استعادة الثقة
محمد علي يوسف
أعتقد أن جزءًا كبيرًا من المسؤولية الملقاة على عاتق من يريد استنقاذ الناس من آتون الشبهات الذي أوقد لهم.. يتمثل في محاولة استعادة تلك الثقة والمصداقية، وإعادة بناء ما تهدم من تلك الجسور سواء بفعل فاعل أو بخطأ مخطيء..
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
هذا الرواج الذي يتنعم به أهل الشبهات مؤخرًا رغم ضعف بضاعتهم، وإسفاف ألفاظهم وسفاهة منطقهم، وتشنج أعصابهم، في مقابل ذلك الكساد الذي يعاني منه المهتمون بالرد والتفنيد وإبطال تلك الشبهات، جزء كبير منه لا ينبغي إرجاعه لآلتهم الإعلامية المحترفة، ودعمهم المادي الظاهر، وإمكانياتهم الترويجية الهائلة، وحب الناس للجديد والمثير وحسب..
رغم أن كل ما سبق وغيره عوامل لا يستهان بها إلا أنني أرى أنه لا مناص من الاعتراف: بأن جزءًا كبيرًا من هذه الحالة المؤسفة يرجع إلى فقداننا للمصداقية لدى قطاعات واسعة من المتأثرين..
فقدان المصداقية هذا تسببت فيه عوامل كثيرة ليست كلها تشويهية بحتة، بل بعضها تسببت فيه مهازل فكرية وواقعية واضحة، ومن ثم صارت المهمة أصعب، ليس لقوة الشبهات ولا لضعف الإمكانيات ابتداءً، ولكن لتهدم جسور الثقة والمصداقية بيننا وبين تلك القطاعات التي صارت محلاً جاهزًا لتلقي المزيد والمزيد، مما يثبت لهم أننا على خطأ.
أعتقد أن جزءًا كبيرًا من المسؤولية الملقاة على عاتق من يريد استنقاذ الناس من آتون الشبهات الذي أوقد لهم.. يتمثل في محاولة استعادة تلك الثقة والمصداقية، وإعادة بناء ما تهدم من تلك الجسور سواء بفعل فاعل أو بخطأ مخطيء..
هذه هي بداية الطريق في نظري وما بعدها أهون بإذن الله.
وأخيرًا: {وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة من الآية:41].