يا من سكنت حجرات قلبي
عندما أراك تتألمين يصيب عيني الوجع، ويعتصر قلبي الألم، لا أملك إلا أن أحسن الظن بربي، وأدعو لك يا رب احفظ أمي وأبي..
يرتجف قلبي إن أصابك مكروه، وأخاف وأطراف روحي تبرد..
كل الجوارح تعبر لك أنك مختلفة، يا من سكنت حجرات القلب وكنت سيدته.
عذرًا سيدتي إن بدا مني قصور أو عقوق، أستغفر الله إن كنت سبب ألمك، أو كدرت صفوك.
أستغفر الله من جهلي وإسرافي فقد تماديت.. عذرا سيدتي! لن أجد أصدق منك ودًا.
لن يعرف قلبي حبيبة مثلك.. كم من ليلة سألت الله أن أكون سبب سعادتك وفاءً وبرًا بك حبيبتي.
عندما أراك تتألمين يصيب عيني الوجع، ويعتصر قلبي الألم، لا أملك إلا أن أحسن الظن بربي، وأدعو لك يا رب احفظ أمي وأبي، فإني لا أطيق الدنيا بدونهم، فتحت عينيّ عليهم، ولا ينبض قلبي سعادة إلا برؤيتهم، هما الهواء الذي أستنشقه، والضياء الذي تستمد منه روحي طريقها، كل البشر في كفة، وأنتما في الكفة الأخرى، وبكما رجح الميزان.
الوالدان كالماء والهواء والضياء، عندما يفقد أحدهما يشق على النفس البقاء.
الوالدان هما أنس وسعادة، أصدق قلبين لي ولَك، لا يعرف قلبيهما لك الحسد؛ لأنك جزء منهما، وإذا توجع أحدهما اضطربت الروح، وتألمت فلا تكن أنت سبب حزنهما، إذا سمعت صوتك حزينًا أذبلت كل الزهور في عيني، وكسفت شمسي، وامتد بي التفكير يجلد الضمير.
لو عرفت من عرفت، واتسعت علاقاتك وكثر أصحابك، وأحاط بك أصدقاؤك، لا ولن يكونا كمن سهر لك وقت ضعفك، واحتوى صغرك وجهلك، وصبر على أذاك وتقصيرك، خيرهما لك ممتد، وأنت تبخل بالدقائق معهما وتلمس احتياجهما.
كم من مرة كنت سبب سعادتهما؟
عرفت ما يرغبا به وقدمته بدون طلب؟
أحسن صحبتهما، فالدنيا بدونهما لا تطاق، بدونهما أفراحها مآتم، لا تنبت شجره السعادة إن جفت الجذور وفقد الماء، ستسقط كل الأحلام على قارعة الطريق، لا تخسرهما، تدارك حياتك ببرهما.
{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [آل عمران من الآية:83].
أصدق القلوب هما الوالدان، لا تخسرهما لأنهما أحسنا إليك، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
- التصنيف: