صدق النبي صلى الله عليه وسلم يوم انكسفت الشمس
مُدَّعو النبوة عبر العصور يتكلفون جاهدين في ادعاء كرامات وخوارق لأنفسهم وإقناع الناس بها، فلو جاءتهم مثل هذه الفرصة لفرحوا بها واتكأوا عليها العمر كله.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. [منذ أيام] حدث كسوف للشمس، ذكرني ذلك بما رواه البخاري:
كُسِفَتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ ماتَ إبراهيمُ (ابن النبي)، فقال الناسُ: كُسِفَتِ الشمسُ لموتِ إبراهيمَ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « » (البخاري).
لاحظ: الناس ظنوا هذا الحدث الكوني دليلًا جديدًا على كرامة النبي صلى الله عليه وسلم وعِظَم قدره وخصوصية مكانته، فنفى النبي هذه الكرامة عن نفسه وبيّن أن الكسوف لم يحصل لوفاة ابنه.
مُدَّعو النبوة عبر العصور يتكلفون جاهدين في ادعاء كرامات وخوارق لأنفسهم وإقناع الناس بها، فلو جاءتهم مثل هذه الفرصة لفرحوا بها واتكأوا عليها العمر كله.
بل لو جاءت مثل هذه الفرصة لبعض من كان أول أمره الدعوة إلى الله ثم لبس عليه الشيطان فصار يتخذ الدين مطية لشهرة نفسه وعلوها فلعله يقول في نفسه: (الناس هم الذين قالوا وأنا لم أدَّعِ شيئًا، فَلْأتركهم يظنونها كرامة لي لأكتسب عندهم مكانة فيقتنعوا بالحق الذي أحمله لهم) !
أما الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فتأتيه فرصة ويقتنع الناس من تلقاء أنفسهم بأنها كرامة فينفيها لأنها -ببساطة- غير صحيحة، ويرد الناس إلى الرسالة التي بعث من أجلها: تعظيم الله وعبادته (فإذا رأيتم فصلُّوا وادعوا اللهَ).
إنه: الصادق الأمين.
- التصنيف: