الدجال .. ماذا أعددنا لمواجهته ..؟ (3)
قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((تغزون جزيرة العرب، يفتحها الله، ثم تغزون فارس ويفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحها الله " [أي المكان الذي فيه الدجال والقوم الذين معه)) [رواه مسلم].
الأحداث التي تسبق خروج الدجال!
الأحداث التي ستكون قبل خروج الدجال، فإنها كثيرة ومن ذلك.
1. قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((تغزون جزيرة العرب، يفتحها الله، ثم تغزون فارس ويفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحها الله " [أي المكان الذي فيه الدجال والقوم الذين معه)) [رواه مسلم]
2. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((عُمرانُ بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال)) [رواه أبو داود وحسنه الألباني] [وهذه أحداث مرتبط ببعضها لكن يحتمل أن يكون بين كل حدث والآخر فترة زمنية طويلة، فإذا عُمر بيت المقدس بالمال والرجال والعقار واتسع بناؤه وزاد عن الحد المعروف، فإن ذلك سيكون سببا في خراب يثرب، ومعنى ذلك أن الكفار سيستولون وسيكون لهم صولة بحيث يحدث خراب فيها، فإذا حدث عمران بيت المقدس وخراب يثرب فإنه سيكون بعد ذلك خروج الملحمة وهي الحرب العظيمة التي ستكون بين المسلمين والنصارى، وهي الموقعة التي ستكون بين أهل الشام والروم كما ذكر شراّح الحديث، وخروج الملحمة هي فتح القسطنطينية، وسيعقبه ذلك فتح هذه المدينة التي هي من مدن الكفار، وسيعقب ذلك خروج الدجال وكل واحد من هذه الأمور أمارة لما سيحدث بعده]
3. وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((فتنة الأحلاس هَرَب وحَرَب)) [هرب لأن الناس يهربون منها من القتل والعداوة والحرب هو نهب الأموال، وقتل الأهل بحيث لا يبقى لأحد لا مال ولا أهل] " ثم فتنة السرّاء [أي النعماء الصحة والعافية] دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي، يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كوَرِكٍ على ضِلَع " [والورك هو أعلى الفخذ، والضلع معروف، والمقصود أن الناس سيصطلحون على رجل يبايعونه ويملِّكونه عليهم ولا يصلح أن يكون ملك لأنه جاهل ولا تستقيم له الأمور، ولكن هذا الذي سيحدث، كورك على ضلع كما أن هذا الورك الكبير لا يثبت على ضلع لأن الضلع دقيق فكذلك لن يثبت أمر هذا الرجل ولن يكون مناسبا نظرا لجهله] ثم فتنة الدهيماء [والدهيماء الفتنة العظيمة الكبيرة] لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل انقضت تمادت وزادت، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصيرَ الناس إلى فِسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاطُ نفاق لا إيمان فيه " [وهذا يكون نتيجة التدافع بين الحق والباطل، ونتيجة مُعترك الأمور، وقيام الأحداث بين أهل الحق وأهل الباطل ويتميز أهل الحق عن أهل الباطل وهذا من فوائد التدافع الذي ذكره الله -عز وجل- في كتابه (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده "[رواه أبو داود صححه الألباني].
4. ثم أنه - صلى الله عليه وسلم - بين أيضا الحال التي سيكون عليها المسلمين عند ظهور الدجال، وهذه الحال ستكون عبارة عن حروب بين المسلمين والنصارى، وسيكون فيها النصر في النهاية لأهل الإسلام، ثم يظهر الدجال فيقول - عليه الصلاة والسلام -: ((ستصالحون الروم صلحا آمنا، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتُنصرون وتَغْنمون، وتَسلمون، ثم ترجعون، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول [موضع معين] فيرفع رجل من أهل النصرانيةِ الصليب، فيقول: غُلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين، فَيَدُقَّه [أي يكسر الصليب] فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة، وزاد بعضهم، فيثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون، فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة)) [رواه أبو داود وحسنه الألباني] ((سيحصل هناك صلح آمن، ولكن الروم النصارى سيغدرون، وسيقوم رجل يتحدى المسلمين بالصليب، فيقوم أحد المسلمين فيكسره، فتقع بعد ذلك معركة يكون المسلمين في أول الأمر قلة، فيكرم الله القلة من المسلمين التي تواجه النصارى أول الأمر بالشهادة، ثم بعد ذلك يستعد الفريقان لمعركة كبيرة وملحمة عظيمة يكون النصر فيها للمسلمين)) وقد جاء في صحيح الإمام مسلم - رحمه الله - تفصيلٌ لهذه الموقعة ((لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق)) [وهذا موضع قرب حلب في بلاد الشام] فيخرج له جيش من المدينة [المنورة] من المسلمين من خيار الأرض يومئذ، فإذا تصافوا [أمام بعض] قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سَبَوا منا نقاتلهم [ومعنى هذا أن من المسلمين في السابق قد أخذوا سبي من الروم، وأن هؤلاء السبي من الروم قد أسلموا، وانضموا إلى المسلمين وأن الروم يقولون هاتوا أقرباءنا من الروم الذين أسلموا معكم فردوهم إلينا] فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيُهزم ثلث [من جيش المسلمين] لا يتوب الله عليهم أبدا [لماذا؟ لأنهم لم يتوبوا من الفرار من الزحف] ويقتل ثلث [من المسلمين] أفضلُ الشهداء عن الله ويَفْتَتِح الثلث [يعني الأخير البلاد ويغنم] لا يُفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح [أي الدجال] قد خلّفكم في أهليكم [يريد إفزاعهم وتخويفهم] فيخرجون [يعني المسلمين يخرجون إلى جهة خروج الدجال] وذلك باطل [يكون كلام الشيطان هذا باطل] فإذا جاؤوا الشام خرج المسيح الدجال فعلا، فبينما هم يُعدون لقتال الدجال بعد أن قاتلوا الروم، وما استطاعوا أن يقتسموا الغنائم، يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم فأمهم..)) إلى آخر الحديث "
5. ثم أنه ورد لهذه الغزوة تفاصيل أخرى فقد قال - صلى الله عليه وسلم - " إن الساعة لا تقوم حتى لا يُقسم ميراث ولا يُفرح بغنيمة، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام، فقال: عدوٌّ يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام، يقول الراوي عن ابن مسعود: الروم تعني؟ قال وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون شُرطةً للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجِز بينهم الليل " [ملخص الحديث أن هؤلاء الفدائيون من المسلمين الذين يخرجون من جيش المسلمين يقتلون وهم شهداء ومرة ثانية وثالثة لأنهم قلة] " ثم بعد ذلك يَنْهد لهم أهل الإسلام [يجتمع لهم أهل الإسلام من الأماكن المختلفة] فيجعل الله الدَبَرَة على الكفار فيقتل المسلمين من الكفار مقتلة لا يُرى مثلها، حتى أن الطائر لا يمر بجنباتهم فما يُخّلِّفُهم حتى يخر ميتا، فيتعادُّ بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقى منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح؟! أو أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك، إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك! فجاءهم الصريخ: أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما في أيديهم، ويُقبلون فيبعثون عشرةَ فوارس طليعة [طليعة استكشاف] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خيرُ فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ)) [رواه مسلم].
6. ومن الأحداث الأخرى التي ستحدث قبل خروج الدجال قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن قبل خروج الدجال ثلاثِ سنوات شداد، يُصيب الناسُ فيها جوع شديد، يأمر الله - تعالى -السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرِها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبسَ نباتها كله، فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظل إلا هلكت إلا ما شاء الله، قيل يا رسول: فما يُعيش الناس في ذلك الزمان قال: التهليل والتكبير والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام))[رواه بن ماجة وضعفه الألباني] [كرامة للمسلمين من الله في ذلك الوقت، أن يعيشوا على ذكر الله فقط، وهذا يُثبت أن للأذكار قوة في البدن ويجوز عليه حديث علي وفاطمة عندما اشتكت فاطمة تريد خادم قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أدلكما على أمر هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما تسبحان الله ثلاث وثلاثين وتحمدان الله ثلاث وثلاثين وتكبران ثلاث وثلاثين)).
سلمان بن يحيى المالكي
- التصنيف:
- المصدر: