الشفقة المذمومة

منذ 2015-04-07

إن مشاعر الشفقة إما أن تكون رحمةً قد أَوْدَعها الله القلوبَ الرحيمة النبيلة، التي تنبض بمشاعر المودة والحب... وإما أن تكون مشاعر الشفقة خالِيَةً من الرحمة المُهداة إلى عباده الصالحين، وإحساسًا مُبْتذَلاً يغتصِبُ الأفراح من حقولها المُزهرة..

إن مشاعر الشفقة إما أن تكون رحمةً قد أَوْدَعها الله القلوبَ الرحيمة النبيلة، التي تنبض بمشاعر المودة والحب، وتشدُّ وثاقَ الأُلْفة وتبثُّ الوئام بين الخلائق والعباد، وتربط بينهم بأواصر الأخوة وتقوِّي عضُدهم برباطِ الصِّدق الخالص.. إثباتًا للإيمان المغروس في القلب، وإذعانًا للعبودية، تتمثَّلُها الجوارح قولاً وفعلاً وسلوكًا، ووفاءً لميثاقِ القِيم والتزامًا بالدِّين والأخلاق والفضائل الإنسانية..

وإما أن تكون مشاعر الشفقة خالِيَةً من الرحمة المُهداة إلى عباده الصالحين، وإحساسًا مُبْتذَلاً يغتصِبُ الأفراح من حقولها المُزهرة، ويخطف وميضَ الأمل من قلوبٍ منكسرة، ويُشيع الأسى في نفوسٍ تكِدُّ بسواعدها، وتحفر في الأرض بأظافرها، وتزرع السنابل وتجِدّ في العمل كي تحصد الثَّمر..

وإحساسا مريرًا يصِمُ جبينها بالخزي والعار، ويُردِيها بالنظرة تلو النظرة مطارحَ الأحزان عن كثَب، فتلتَحِف المذَلَّة والقهر كلما قابلها الصدُّ في وجوهٍ لا تملُّ من تلك النظرات الحسيرَة، تصيب بسهامها المسمومة من امْتُحِنوا في مواطن الابتلاء، ورَضُوا بأقدار الله واطْمأنُّوا لما ينتظرهم من جزيل الثواب ..

فلْتَكُن شفقة يصِلُها الحب بصِلات التَّحفيز والتشجيع على العمل بجِدٍّ ونشاط..
ولْتَكُن شفقة تسمو بأهلها إلى مدارج الرِّفعة والسُّؤدد..
ولْتَكُن كلمةً ينطقها اللسان لبثِّ الأمل والتفاؤل سالمةً من الخذلان..
ونظرةً خاليةً من بثِّ مشاعر الإحباط وإشاعة الفشل والانكسار، وصَلْبِ الهمم على مشانق العزاء..

05 / 04 / 2015م

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

صفية الودغيري

كاتبة إسلامية حاصلة على دكتوراه في الآداب - شعبة الدراسات الإسلامية.

  • 0
  • 0
  • 2,050

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً