أو- كي (Ok) تصارع كلمة (إن شاء الله) وهاي (Hi) تحارب تحية الإسلام
لننتبه أن أو - كي (OK) وهاي (Hi) ليستا كلمتين تُقال بدل كلمتين بل هي اضافة أنها تشبّه بغيرنا فهي حاربت وقاومت كلمتين لها معانٍ عظيمة وبركات جليلة عند الله وأجر عظيم فهل نحن لكلمة "إن شاء الله" ولتحية الإسلام ناصرون!!
منذ سنوات قليلة كنّا إذا واعد أحدنا الآخر وقال له: أطلب منك أن تأتيني غداً قال له: نعم أو خير إن شاء الله، أما اليوم فبدأ بعضنا يقول: أو- كي (OK)!! وللأسف، فنحن كمسلمين من خير أمم الأرض ميّزنا الله تعالى بديننا ولغتنا وجعل لنا خصائص ومقومات فضّلنا بها على سائر الأمم، فلماذا إذن هذه الهزيمة النفسية والتي بها أصبح بعضنا تبعاً لغيره!؟
وقد نهانا نبينا عن التشبه بغيرنا كما روى البخاري رحمه الله عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ: «فَمَنْ».
وكلمة "إن شاء الله" ليست فقط كلمة تٌقال بل هي كلمة عظيمة في معناها ومبناها، فهي كلمة توكل واعتماد على الله تعالى واستعانة به وهي كذلك بركة ومن بركتها أنها سبب لتحقيق المراد، ويدل لهذا حديث نبي الله سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام حين قال: «والله لأطوفن الليلة على تسعين امرأة تلد كل واحدة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله، فقيل له: قل: إن شاء الله، فلم يقل، فطاف على تسعين امرأة يجامعهن، ولم تلد منهن إلا واحدة شق إنسان»، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لو قال إن شاء الله لكان دركاً لحاجته» [رواه البخاري] [(نقلاً بتصرف من الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين)].
وقال في مرقاة المفاتيح: والحديث يدل على أن من أراد أن يعمل عملاً يٌستحب أن يقول عقيب قوله إني أعمل كذا إن شاء الله تعالى تبركاً وتيمناً وتسهيلاً لذلك العمل وقد قال تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا . إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 23-24].
والعجيب في الأمر أنّ كلمة أو- كي (OK) كنت أظنها كلمة شبابية يتكلم بها فئة الشباب وإذا بها أصبحت دارجة حتى عند بعض كبار السن الذين نظن أنهم أهل مبادئ ومحافظة على مقومات الأمة وخصائصها.
هاي (Hi) تحارب تحية الإسلام:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ» [رواه البخاري]، وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ» [رواه ابن ماجة]، وعنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ ثُمَّ جَلَسَ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «عَشْرٌ». ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ فَقَالَ: «عِشْرُونَ». ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ، فَقَالَ: «ثَلاَثُونَ» [رواه أبو داود وصححهما الألباني].
سبحان الله كل هذه الفضيلة العظيمة لتحية الإسلام فهي تحية خير الخلق وهم الملائكة لآدم عليه السلام وهو أبو البشر، ولها هذا الثواب الجزيل من الله تعالى ثمّ يعمد أحدنا إلى أن يحيي إخوانه المسلمين بهاي (Hi)، يحرم نفسه هذا الأجر العظيم وممّا خصّنا الله تعالى به -نحن المسلمين- حتى حسدتنا اليهود، فالمسلم لا يكون إمّعة إن أحسن الناس أحسن وإن أساءوا أساء بل ليوطّن نفسه على أنّه يحسن سواء أحسن الناس أم أساءوا.
ولننتبه أن أو - كي (OK) وهاي (Hi) ليستا كلمتين تُقال بدل كلمتين بل هي اضافة أنها تشبّه بغيرنا فهي حاربت وقاومت كلمتين لها معانٍ عظيمة وبركات جليلة عند الله وأجر عظيم فهل نحن لكلمة "إن شاء الله" ولتحية الإسلام ناصرون!!
والله تعالى أعلى وأعلم، وأستغفر الله وأتوب إليه.
خالد بن صالح الغيص
- التصنيف:
- المصدر:
حسين بهروز
منذ