مع القرآن - ومما رزقناهم ينفقون

منذ 2015-04-01

قد ينسى المرء وقت الرخاء ويظن أنه قد استغنى، وهيهات هيهات.. والله كل الأحوال اختبار والإنسان في كل ذلك عليه صرف الحمد لمالك النفع والضر والعطاء.. ومن آفات النفس آفة البخل والإمساك في النفقة، وهي درب من دروب أمراض النفس وعدم الثقة في الرزاق سبحانه، نسأل الله العافية والمعافاة التامة الدائمة في الدنيا والآخرة، كما نسأله من فضله..

الإنسان في الدنيا يتقلب، وتتداول أيامه بين فقر وغنى، وصحة ومرض، وأخذ وعطاء..
وكل منا وقت الحاجة مجبول على النظر إلى السماء وسؤال الله العطاء..

وقد ينسى المرء وقت الرخاء ويظن أنه قد استغنى، وهيهات هيهات.. والله كل الأحوال اختبار والإنسان في كل ذلك عليه صرف الحمد لمالك النفع والضر والعطاء.

ومن آفات النفس آفة البخل والإمساك في النفقة، وهي درب من دروب أمراض النفس وعدم الثقة في الرزاق سبحانه، نسأل الله العافية والمعافاة التامة الدائمة في الدنيا والآخرة، كما نسأله من فضله..

وقد مدح الله تعالى المنفقين في كتابه وأثنى عليهم..
قال تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة من الآية:3].
ترى ما معنى ينفقون؟

قال ابن كثير في تفسيره: قال علي بن أبي طلحة، وغيره عن ابن عباس: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} قال: زكاة أموالهم. وقال السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} قال: هي نفقة الرجل على أهله، وهذا قبل أن تنزل الزكاة..

وقال جُوَيْبر، عن الضحاك: كانت النفقات قربات يتقربون بها إلى الله على قدر ميسرتهم وجهدهم، حتى نزلت فرائض الصدقات: سبعُ آيات في سورة براءة، مما يذكر فيهن الصدقات، هن الناسخات المُثْبَتَات.
وقال قتادة: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} فأنفقوا مما أعطاكم الله، هذه الأموال عواري وودائع عندك يا ابن آدم، يوشك أن تفارقها.

واختار ابن جرير أن الآية عامة في الزكاة والنفقات، فإنه قال: وأولى التأويلات وأحقها بصفة القوم: أن يكونوا لجميع اللازم لهم في أموالهم مُؤَدّين، زكاة كان ذلك أو نفقة مَنْ لزمته نفقته، من أهل أو عيال وغيرهم، ممن تجب عليهم نفقته بالقرابة والملك وغير ذلك؛ لأن الله تعالى عم وصفهم ومدحهم بذلك، وكل من الإنفاق والزكاة ممدوح به محمود عليه.

قلت: كثيرًا ما يقرن الله تعالى بين الصلاة والإنفاق من الأموال، فإن الصلاة حق الله وعبادته، وهي مشتملة على توحيده والثناء عليه، وتمجيده والابتهال إليه، ودعائه والتوكل عليه ؛ والإنفاق هو الإحسان إلى المخلوقين بالنفع المتعدي إليهم، وأولى الناس بذلك القرابات والأهلون والمماليك، ثم الأجانب، فكل من النفقات الواجبة والزكاة المفروضة داخل في قوله تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.

ولهذا ثبت في الصحيحين عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت»، والأحاديث في هذا كثيرة.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 2
  • 0
  • 7,110
المقال السابق
يؤمنون بالغيب
المقال التالي
يقيمون الصلاة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً