مع أسرة الشيخ ياسين

منذ 2015-04-09

عطوف.. كريم.. مصرُّ على الشهادة.. لا يخشى تهديد شارون أو غيره.. هذا هو الشيخ المجاهد أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس، الذي فجع الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية باستشهاده، فذرفت الدموع في فلسطين والعالم الإسلامي، وصدمت الملايين بهذا الخطب الجلل، ولكن لماذا البكاء؟ أليس الشيخ على الحق؟ أليس شارون على باطل؟ أليست هذه أمنيته التي طالما تمناها؟!

عطوف.. كريم.. مصرُّ على الشهادة.. لا يخشى تهديد شارون أو غيره.. هذا هو الشيخ المجاهد أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس، الذي فجع الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية باستشهاده، فذرفت الدموع في فلسطين والعالم الإسلامي، وصدمت الملايين بهذا الخطب الجلل، ولكن لماذا البكاء؟ أليس الشيخ على الحق؟ أليس شارون على باطل؟ أليست هذه أمنيته التي طالما تمناها؟!

عطوف كريم

شقيقه أبو نسيم قال لنا: توفي والدي عام 1940 وكنت حينها مسؤولاً عن العائلة لأني الأكبر سنًا بين إخوتي، وكان الشيخ أحمد حينها في الخامسة من عمره، كان نشيطًا ومجتهدًا، وعاش فترة صباه ومراهقته في رحاب المساجد ثم التحق في بدايات شبابه بالإخوان المسلمين، حتى أصبح قائدًا للجماعة في القطاع، وعندما انتقلنا للسكن في معسكر الشاطئ شارك في بناء المسجد الغربي، ثم المسجد الشمالي الذي بناه ثلاث مرات؛ حيث كان يهدم بفعل الأمطار.
وأضاف أبو نسيم أنه كان يحب الخير ويكثر من مساعدة الفقراء والأيتام والأرامل والطلاب المحتاجين والمرضى، وكان سخيًّا كريمًا في خدمتهم، وأذكر بأني في إحدى المرات أرسلت له العشرات ليخدمهم، حتى إننا أردنا أن نشتري له أرضًا ليبني عليها سكنًا له فلم نجد في بيته قرشًا واحدًا، فاشتريت أنا الأرض له. كما أنشأ العديد من المؤسسات والجامعات والمدارس، وكان ينوي شراء أرض ليبني عليها جامعة.
وعندما سألنا أبو نسيم عن خصال أخيه الشيخ أحمد توقف برهة لتذرف دموعه بغزارة ثم قال: لقد كان عطوفًا كريمًا، توفي وليس في بيته مال، كان يشاورني في كل أمر من أمور حياته.. صابرًا..؛ فقد عانى من المرض منذ عام 52 إلا أنه لم يتأفف..، فهل يعتقد الصهاينة أنه مات أو أن حماس ستنتهي؟ لا.. فقد ربّى جيلاً مؤمنًا مجاهدًا.

مشتاق للجنة

أما د. نسيم ياسين ابن شقيق الشيخ فقال: إن سبب شلل الشيخ المجاهد أنه أصيب أثناء ممارسته للرياضة مع زملائه على شاطئ البحر عام 52 مما كان سببًا في شلل جسمه، ولكن ذلك لم يبعده عن أداء دوره وواجبه.
وأضاف أنه التحق بصفوف جماعة الإخوان المسلمين، وأثبت جدارته في مجال الدعوة خاصة بعد تعيينه مدرسًا للتربية الدينية واللغة العربية في مدارس غزة، ولم يبخل يومًا على الدعوة بجهد أو وقت؛ فقام بأعباء الدعوة، في مساجد غزة، وأنشأ المسجد الشمالي، الذي كان النواة الحقيقية لجماعة الإخوان في فلسطين، وأفنى حياته داعية حتى قوي وجود الإخوان في فلسطين، وكان من ثمرة ذلك تأسيس العديد من المؤسسات الخيرية الإسلامية التي بدأت بالمجمع الإسلامي عام 73، وغيرها من المؤسسات، وتأسيس الجامعة الإسلامية عام 78، وفي عام 83 أسس الشيخ جناحًا عسكريًّا للجماعة لقتال الصهاينة، فاعتُقل على إثرها مع الشيخ الشهيد صلاح شحادة وحكم عليه بالسجن 13 عامًا، إلا أنه خرج بعد اعتقاله بـ 10 أشهر في عملية تبادل للأسرى، التي أجرتها الجبهة الشعبية القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل؛ فخرج وازداد نشاطًا وشوقاً للجهاد، ثم في عام 87 أسس حركة حماس.
وأوضح انه كان مثال الأب والأخ والعم الصالح الطيب الذي كان يعامل الجميع معاملة إسلامية، فيها من المرح والحب والرحمة ما فيها، لقد كان عطوفًا حنونًا على الجميع؛ فكان يساعد المحتاجين، كما كان عطوفًا على الأطفال لدرجة أنهم كانوا يتعلقون به، فقد كان ابني عندما يأتي الشيخ إلى منزلي يركض في أرجاء المنزل فرحًا لما يراه من مداعبة ومرح من الشيخ له.
وقال ياسين وقد بدا عليه التأثر: في آخر زيارة للشيخ إلى منزلي والتي كانت قبل عشرة أيام تقريبًا جلسنا حتى الواحدة بعد منتصف الليل ونحن نتحدث في قضايا المسلمين، فقلت له أريد أن أنام، فقال لي اجلس وهل تتكرر هذه الجلسات؟ اجلس لنتحدث عن الجنة، فكلمته عن الجنة والحور العين، وأنا أقرأ عليه آية أو حديثًا، وهو يرد علي بآية أو حديث أو قصة عن الجنة حتى طلع الفجر؛ فشعرت أن أجله قد اقترب، فقلت له هل أنت مستعجل للذهاب إلى الجنة؟ فقال لي: ومن لا يستعجل الذهاب إليها؟! ثم ذرف الدموع من عينيه، ثم ذكرت له رؤيا رآها أحد الإخوة الأفاضل حيث رأى أن الشيخ يمشي على قدميه؛ فسأله أين عربتك يا شيخ؟ فقال: تركتها. وبعد أن ذكرت له ذلك قلت له: إنك ستستشهد يا شيخ فهز رأسه وابتسم!.

سأتحدى شارون

أما أسامة المزيني -زوج ابنة الشيخ أحمد ياسين-؛ فقال لقد كان الشيخ يعامل الجميع معاملة حميمة وودودة، يعامل أصهاره كأبنائه، ولا يتوانى في مد يد العون لخدمتهم؛ فقد قدم بيتًا لصهره خميس مشتهى الذي استشهد معه، نظرًا لوضعه الصعب، ولم يمنعه انشغاله من تقديم الواجبات الاجتماعية تجاه الأهل والأقارب، فعندما حصلت على الماجستير دعوته لحضور المناقشة، وحضر من الساعة 9 صباحًا وحتى 2 ظهرًا، رغم مشاغله الكثيرة.
وأضاف المزيني أن البيت قبل الاغتيال كان يعيش جوًّا من التوتر والقلق على حياة الشيخ نظرًا للتهديدات الكثيرة والمحاولة الفاشلة التي تعرض لها، وكنا عندما نسمع أزيز الطائرات تحدث حالة طوارئ، وقد كنت عنده يوم الجمعة الماضي، وكان مريضاً، فالححت عليه في الطلب بأن يخرج من المنزل للعلاج من ناحية، وخوفًا من الاغتيال من ناحية أخرى إلا أنه كان يرد علي بالقول: سأتحدى شارون. وكان – رحمه الله – لا يحبذ التستر والتخفي، وأذكر بأن أحد الصحفيين قام بإجراء حوار معه قبل أسبوع من استشهاده؛ فكان أن جاء في مقدمة الصحفي قوله: "بأننا نجري حواراً الآن مع الشيخ من مكان ما في غزة لا نحدده لدواع أمنية"؛ فغضب الشيخ وقال أنا مستعد أن أجري معك حوارًا في البيت، أنا لا أختبئ ، وقد قال سابقًا ألا يخجل موفاز من تهديد رجل مدني مشلول ؟!. 

إبراهيم الزعيم

  • 0
  • 0
  • 3,240

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً