(294) سُنَّة تقبيل الأطفال
راغب السرجاني
الإسلام دين الرحمة، وأبلغ مظاهر رحمته تكون مع الضعفاء، والأطفال من أكثر الضعفاء الذين يحتاجون إلى عطف ورِقَّة وحنان، فماذا كان يفعل رسول الله؟
- التصنيفات: السيرة النبوية -
الإسلام دين الرحمة، وأبلغ مظاهر رحمته تكون مع الضعفاء، والأطفال من أكثر الضعفاء الذين يحتاجون إلى عطف ورِقَّة وحنان، ومن أروع الأمور أن السُّنَّة النبوية تُلْزِم المسلمين برحمة الأطفال، وتجعل في العطف بهم دليلًا على صلاح قلوبهم، وتضع لهذه الرحمة معايير وعلامات وطرقًا مختلفة، وكان من ذلك تقبيلهم؛ فقد روى البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: « ».
وروى مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: «
». قَالَ: "كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعًا لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ، فَـ« ».ومن الرائع أن نعلم أن هذه الرحمة كانت في بيئة غير معتادة على هذا السلوك الرقيق، فقد روى مسلم عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ، أَبْصَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ الْحَسَنَ فَقَالَ: "إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «
». وفي رواية لمسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَ له: « ».فجعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الرحمة بالأطفال وتقبيلهم دليلًا على وجود الرحمة في قلب المسلم، فلتكن هذه الرِّقَّة هي شعارنا في التعامل مع الأطفال بشكل عامٍّ، وأطفالنا على وجه الخصوص.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].