الشفافية الروحية
قد يرشدك الكثيرون إلى جوانب عدّة، ووسائل كثيرة، لتنمية الجانب التعبديّ عند الآخرين، ولكن تذكّر أنّك بشخصك، وقدوتك، ستبقى الوسيلة الأكبر، والأقوى بين تلك الوسائل.
- قد يرشدك الكثيرون إلى جوانب عدّة، ووسائل كثيرة، لتنمية الجانب التعبديّ عند الآخرين، ولكن تذكّر أنّك بشخصك، وقدوتك، ستبقى الوسيلة الأكبر، والأقوى بين تلك الوسائل.
- كما أنّك سوف تكون من خلال القدوة الحسنة من أكثر الوسائل إيجابية في المتربي، فإنّك بالمقابل ستكون بقدوتك السيئة من أكثرها سلبية على المتربي، مهما كانت وسائلك الأخرى حسنة.
- يزداد أثرك السلبيّ على المتربي كلما ازداد نصحك وتوجيهك له، وذلك بالطبع عندما تخلق من خلال تصرفاتك فجوة كبيرة بين ما تقول، وما تعمل.
- إيّاك أن تشعل عند المتربي فتيل الإيمان دون أن تحميه من الانطفاء بزجاج العلم، والتربية، والإدراك، ولكن أيضاً: إياك أن تُمَلِّك زجاجة السراج تلك، دون أن تُمَلِّك السراج نفسه!.
- علِّق المتربي بالجنة والنار، واجعلها حيّة في ذهنه تماماً كما يفعل الأب مع طفل صغير، ليرغَبه أو يرهّبه من أي شيء، فالنّفس كما أنَّها تحتاج إلى رؤية الأهداف المرحليّة القريبة، إلا أنَّها ستبقى في أشد الحاجة إلى النظر إلى ذلك الهدف الأخير، والذي تصبّ كلّ الأهداف المرحلية فيه.
- ليست تلك الروحانية الانعزالية، هي ما تحتاج أن تغرسه في نفس المتربي، وإنَّما تلك الروحانية الاجتماعية التي تغذيه، دون أن تعزله.
- عندما تظنّ أنَّك استكملت وسائل التنمية الروحية لدى المدعو، لمجرد أنك قمت بأداء أكبر قدر ممكن من الوسائل التربوية التي تصب في هذا الجانب، فإنك تكون على قدر كبير من الخطأ، أُدْع الله أن يفتح قلب صاحبك، وتذكّر أن استنفاذ الوسائل الحسيّة، لا يعني تحقّق النتائج حتماً.
- لا تشارك في رسم أولويّات للمتربي عمليّاً من خلال اهتماماتك العمليّة، وأحاديثك الشخصيّة، ثم تُطالبه بعد ذلك بأولويات أخرى نظرياً، لم تخدمها في نفسه عمليّاً.
- يجب ألا يغيب عن بالك أنَّ كلّ بناء فكريّ، أو علميّ، أو دعويّ لم يبن على أرض إيمانيّة صلبة، فهو عرضة للانقضاض في أية لحظة، بل إنه كلّما علا البناء، دون وجود الأساس كلما كان السقوط مريعاً!.
- في كثير من الأحيان يُحقنُ المريضُ إبرةً في غير موضع الألم المباشر؛ لأنها ستسير في دمه، لتعالج الموضع المقصود، تذكّر ذلك، فربما عالجت الضعف التعبديّ من خلال إبر عمليّة، لا تباشر الداء، كحسن الصلة، والقدوة، وترك الجدال، والتركيز على سِيَر العظماء، ولكنّها أنجع دواء.
- لعلك تُدرِك معي خطورة إهمال الجانب الإيماني عندما تعلم: أنّ كل ما تزوّد به المتربي من معارف، ومهارات، وقدرات، قد تنقلب ضد أهدافك تماماً، عندما يفقد المربي قاعدته الإيمانية التي ينطلق منها، فيوظّفها لأهدافه الشخصية، إنّك في الحقيقية قد ربّيْت عدوّاً لك، ولمبادئك، دون أن تشعر!
وليد الرفاعي
- التصنيف:
- المصدر: