(14) ضع القلم
جمال الباشا
- التصنيفات: الزهد والرقائق - التوبة -
هذهِ الجُملةُ يكرَهُ سماعَها الطالبُ الكسولُ في قاعةِ الامتحانِ عندما ينتهي الوقتُ المُحَدَّدُ لإجرائِه، لأنَّهُ دائمًا وأبدًا غيرُ مُتَهَيّئ لأدائِهِ للظروفِ الصَّعبةِ والخاصَّةِ التي كانَ يمُرُّ بها، فبعضُ الأسئلةُ أخطأَ في جوابِها، وبعضُها لم يُجِبْ عليه أصلًا!!
ماذا يصنعُ عند سَحبِ دفترِ الامتحانِ من بين يدَيه، فلا مجالَ لإضافةِ جُملةٍ بل ولا حتى كلمةٍ واحدةٍ، ولا يُجدي الاستِرحامُ، فقد قُضي الأمرُ وفاتَ الأوانُ.
كلُّ ما يشعُرُ به في تلك اللحظةِ هو لوعَةُ الندَم وحُرقَةٌ تكادُ تُقَطِّعُ أحشاءَهُ على ما أضاعَ في وقتِ السَّعَة، ويقولُ في نفسِهِ يا ليتَني قدَّمتُ لهذه الساعة.
ويَكبُرُ مقتُهُ لنفسِهِ عندما يَرى الطالبَ المُجِدَّ من أقرانِهِ يُقدّمُ دفترَهُ للمراقِبِ وقد ارتسَمَتْ على مُحَيَّاهُ ابتسامةُ الرضا والسرور والشعور بالاطمئنانِ لحُسنِ الأداء، وقد أجابَ على جميعِ الأسئلةِ في وقتٍ مُبَكّرٍ واستَعَدَّ لتسليمِ أوراقِِهِ قبلَ أن يُقالَ له: ضَع القلَم.
انتَهَتْ الحِكايَة!!