هل تضيف حماس مجدًا للإخوان المسلمين أم تخصم منه؟
عبد المنعم منيب
لو راجعنا نشأة أو تأسيس حماس والقسام ستجد أن تنظيم الجهاد الفلسطيني نشأ قبلها بقليل -في الثمانينات بعدما تأثر مؤسسه فتحي الشقاقي رحمه الله بتنظيم الجهاد المصري- بينما إخوان فلسطين -و كان أقواها إخوان غزة لقربها وترابطها بإخوان مصر- نشأوا وعملوا منذ الأربعينات تقريبًا..
- التصنيفات: الفرق والجماعات الإسلامية -
تجربة حماس تجربة مهمة ومشرفة وناجحة، لكن يؤسفني أن أقول أنها لم تحقق ذلك إلا بعد تحررها من جوانب عديدة من معالم المنهج السياسي والإستراتيجي الإخواني، رغم أنها كانت وما زالت تنتمي للإخوان..
لو راجعنا نشأة أو تأسيس حماس والقسام ستجد أن تنظيم الجهاد الفلسطيني نشأ قبلها بقليل -في الثمانينات بعدما تأثر مؤسسه فتحي الشقاقي رحمه الله بتنظيم الجهاد المصري- بينما إخوان فلسطين -و كان أقواها إخوان غزة لقربها وترابطها بإخوان مصر- نشأوا وعملوا منذ الأربعينات تقريبًا.
تنظيم الجهاد الفلسطيني عندما نشأ طرح تكتيكات وإستراتيجيات جديدة لم يكن يستخدمها قبله غير فتح، والجبهة الشعبية ونحوها، أي لم يكن يستخدمها إسلاميون -و حقق الجهاد نجاحات جماهيرية ما-، فدفع هذا قادة الإخوان المسلمون في فلسطين لإدراك أن هذا أمر من الممكن أن يستخدمه الإسلاميون، فلما لا يستخدمه الإخوان المسلمون كما الجهاد؟ فأسسوا القسام و بدأت مسيرة إخوان فلسطين بهذا الشكل الذي صار عنوانه حماس والقسام..
وإذا تأملنا هذا جيدًا وجدناه خصمًا وإدانة للمنهج السياسي والإستراتيجي الإخواني أكثر منه مدحًا له، لأن جماعة لم تنجح منذ الأربعينات إلا لما تحررت من بعض جوانب المنهج، فهذا معناه أن هذه الجوانب خاطئة، وهذا حديث ينبغي أن يطول وسنكتب فيه إن شاء الله مرة أخرى.
على الهامش:
مؤسسو فتح الرئيسيين (ياسر عرفات، وخليل الوزير) -و أظن صلاح خلف أبو إياد- .
كلهم كانوا من إخوان فلسطين وتركوا جماعة الإخوان ليؤسسوا فتح لتعمل بأسس وإستراتيجيات جديدة، لم يكن يتبناها الإخوان، ثم ذهبت بهم الأيام بعيدًا عن المنهج الإسلامي الإخواني ليصيروا لونًا فكريًا آخر استقرت عليه فتح حتى رحيل عرفات ثم جرى ما جرى.