وماذا عليك لو أنَّك تمنَّيتَ للناس الخير؟!

أبو فهر المسلم

لْيَكن أهل القرآن والسُّنة.. أذِلَّة على المؤمنين رُحماء بالمسلمين، يَفرحون لفرَحهم، ويحزنون لألمِهم، ويتضرعون لنجاتهم.. يتمنَّى أحدُهم أن لو عبرَ الناسُ إلى مراضِي الله ووجهُه مُغبرًّا بتراب نعالِهم!

  • التصنيفات: تزكية النفس - أخلاق إسلامية -

وماذا عليك لو أنَّك تمنَّيتَ للناس الخير، وإن لم تُصِب منه؟!
ذكر ابن حجر رحمه الله، بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما، قال:
"إني لأسمع بالحاكم من حكّام المسلمين يَعدل في حُكمه.. فأحبُّه، ولعلّي لا أقاضي إليه أبدًا!
وإني لأسمع بالغيث يُصيب البلاد من بلدان المسلمين؛ فأفرحُ به وما لي بها سائمةٌ ولا راعية!
وإني لآتي على آيةٍ من كتاب اللَّه تعالى فوددتُ أن المسلمين كلَّهم علمون منها مثل ما أعلم" (انظر: الإصابة في تمييز الصحابة).

قلتُ:
رضي الله عنك وأرضاك.. يا حَبر هذه الأمَّة وترجمان القرآن!
وهل يُطيقها إلَّا مثلك، ومن بلغ من كتاب الله واتباع رسولِه ما بلغتَ؟!

وهكذا فلْيَكن أهل القرآن والسُّنة.. أذِلَّة على المؤمنين رُحماء بالمسلمين، يَفرحون لفرَحهم، ويحزنون لألمِهم، ويتضرعون لنجاتهم.. يتمنَّى أحدُهم أن لو عبرَ الناسُ إلى مراضِي الله ووجهُه مُغبرًّا بتراب نعالِهم!

لا يَحسدون، ولا يَحقدون، ولا يَظلمون.. بل يَتمنَّون للناس الخير وإن لَم يُصيبوا منه!
ذَبحوا كلمة (أنا)، ونَحروا (عندي)، وقتلوا (لِي)!

وأحيَوا: «مثَل المؤمنين في توادِّهم وترَاحمهم وتعَاطفهم؛ كمَثل الجسد...» (صحيح مسلم:2586).
{فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة:85].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام