مصدر النور والخير والتقدم
محمد قطب إبراهيم
وظل العالم الإسلامي مصدر النور والخير والتقدم في العالم كله فترة طويلة لم يشعر خلالها أنه محتاج إلى التبذل الخلقي والفوضى والإباحية، لكي يحصل على القوة المادية والتقدم العلمي والفكري! وإنما كان أهله مثلاً رفيعة في كل ميدان. حتى هبط عن أخلاقه القياسية، واستعبدته الشهوات، فجرت عليه سنة الله.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
وقد كان العالم قبل الإسلام مباشرة قد هبط إلى درجة من العبودية للشهوات تشبه إلى حد كبير ما هبط إليه اليوم، بغير فارق سوى تغير أدوات المتاع. وكانت روما القديمة لا تقل دعارة عن باريس ولندن ومدن أمريكا، وكانت فارس القديمة غارقة في فوضى خلقية كالتي يصفون بها العالم الشيوعي، ثم جاء الإسلام فبدل هذا كله إلى حياة رفيعة فاضلة ذاخرة بالنشاط والحركة، عاملة على الخير، معمرة للأرض، دافعة بالإنسانية كلها في الشرق والغرب إلى التقدم الفكري والروحي، ولم يستعص الشر الذي كان الناس يومئذ غارقين فيه، على الإصلاح الذي عمل عليه الإسلام.
وظل العالم الإسلامي مصدر النور والخير والتقدم في العالم كله فترة طويلة لم يشعر خلالها أنه محتاج إلى التبذل الخلقي والفوضى والإباحية، لكي يحصل على القوة المادية والتقدم العلمي والفكري! وإنما كان أهله مثلاً رفيعة في كل ميدان. حتى هبط عن أخلاقه القياسية، واستعبدته الشهوات، فجرت عليه سنة الله.
والدفعة الإسلامية الجديدة التي تتجمع اليوم لتتحرك، دفعة هائلة تستمد من ذخيرة الماضي، وتأخذ بأسباب القوة الحاضرة، وتتطلع إلى المستقبل، فتتوفر لها كل عوامل النماء والقوة. فهي كفيلة بأن تعيد المعجزة التي قام بها الإسلام أول مرة، فترفع الناس من حضيض الشهوة إلى مستوى الإنسانية الكريمة التي تعمل في الأرض وهي تتطلع للسماء.