الدّين هل استنفد أغراضه؟
محمد قطب إبراهيم
ظن كثير من الغربيين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في نشوة الانتصارات العلمية، أن الدين قد استنفد أغراضه، وأخلى مكانه للعلم!
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
ظن كثير من الغربيين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في نشوة الانتصارات العلمية، أن الدين قد استنفد أغراضه، وأخلى مكانه للعلم!
وعلى هذا الظن معظم "علماء" الاجتماع و"علماء" النفس في العالم الغربي. فهذا فرويد مثلاً يقسم حياة البشرية إلى ثلاث مراحل سيكلوجية: الأولى مرحلة الخرافة، والثانية مرحلة التدين، والثالثة والأخيرة هي مرحلة العلم!
وقد شرحنا في المقدمة الأسباب والملابسات التي أدت بعلماء أوربا إلى اعتناق هذه النظرة المعادية للدين، المنفرة منه، وقلنا أن الصراع الذي قام بين الكنيسة والعلماء قد جعلهم يشعرون - بحق - أن ما تقول الكنيسة رجعية وانحطاط وتأخر وخرافة. وأنه يجب أن يخلي مكانه للعلم، حتى يتاح للبشرية أن تتقدم في طريق المدنية.
ثم كانت عدوى التقليد في الشرق الإسلامي المغلوب على أمره، هي التي خيلت للمساكين من أهله، أن طريقهم الوحيد إلى التقدم هو طريق أوربا الظافرة - لأنها اليوم ظافرة! - وأن عليهم أن ينبذوا دينهم، كما نبذت أوربا دينها، وإلا فسيظلون سادرين في الرجعية والانحطاط والتأخر والخرافة!