهر، في حين أن آخَرَ أصيب به بعد أن صدمَتْه سيارة بفترة وجيزة، فلا بد أن هناك علاقةً ما بين السرطان والصَّدَمات النفسية التي يتعرَّض لها الناس".

"مِثل هذا النوعِ من التسرُّع في التَّفكير يمكنُ أن يسمَّى البرهانَ، عن طريقِ اختيار الأمثلة، فلا شك أن بِضعةَ أمثلة من ملايين الحالات لا يمكن أن تعتبر دليلاً حقيقيًّا، إن الأمثلة القليلة لا تزوِّدُنا إلا بأساس لنظرية معقولة، أو مجرد تخمين للصلة بين الأشياء، هذه الصِّلةُ يجب أن تؤخَذَ بعين الاعتبار، وتُدرَسَ جيدًا، ومع ذلك فإن الكثيرينَ من الناس يتسرَّعونَ في الوصولِ إلى نتائجَ، اعتمادًا على عددٍ قليل من الأمثلة" [2].

يقول الدكتور محمد عثمان نجاتي [3]: ليس من المتيسرِ للإنسان أن يفكرَ تفكيرًا سليمًا في موضوع ما دون أن تكونَ لديه البياناتُ الكافية، والمعلومات الضرورية المتعلِّقة بالموضوع الذي يفكِّرُ فيه، ولا يستطيع أن يصلَ بتفكيره إلى نتيجةٍ سليمة دون أن تتجمَّعَ لديه الأدلة والبراهين الكافية التي تؤيِّد صحةَ ما يصل إليه... والعلماء والحكماء يتحرَّجون أشدَّ الحرَجِ في إبداء آرائهم، أو إصدار أحكامِهم دون أن تكونَ لديهم الأدلةُ الواضحة الكافية التي يستنِدون إليها فيما يُصدِرون من آراءٍ وأحكامٍ.

ومما يتصلُ بهذا الموضوع عدمُ اطِّلاعنا على حُجَج المخالِفين، وهو في الحقيقة عدمُ استيفاء البحثِ محلِّ النظر، وعدم إعطائه حقَّه من النظرِ والتأمُّل والدراسة، ويتصلُ بهذا أيضًا ألا نأخذَ رأيَ غيرنا إلا مِن كلامه أو كتبه، وسبب وقوعنا في هذا الخطأ: إما الهوى، وإما الجهلُ بأصول البحث، ولو اطَّلعنا على حُجَج المخالفين لوجَدْنا في عدد من الحالات أن الاختلافَ بين الرأيَيْنِ ليس اختلافًا بين خطأ وصواب كما نعتقدُ أو نظن، إنما هو بين راجح ومرجوح، (أيضًا: من وجهة نظرِنا، وحسَب عِلمنا، وعقلنا، وفهمنا).


[2]- الخطأ في استعمال التَّفكير النظري:

المراد بالتَّفكير النظري هو: "التَّفكير الذي يبحثُ عن الحقائقِ النظرية، ويحاول أن يبرهنَ عليها"، وهو تفكيرٌ محترَم لازمٌ حتى في صياغةِ النظريةِ العِلمية والبرهان عليها في بعضِ الأحيان، ولكنَّه لا يُغنِي عن (التَّفكير العملي) في المجالات التي لا بدَّ لنا فيها من الحصولِ على الحقائقِ والمعلومات".

فنحن نستطيع -مثلًا- أن نبرهنَ "نظريًّا" على أن العددَ (3) هو الجذرُ التَّكعيبي للعدد (27)، لكننا لا نستطيعُ أن نحدِّدَ متوسط عدد الوجبات التي ينبغي أن نقدِّمَها للطفل الرضيع بمجردِ التَّفكير النظري، دون التَّجرِبة والمشاهَدة لعددٍ كافٍ من الأطفال.

وكثيرٌ من الناس يكوِّنونَ آراء ومعتقدات يدافعون عنها بشدة بمجرد التَّفكير النظريِّ البعيد عن التَّجرِبة والواقع، في حين لا بد لهم لتكوين الرأي الصحيح عنها من معلوماتٍ صحيحة منطبِقة على الواقع.

ولعل ميدان السياسة هو من أوضحِ الأمثلة على صِدق ما نقول؛ فأنت تجدُ الاختلاف في وجهات النظر السياسية محتدمًا على أشُدِّه بين الناس، وتجدُ كلَّ طرف يُدلي بحُجَجه ويتكلَّم بثقة وقوة، ويشرَح موقفَه من الدول، والأحزاب، والرؤساء، والزعماء.. موافقًا أو مخالفًا، وكأنه وزيرُ خارجية لدولة كبرى، وفَّرت له المعلوماتِ الصحيحةَ أجهزةٌ مشهود لها بالكفاية والثِّقة، فإذا سألتَه عن مصادرِ معلوماته، وجَدتَ أنها تقديراتٌ نظريةٌ واستنتاجاتٌ عقلية بحتة، والجانبُ العمَلي فيها مستقًى بشكلٍ أبترَ من مصادرَ إعلاميةٍ لا يمكن الاطمئنانُ إلى صحتِها وصدقها إلا بشكلٍ جزئي.


[3]- الاعتماد على مصادرَ غيرِ صحيحة:

أشَرْنا في الفقرةِ السابقة إلى أن (الرأي أو الحُكْم الصحيح يعتمدُ على معلومات صحيحة)، وهذا أمرٌ بديهي، ولكن كم من الناس الذين يوافِقونَ عليه يعتمِدونه، أو يطبِّقونه في عالَم الواقع؟

إن أكثرَ مصادر معلوماتنا ليست جديرةً بالاعتماد عليها: فنحن نكوِّنُ آراءً نؤمِنُ بها، ونتَّخذ مواقفَ نتعصَّب لها، إذا بحثنا عن مصدرِها، وجَدْناه صحيفة سيَّارة، أو مجلَّة غيرَ متخصصة، أو حديثًا إذاعيًّا سمعناه لا نعرف مَن أعدَّه، أو كتابًا لا نعرفُ عن مؤلفه شيئًا! بل نحن نبني بعضَ عقائدنا على أحاديثَ نبوية شريفة نظنها صحيحةً، وإذا بها بعد النظرِ والتمحيص، إما ضعيفة، وإما لا أصلَ لها [4]، مع أن التوجيهَ النبويَّ الأرشدَ يدعو إلى التثبيتِ في الرواية عن النبيِّ المصطفى صلى الله عليه وسلم: «من كذَب عليَّ متعمدًا فليتبوَّأْ مقعَدَه من النار» [5]، والتحذير القرآني الأحكمُ يُهيب بالمسلم ألا يتسرعَ في الرواية: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} [الإسراء:36].

قال ابن الجوزي: [6] "قفا، يقفو الشيء: اتَّبع أثره، والمعنى: لا تقل: رأيتُ، ولم ترَ، ولا: سمعتُ، ولم تسمَعْ"، "ولِمَ عزمتَ على ما لم يحلَّ لك العزمُ عليه" [7].

وقد اعتنى علماؤُنا القدامى رحمهم الله بالإسناد أيَّما عناية، حتى قالوا: "الإسنادُ من الدِّين، ولولا الإسنادُ لقال من شاء ما شاء" [8]، وتراهم يذكُرون أسانيدَهم فيما يَرْوُون، ليس في كتب الحديث والتاريخ فحسب، بل حتى في كتب الأدبِ والأخبارِ والأشعار.

ويظن بعضُ الناس أن المرءَ إذا بدأ حديثه بألفاظ لا تفيد القطع، (مثل: سمعتُ من بعض الناس، أو قيل لي: أو: يزعُم بعضهم.. إلخ) فهو ناجٍ من المَلام، والواقع أن الأمرَ ليس كما يظنُّ؛ فقد أخرج الإمامُ أبو داود في سننه [9]، (في كتاب الأدب: باب في الرَّجُل يقول: زعموا) قولَ ابن مسعود رضي الله عنه: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بئس مَطيَّةُ الرَّجُل زعَموا» [10]؛ أي: أسوأُ عادة للرجل أن يتَّخِذ لفظ (زعموا) مَرْكَبًا إلى مقاصده، فيُخبِر عن أمر تقليدًا من غير تثبُّتٍ، فيخطئ، ويجرب عليه الكذب، والمقصود أن الأخبارَ بخبرٍ مَبْناهُ على الشكِّ والتخمين دون الجزم واليقين قبيحٌ، بل ينبغي أن يكونَ لخبره سندٌ وثبوتٌ، ويكون على ثقةٍ من ذلك، لا مجرد حكاية على ظنٍّ وحسبان، وفي المَثَل: (زعَموا: مَطيَّةُ الكذِبِ).


[4]- تدخُّل الهوى (أو العواطف) في الحُكم:
"الهوى: ميلُ النفس إلى الشهوة، وقيل سُمِّي بذلك لأنه يَهوِي بصاحبِه في الدنيا في كلِّ داهية، وفي الآخرةِ إلى الهاوية..." [11]، وعُرِّف بأنه: "ميلان النَّفسِ إلى ما تستلذُّه الشهواتُ من غيرِ داعية الشَّرع" [12].

وقد ذمَّ القرآنُ الكريم اتباعَ الهوى، وبيَّن أنه يُضلُّ صاحبَه عن الحقِّ والصواب، بل قد يدفَعُه إلى التكذيبِ بالحق استكبارًا وعنادًا، وربما حمَله على ارتكابِ جريمة القتل، وفيما يلي بضعُ آياتٍ كريمات لا تحتاجُ إلى تعليق: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص:26].
{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28].
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} [الفرقان:43].
{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المؤمنون:71].

وقال تعالى مخاطبًا بني إسرائيلَ: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة:87].

ويسمِّي بعضُ المفكِّرين الغربيين الهوى بـ: (التحيُّز).

ويعرِّفون التحيُّزاتِ بأنها: "طُرُق في التَّفكير، يقرِّرها سلفًا قوًى ودواعٍ انفعاليةٌ شديدة؛ كالتي يكون مصدرُها منافعَنا الذاتيةَ الخاصة، أو ارتبطاتِنا الاجتماعيةَ" [13].

يقول جوزيف جاسترو [14]: "إن التَّفكيرَ الصحيح فنٌّ عسيرٌ على الكثيرين؛ لسببين على الخصوص: الأول: أن عقولاً كثيرة ليس لديها الكفاءةُ لهذه المهمة.. والثاني: هو تدخُّل الانفعالات والعواطف... فكثيرًا ما نقبَلُ، أو نصل إلى نتيجةٍ تحت تأثيرِ رغبة، أو أمَل، أو خوف.. وهذا هو الهوى...".

"إن الهوى هو الحُكم على شيءٍ مقدَّمًا، وفي أثناء عملية الاستدلال يجعلُنا الهوى نتجاهل بعضَ الوقائع، ونُبالِغُ في تقدير بعضها الآخَر، ميلاً منا نحو نتيجةٍ معينة موضوعة في ذهنِنا منذ البداية" [15].

"إن عراقيلَ التَّفكير ليست واضحةً كعراقيل الكلام، والمفكِّرُ نفسُه قد لا يفطن لوجود عراقيلَ في تفكيره، كما يجهل المصابُ بعمى الألوان حقيقةَ آفته، إلى أن يكتشفَ مع الزمن أن الناس مِن حوله يرَوْن الأشياءَ على خلاف ما يراها".

"وليس من الضروري أن يكون الهوى فجًّا، غليظًا، واضحًا للعيان، بل قد يكو دقيقًا خفيًّا؛ فإن الأهواءَ على درجاتٍ متبايِنة، ويمكن أن تتسرَّبَ إلى التَّفكيرِ من مستويات كثيرة، ومعرفة خطرِ الأهواء نافعٌ في الاحتياط منها في خطواتِ تفكيرنا المنطقية".

وقديمًا أشار الشاعرُ الحكيم إلى قريبٍ مِن هذا المعنى فقال:


وعينُ الرِّضا عن كلِّ عيب كليلةٌ *** ولكنَّ عينَ السُّخطِ تُبدي المساويا


المبالغة في التبسيط:

يُروى عن إميرسون أنه قال: ما أشقُّ عملٍ في العالم؟ وأجاب: إنه التَّفكير! فلا غرابةَ إذًا أن يميلَ الناسُ بدافع الكسل النَّفسي والعقلي إلى تبسيطِ الأمور المعقَّدة، وتلخيص الكتب المطوَّلة، وحل المشكلات العويصة بجملةٍ سهلة الفهم، سهلة الحفظ!

إن المريضَ بالبدانة يعلمُ أن عليه اتباعَ نظام غذائي صحيح ليشفى من مرَضِه، ولكن المختصَّ هو الذي يرسُمُ له ذلك النظام بالتفصيل، ويغيِّره بعد فترة معينة إذا اقتضى الأمرُ التغيير، ويراقبُ صحتَه في أثناء اتِّباعه لذلك النظام.

يقول ثاولس: [16] "إن المسائلَ المعقَّدة حول الحقائق الواقعية لا يمكنُ إيفاؤُها حقَّها من القول في معظمِ الحالات، والإعرابُ عنها بكلماتٍ قليلة... وأكثر الناس لا يُعنَوْن بالتعقيدات، ولا يأخذونها في الحسبانِ، وإنما يشعُرون بأنهم واقِفون على القضية وقوفًا تامًّا، وأنهم ألَمُّوا بها إلمامًا تامًّا إذا هم استطاعوا أن يضَعوا مسألةً معقَّدة في قالب بسيط... من ذلك -مثلًا- نظرية أينشتاين في النِّسبية تحوَّلت إلى مجرَّد عبارة بسيطة: (كل شيءٍ نِسبي)! ولُخِّصت أيضًا على هذه الصورةِ نتائجُ الأبحاث العلمية المعقَّدة في التغذيةِ حول القيمة لمختلفِ أصناف الأكل بعبارات مثل: (الحليب مُغذٍّ)، و(الخسُّ غنيٌّ بالفيتامينات)".

"والحقيقةُ أن لأمثال هذه العباراتِ مزيةً علميةً كبيرةً، وهي أنها سهلةُ الحفظ، وسهلة الانتقال من شخصٍ إلى آخر؛ لذا فإن مِن السهل أن يتعزَّزَ الإيمانُ بها بقوة الإيحاء، فإن شاعت عبارة، وتُنوقِلت بين الناسِ أصبحت (شعارًا) له مفعولٌ في سلوك عددٍ كبير من الناس، وفي توجيه هذا السلوك وجهة معينة، وليس استعمالُ الشعار وسيلةً للتأثير في سلوكِ الناس شيئًا منافيًا للحِكمة بحُكم الضرورة؛ فالزعيمُ الحاذق مهما كانت عملياته الفكرية معقَّدةً يحتاجُ في الإعراب عن مذهبِه إلى صيغٍ مبسَّطة؛ لتكون مقبولةً على نطاق واسعٍ.. ولكن الخطر يكمُنُ في أن تصبحَ هذه الصيغُ المبسَّطة قواعدَ تحكُم التَّفكير".

"إن التَّفكير المبسط له بعضُ النَّفع في النواحي العملية، إلا أنه في واقع الأمرِ قد يكون عَقبةً في سبيل التَّفكيرِ المستقيم؛ فإذا كان الغرضُ الذي نرمي إليه هو الحقيقةَ، وليس الكسل أو المصلحة الخاصة، فالواجبُ علينا ألا نسمَحَ به؛ لِما له من سلبياتٍ كبيرة في المدى البعيد"؛ لأنه لن يحلَّ المشكلات القائمة، بل يزيدُ الواقعَ سوءًا، والمشكلاتِ تعقيدًا".



[6]- الخَلْط بين التقدير والتقديس:

احترامُ الكُبَراء والعلماء والفضلاء وتقديرُهم أمرٌ منسجِم مع الفطرة السَّليمة، ودَعَتْ إليه الشريعةُ الحكيمة؛ فقد جاء عن رسولِ الله صلى الله عليه ونسلم أنه قال: «إن مِن إجلال الله: إكرامَ ذي الشَّيبةِ المُسلم، وحاملِ القرآن غيرِ الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرامَ ذي السُّلطانِ المقسِط» [17]، وقال: «ليس منا مَن لم يرحَمْ صغيرَنا، ويعرِفْ شرَفَ كبيرنا» [18]، لكنَّ الاحترام والتقدير شيء، والمبالغة في الاحترام إلى درجة التَّقديس شيءٌ آخر.


ويحسُن بنا ونحن نتحدَّث عن التقدير والتقديس أن ننتبهَ إلى الأمورِ المهمة التالية:
[1]- الحق ليس حِكرًا على أحد؛ فكل إنسان يخطئُ ويُصيب، والمعصوم هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم.

[2]- العالِم الكبير قد تحدُث منه زلَّة كبيرة، يُعتذَر له عنها، ولا تقدَحُ في سائر فضائله.

[3]- قد يكون الرجل متفوِّقًا في عِلم دون علمٍ، فيكون لرأيه وكلامه وزنٌ فيما برَع فيه، لا فيما سوى ذلك، وكم من إمامٍ في الحديث لا باع له في الفِقه، وكم من إمام في العلوم العقليَّة بضاعتُه في الحديثِ مُزْجاة.

[4]- قد يتَّصف العالِم بخُلُق دون خُلُق؛ فالكمال في الرجالِ - حاشا الأنبياء - غيرُ موجود، وتختلف حظوظُ العلماء قلةً وكثرةً من فضائل: كالذكاء الحادِّ، والحِكمة العميقة، والتقوى، وسَعة الأُفق، والذاكرة القوية، وحُسْنُ الخُلُق... وكم من عالم مخلصٍ تقيٍّ نقيٍّ لا يُكتَب حديثه لقلةِ ضبطه!

قال الجاحظ [19]: "ولكل أحدٍ نصيب من النقص، ومقدارٌ من الذنوب، وإنما يتفاضل الناسُ بكثرة المحاسن وقلة المساوئ؛ فأما الاشتمال على جميعِ المحاسِن، والسلامة من جميع المساوئ: دقيقِها وجليلِها، وظاهرها وخفيِّها، فهذا لا يُعرَفُ".

[5]- قد يُدرِك الطالبُ الصغير أمرًا يخفى على العالِم الكبير، وهذا لا يعني أنه أعلمُ منه.

[6]- مخالفةُ الصغير للكبير في بعض الرأي لا تعني عدمَ الاحترام، ومخالفةُ العالِم لمن هو أعلمُ منه لا تعني الانتقاصَ من منزلته، أو رفعَ النَّفسِ إلى مستواه، وما أكثرَ مخالفةَ أصحاب أبي حنيفة لإمامِهم في الرأي، وظلَّ هو الإمامَ، وظلُّوا هم الأصحابَ.

[7]- الحق لا يُعرف بالرجال، لكن الرجالَ يُعرَفون بالحق، فلا أحد أجلُّ مِن أن يخطئَ، ولا أحدَ أصغرُ من أن ينصحَ ويصوِّبَ.

[8]- الأدب مطلوبٌ دائمًا، وعلى كل حال.


[7]- عدم التفرقة بين النص وتفسير النص:

لا شكَّ أن نصوص الكتابِ الكريم مقدَّسة؛ لأنها كلامُ الله سبحانه وتعالى، وتتلوها في المرتبة الأحاديثُ الصحيحة؛ لأنها كلامُ الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطقُ عن الهوى، لكنَّ بعض الناس يُعطُون فهمَهم للنص، أو فهمَ العالِم الذي يحبُّونه، والإمام الذي يتبعونه مرتبةَ النصِّ نفسها، ويعُدُّون مَن خالف فهمَهم مخالفًا للنص! ولا يخفى ما في هذا الأمرِ مِن البُعد عن الحق والصواب؛ ولهذا السبب ضلَّل أقوامٌ أقوامًا، وفسَّق أناسٌ أناسًا، بل زعَم بعض الناس أنهم وحدهم هم أهلُ التوحيد الخالص!

إن أكثَرَ نصوص الكتاب والسنَّة ظنيَّةُ الدلالة؛ أي: تحتمل أكثرَ من معنًى واحد، والبشر متفاوتون في عقولِهم، وعلومهم، وقوة فهمِهم واستنباطهم؛ لذلك كان الاختلافُ بينهم في فَهْمِ تلك النصوص أمرًا طبيعيًّا، وشتان بين من يقول: إن هذه الآية خطأ، وإن هذا الحديثَ باطل، وبين من يقول: إن فَهْمَ فلانٍ لهذه الآية أو ذاك الحديث خطأٌ، وأنا أرى رأيًا آخر، أو أرجِّح فهمًا آخر.

وهؤلاء هم الصحابة الكرام -مَعدِنُ اللغة العربية، وفهمُهم حجة فيها- اختلفوا في فهمِ كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيِّدُ الفصحاء والبلغاء.

روى البخاريُّ ومسلم رحمهما الله في صحيحهما، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رجَع من الأحزاب قال: «لا يُصلِّينَّ أحدٌ العصر إلا في بني قريظة»، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلِّي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي، لم يُرِدْ ذلك منَّا، فذُكِر للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فلم يُعنِّفْ أحدًا منهم.

فالنصُّ إذًا شيء، وتفسير النص، أو فهمه شيء آخر.

ومن المستحسن في نهاية هذه الفقرة إيرادُ الخبر الطريف التالي:
"اتفق أربعةُ فنانين ألمان على أن يرسُموا في وقت واحد لوحةً للطبيعة في (تيفولي) قرب روما، كان الأربعة أصدقاء حميمين، تربَّوْا في بيئة واحدة، ودرَسوا في مؤسَّسة تعليمية واحدة، وخلفيَّتُهم الثقافية واحدة، وتعاهَدوا على رسم المنظر الطبيعي بدقة وإخلاص وتجرُّد وموضوعية.. فماذا كانت النتيجة؟ أربع لوحات مختلفة اختلافًا شديدًا! ما دعا (جان باتيست كورو) إلى القول: إنها الطبيعةُ من خلال نفسيَّات الرسَّامين الأربعة!" [20].


[8]- أخطاء المقارنة:
في المقارنة بين أمرين (أو شخصين، أو جماعتين، أو حِزبين، أو بلدين، أو نظامين...) يضعُ بعض الناس حسناتِ هذا أمام عيوب ذاك، ويحكُمون لأحدهما على الآخر، والصواب أن نضعَ حَسناتِ الطرفين في كفَّتين متقابلتين، ونوازنَ بينهما، ثم نفعل بالعيوب مثل ذلك، آخذين في الحسبان أن الحسناتِ تتفاوتُ فيما بينها في الأهمية، وكذلك العيوب؛ فالحفاظ على سنَّة التطيُّب -مثلًا- ليس كالحفاظِ على سنَّة التهجد في الفضل، وإغلاظ القول للأخِ الأصغر ليس كإغلاظِه لأحدِ الوالدينِ!


[9]- تناقض الموازين (أو الكَيْل بمكيالين):
المراد بتناقض الموازين أن يستعملَ الإنسانُ ميزانينِ مختلفين لوزن حالتين متشابهتين، أو استعمال ميزانٍ واحد في الحُكم على قضيَّتين مختلفتين، ويحصلُ هذا أحيانًا في الأمورِ الفقهية الخلافية دون أن يفطنَ مرتكبُ هذا الخطأ إلى ما يقعُ فيه من التناقض، فنجدُ الشخص -مثلًا- يستشهِد على صحةِ الرأي الشرعي الذي يحمِلُه بقول الإمام الذي يتبع مذهبَه، أو العالم الذي يميل إليه، في الوقت الذي لا يرضى منك أن تستدلَّ بقول الإمامِ الذي تتبع مذهبَه، أو العالم الذي تميل إليه، ويقول لك: أريدُ الدليلَ من الكتاب أو السنَّة، ونسِي أنه أتى بدليله من فَهْمِ العلماء، لا من الكتاب والسنَّة!

وتناقض الموازين، أو (الكَيْل بمكيالين) هو نوعٌ من أنواع الظُّلم للحقيقة، (وهو ظُلم معنوي)، عند الحديث عن التَّفكير وعيوبه، وقد يكون (ظلمًا ماديًّا) على مستوى الأفراد، أو الجماعات، أو الأحزاب، أو الشعوب، أو الدول... فيمارس كلُّ واحد من هؤلاء نوعًا من الظلمِ يختلف باختلاف دواعيه، وأسبابِه، وموضوعِه.

وقد أشار القرآنُ الكريم إشارة رائعة إلى هذا النوعِ من أنواع الظلم بقوله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ . الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ . وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ . أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} [المطففين:1-5]!

إذ بدَأَتْ سورة (المطففين) بإعلان الحربِ من الله عليهم، والمطفِّفون هم الذين يبخَسون حقوق الناس في الكَيْل والوزن عن الواجب لهم من الوفاء، جمع: مُطفِّف؛ من الطَّفيف، وهو التافهُ القليل؛ لأن ما يبخَسُه المطفِّفُ شيءٌ نزر حقير، وهو وعيدٌ شديد لمن يأخُذُ لنفسه وافيًا، ويعطي لغيره ناقصًا، قليلاً كان أو كثيرًا، وأنا أرى الشَّبَهَ شديدًا بين (التطفيف المادي) و(التطفيف المعنوي)، بل قد يكون الثاني أخطَرَ بكثير!


[10]- الخطأ في استعمال اللُّغَة:
"قال عثمانُ المهري: أتانا كتابُ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه ونحن بأذربيجان يأمُرُنا بأشياء، ويذكُرُ فيها: تعلَّموا العربية؛ فإنها تُثبتُ العقلَ، وتزيدُ في المروءةِ" [21].

وقال زوج ابنة الإمام الشافعيِّ رحمه الله: "أقام الشافعيُّ علم العربية وأيام الناس عشرين سنة، فقُلْنا له في هذا، فقال ما أردتُ بهذا إلا استعانةً للفقه" [22]؛ أي: ظل عشرين سنة يتبحَّر في اللغة وعلومها ليفهَمَ القرآنَ والسنَّة حقَّ الفهم، وهو الذي يقول: "أصحابُ العربية جنُّ الإنسِ، يُبصِرون ما لا يُبصِر غيرُهم" [23]، وكان علماءُ الدِّين يقولون: "من تكلَّم في الفقهِ بغير لغةٍ تكلَّم بلسانٍ قصير"، وفي هذا كفايةٌ لإثبات أهميةِ اللغة في الفهمِ والتَّفكيرِ.

يقول وليم شانر في كتابه: الطريق إلى التَّفكير المنطقي، تحت عنوان: الدقَّة في استعمال اللُّغة [24]:
"التَّفكير المنطقي نوعٌ من المحادَثة التي نقومُ بها مع أنفسنا، إننا نسألُ أنفسنا، ونبحثُ عن إجابات لأسئلتِنا، ثم نقارن كلَّ إجابة بالأخرى، ولكي نقومَ بهذه المحاولة نجدُ أنفسَنا مضطرين إلى استخدامِ الألفاظ، ودون هذه الألفاظ لا نستطيعُ أن نفكِّرَ تفكيرًا منطقيًّا، إن الألفاظَ لَبِناتُ التَّفكيرِ المنطقي، وإذا شئنا أن نفكرَ تفكيرًا صائبًا، فإن من الواجب أن نفهَمَ ما يتعلقُ بمادة البناء التي نستخدمُها".

ويقول جوزيف جاسترو [25]: "إن جزءًا كبيرًا من تفكيرِنا يجري في ألفاظ؛ فالكلامُ والكتابة يبلوران الألفاظَ وينظِّمانها، والحجةُ القانونية أو العِلمية، ومخاطبة الناس جميعًا - أفرادًا وجماهير - تقومُ على صياغةِ الأفكار في قوالبِ الألفاظ؛ فالتدرُّبُ إذًا على الاستعمالِ الصحيح للُّغة، وتوسيع دائرة المفردات هو أحدُ أنواع التدرُّبِ على التَّفكير.

"والألفاظ أيضًا قد تُعرقِل التَّفكيرَ وتؤذيه إذا استُخدمَتْ بشكلٍ عائم غائم، من غيرِ أن يكونَ وراءها رصيدٌ من أفكارٍ صحيحة واضحة، وما أكثرَ أخطاءَ التَّفكير الناجمة عن خِداع الألفاظ".

"إن معرفتَكَ كيف تقولُ ما تفكِّر فيه - بشكل سديد - مبدأٌ من أهمِّ مبادئ (الصِّحة المنطقية)؛ إذ الفكرُ ينضَجُ عن طريق التعبير؛ لأنك حين تكون بصددِ الكتابة أو الكلام تتعلَّمُ كيف تفكِّرُ تفكيرًا سديدًا لتُحسِن التعبير، كما تتعلَّمُ كيف تفكر تفكيرًا سديدًا وأنت تعملُ لتُحسِن التنفيذ...".

ومِن الأخطاء الخطيرة التي يقعُ فيها بعضُ الناس، وتكثُرُ عند الشُّعراء والأدباء، أنهم يجعَلون المعانيَ تابعةً للألفاظ، فيسترسلون مع التعابيرِ والمفردات، بشكل يهدِّدُ المعنى، ومن ثمَّ يهدِّدُ التَّفكير.

قال الإمام عبدُالقاهر الجُرْجانيُّ [26] رحمه الله: "ومِن هنا رأيتُ العلماءَ يذمُّون مَن يحملُهُ تطلُّبُ السَّجعِ والتجنيس على أن يَضِيمَ لهما المعنى؛ وعليه فهو تفسير خطأ، والصواب أن يقول: أي: يظلِمَه ويبخَسَه، ويُدخِلَ الخَلَلَ عليه من أجلِهما، وعلى أن يتعسَّفَ في الاستعارةِ بسببهما..".

 

_____________________________
[1]- الطريق إلى التفكير المنطقي، وليم شانر: [49].
[2]- التفكير الواضح، هاي روتشليس: [123].
[3]- القرآن وعلم النفس: [150] بتصرف.
[4]- كثيرٌ من الناس يروون قولَ القائل: "سؤر المؤمِن شفاء" على أنه حديثٌ نبويٌّ شريف، والواقع أنه كلام مردود، وليس بحديث؛ انظر: كشف الخفا - إسماعيل بن محمد العجلوني: [1/555].
[5]- حديث متواتر، رواه البخاري ومسلم وغيرهما، قال ابن الجوزي: رواه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثمانيةٌ وتسعون صحابيًّا، منهم العشَرةُ المبشَّرون بالجنَّة، ولا يُعرَف ذلك في غيره؛ انظر: كشف الخفا - العجلوني: [2/361].
[6]- زاد المسير: [5/34].
[7]- الكشاف، الزمخشري: [2/667].
[8]- قول الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله؛ انظر: كتاب: الإسناد من الدين، عبدالفتاح أبو غدة (الطبعة الأولى): 16-17، والإسناد: حكايةُ طريقِ متن الحديث؛ أي: الرِّجال الذين روَوْا نصَّ الحديث.
[9]- انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود: [13/214]، وفيض القدير شرح الجامع الصغير، محمد عبدالرؤوف المناوي: [3/280].
[10]- جاء في المعجم الوسيط: زعم: ظنَّ، وأكثر ما يُستعمَل الزعمُ فيما كان باطلًا أو فيه ارتياب، وزعم: قال، وكذَب، ووعَد.
[11]- انظر: المفردات للراغب الأصفهاني: [545].
[12]- انظر: التعريفات، للشريف الجرجاني: [278].
[13]- التفكير المستقيم والتفكير الأعوج، روبرت هـ. ثاولس: [183].
[14]- التفكير السديد: [115، 120، 129] بتصرف.
[15]- يعبِّر ثاولس [187] عن هذه الفكرة بقوله: "إننا نكونُ تحت تأثير الهوى والتحيُّز ميَّالين إلى تصديقِ ما نرغب في تصديقِه، أو نحتاجه أن يكون صحيحًا، وإلى إنكارِ ما نرغبُ في إنكارِه، أو ما نحتاجه أن يكونَ باطلًا".
[16]- في كتابه: التفكير المستقيم والتفكير الأعوج، تحت عنوان: التبسيط المسرِف في التفسير: [203-214] بتصرف.
[17]- رواه أبو داودَ، رقم [4843]، وحسَّنه النووي، والعراقيُّ، وابن حجر.
[18]- رواه أبو داود رقم [4943]، والترمذي رقم [1921]، وقال: حسَن صحيح، كما رواه الإمام أحمدُ والحاكم وصحَّحه، ووافَقه الذهبي.
[19]- رسائل الجاحظ: [1/36].
[20]- انظر كتاب: إنسانية الإنسان، رينيه دوبو، ترجمة د/ نبيل الطويل: [154].
[21]- صبح الأعشى، المقالة الأولى، تحت عنوان: المعرفة بالنحو وبيان وجهِ احتياج الكاتب إليه.
[22]- الفقيه والمتفقه، الخطيب البغدادي: [2/41].
[23]- آداب الشافعي ومناقبه، الرازي: [150].
[24]- [ص22] بتصرف.
[25]- التفكير السديد: [256-257] بتصرف.
[26]- دلائل الإعجاز: [401].

أحمد البراء الأميري

دكتوراة في الدراسات الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود.

  • 2
  • 0
  • 10,674
المقال السابق
(4) اللياقة العقلية - وسائل تحسين التفكير
المقال التالي
(6) اللياقة الاجتماعية

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً