هل ممكن أن يرى الإنسان سوء عمله حسنا ؟!
عندما نفكر في المواقف نعرض أقوال الآخرين ونزنها ونناقشها؛ أما أقوالنا فالكثيرين منا لا يتسلل لهم أدنى شك في صحتها وصوابها.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله القائل :(أفمن زُين له سوء عمله فرءاه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء).
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسار على نهجه؛ أما بعد
فجوابا على عنوان المقال فهو ممكن بدليل الآية السابقة.
قال العلماء في المراد بالآية اليهود والنصارى والمجوس وقيل الخوارج وقيل الشيطان وقيل كفار قريش.
وللفائدة انظر مع من يذكر الخوارج نسأل الله السلامة والعافية.
وليس المقصود تحديد من المقصود لكن الأمر مخيف جدا.
الثقة بالنفس بأقوالك باختياراتك قد تسوق إلى هذه التهلكة.
وفي الحديث عن آخر الزمان :( وإعجاب كل ذي رأي برأيه ).
عندما نفكر في المواقف نعرض أقوال الآخرين ونزنها ونناقشها؛ أما أقوالنا فالكثيرين منا لا يتسلل لهم أدنى شك في صحتها وصوابها.
قال الشافعي رحمه الله أو غيره :(قولنا صواب يحتمل الخطأ وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب).
هذا في المسائل العلمية التي لا يقول بها إمام بحجم الشافعي رابع أربعة إلا وفق نظر واجتهاد وتتبع أدلة واستقصاء بحث !
فكيف باختياراتنا في أمورنا الحياتية اليومية.
(اللهم اهددني وسددني؛ اللهم إنا نسألك الهدى والسداد).
دعاء من الهدي النبوي يُبين لك إمكانية الزيغ والإنحراف عن سبيل النجاة لذلك كان الحث على هذا الدعاء.
والكبر ردالحق وغمط الناس أي احتقارهم؛ وهذا الخلق الكريه الذي لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة منه هو امتداد لسيطرة تزيين الرأي والعمل الشخصي في نفس صاحبه الذي قد يكون من سوء العمل وصاحبه لا يشعر.
هذه ليست دعوة للشك في كل تصرفاتنا ولكنها دعوة للدعاء بطلب الهدى والسداد وطلب الاستشارة وفعل الاستخارة وعرض تصرفاتنا واختياراتنا على ميزان الحق في كل حين.
كلنا نعلم بعدم العصمة لنا وقليل منا من يفكر في إمكانية أن يكون على خطأ في موقف ما.
الأزواج والأصدقاء والزملاء والأقارب كل هذه العلاقات تذهب ضحية موقف أحيانا يرى كل من الطرفين أنه فيه على حق وغيره على باطل.
والبعض يعيش حياته والعياذ بالله في وهم الصواب الدائم فما أعظم حسرة من يُزين له سوء عمله فيراه حسنا والعياذ بالله.
اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه.
مصلح بن زويد العتيبي
- التصنيف:
- المصدر: