أنت الجماعة؛ احفظ ثغرك.
كلامنا للأسف كثير، وفعلنا قليل، وأظن أن الكل يتكاسل عن قضيته الأساسية، أو يتشاغل عنها بالخوض في كلام ومجادلات، وإذا ما وزنت هذا المجادل، ووزنت عمله تجده بلا وزن إلا من رحم الله.
أنت الجماعة ولو كنت وحدك!
وهذا هو المطلوب؛ لو تمسكنا بشرعنا دون التقيد بجماعة أو حزب، ومددنا أيدينا في أيدي جميع المسلمين، ونصرنا كل مسلم في حال استضعافه ولو اختلفنا معه.
الإسلام هو الأصل، وكل مسلم على وجه الأرض هو عضو في جماعة كبيرة هي الإسلام ذاته.
كل منا على ثغر من ثغور الإسلام، هذا الثغر متمثل في ذاتية الشخص، وقضيته الفردية التي يحملها بين كتفيه، وسيلقى بها ربه تعالى، هي أمانة التكليف وأمانة الرسالة التي أخبرنا سيدنا صلى الله عليه وسلم أننا كلنا بها مبعوثين، ولو نجح كل منا في حمل الأمانة وتطبيق الرسالة وبلاغها لحافظ على الثغر، ونال الكرامة في الدارين، وصار دعوة وقدوة عملية بالسلوك والعمل.
كلامنا للأسف كثير، وفعلنا قليل، وأظن أن الكل يتكاسل عن قضيته الأساسية، أو يتشاغل عنها بالخوض في كلام ومجادلات، وإذا ما وزنت هذا المجادل، ووزنت عمله تجده بلا وزن إلا من رحم الله.
اللهم اجعلنا ممن يحملون الراية حق حملها، وممن يقفون بين يديك يوم القيامة وقد أدوا الأمانة، وبلغوا الشريعة، وخدموا أنفسهم، ودينهم بعونك وقوتك، اللهم اجعل خير أيامنا يوم لقائك، واختم لنا بالصالحات وثبتنا على كمال التوحيد والسنة حتى نلقاك.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: