الأمن الإسلامي، وتيار الجهاد العالمي!
عبد المنعم منيب
الأمن الإسلامي هو النظير لمصطلح الأمن القومي المعروف حاليًا، لكنه عندهم قومي باعتبار تحديده بالقوم أو الوطن، لكنه عندنا إسلامي باعتبار تحديده بالإسلام وشرعته.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
من أبرز جوانب الإخفاق في استراتيجية تنظيمات تيار الجهاد العالمي؛ عدم وضعهم في اعتبار هذه الاستراتيجية تحقيق الأمن الإسلامي للدول التي يؤسسونها.
ففي أفغانستان وباكستان والصومال ومالي وأخيرًا في العراق وسوريا كان موطنهم الذي تمكنوا فيه، وحكموه عرضة للهجوم العسكري من قبل أعدائهم، وتم ما يشبه الإبادة لهذا الموطن.
لقد صدعونا بأن حرب العصابات لا تهزمها الطائرات والصواريخ، وأن عدوهم لو دخل بريًا سيهزمونه، لكن واقع الأمر أن الموطن الإسلامي الذي أعلنت السيطرة عليه في وقت ما أبيد، سواء بالطائرات، أو الصواريخ أرض أرض، أو حتى بالتدخل البري.
بل إن الكيانات الأكثر محدودية -أي مواقع ومخابئ المجاهدين في أفغانستان واليمن والصومال وليبيا- تتعرض للقصف الموجع كل يوم، فأين استراتيجية التصدي لهذا الخطر في استراتيجية الأمن الاسلامي لدى تيار الجهاد العالمي (القاعدة وأنصار الشريعة وداعش والنصرة ونحوها)؟
لا توجد لهم استراتيجية في هذا الصدد سوى أشياء بدائية، وغير فعالة؛ كالتخفي والتخندق، فضلًا عن أن هذه الأشياء لا تحمي شعبك المدني المحيط بك، وإنما فقط تحاول (فاشلة) أن تحمي مقاتليك.
والسؤال هو هل يمكن صياغة وتنفيذ استراتيجية في هذا المجال؟
والإجابة: نعم، ممكن جدًا، ولكن هذا التيار لا يعبأ بالحياة، ولا باستمرار الدولة، ولا يعرف مقومات استمرارها، وأمنها، ومحددات قوتها، ولذلك فهو يخفق هذا الإخفاق، ولا يبحث عن حل للخروج من هذا الفشل في حفظ الأمن الإسلامي للكيانات التي أقامها.
* هامش:
الأمن الإسلامي هو النظير لمصطلح الأمن القومي المعروف حاليًا، لكنه عندهم قومي باعتبار تحديده بالقوم أو الوطن، لكنه عندنا إسلامي باعتبار تحديده بالإسلام وشرعته.