إياك أن ترتاب
أبو الهيثم محمد درويش
أوجه إعلامية مأجورة تشوه الإسلام وتحارب رموزه، وتقدح في حامليه من السلف والخلف، والمحصلة وقوع الشبهات في قلب من فتح بابه للرويبضة..
- التصنيفات: القرآن وعلومه -
أوجه إعلامية مأجورة تشوه الإسلام وتحارب رموزه، وتقدح في حامليه من السلف والخلف، والمحصلة وقوع الشبهات في قلب من فتح بابه للرويبضة..
ولهؤلاء أقول: أغلق على نفسك وعلى أولادك كل باب فتنة، وإياك واتباع الهوى وسماع المضلين..
وتأمل كلام الله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة:2].
قال ابن جُرَيج: قال ابن عباس: {ذَلِكَ الْكِتَابُ}: هذا الكتاب، وكذا قال مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، والسديّ ومقاتل بن حيان، وزيد بن أسلم، وابن جريج: أن ذلك بمعنى هذا، والعرب تقارض بين هذين الاسمين من أسماء الإشارة فيستعملون كلا منهما مكان الآخر، وهذا معروف في كلامهم، و{الْكِتَابُ} القرآن. ومن قال: إن المراد بذلك الكتاب الإشارة إلى التوراة والإنجيل، كما حكاه ابن جرير وغيره، فقد أبعد النَّجْعَة وأغْرق في النزع، وتكلف ما لا علم له به، والرّيب: الشك.
قال السدي عن أبي مالك، وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة الهَمْدانيّ عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه، وقاله أبو الدرداء وابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وأبو مالك ونافع مولى ابن عمر وعطاء وأبو العالية والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان والسدي وقتادة وإسماعيل بن أبي خالد، وقال ابن أبي حاتم: لا أعلم في هذا خلافًا.
وقد يستعمل الريب في التهمة قال جميل:
بثينة قالت يا جميل أربتني *** فقلت كلانا يا بثين مريب
واستعمل -أيضًا- في الحاجة كما قال بعضهم:
قضينا من تهامة كل ريب *** وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
ومعنى الكلام: أن هذا الكتاب -وهو القرآن- لا شك فيه أنه نزل من عند الله، كما قال تعالى في السجدة: {الم . تَنزيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [السجدة:1-2].
وقال بعضهم: هذا خبر ومعناه النهي، أي: لا ترتابوا فيه.