إنسان آخر

منذ 2015-04-22

نريد أن تكون مجالسنا تنضح بروح الأخوة، ينبثق منها الود والمحبة، أنسى زلات أخي، وأعظم حسناته لتبقى مودته.. وجاري أحسن له الجوار، فلا يرى مني ما يكره، تأسيًا بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلـم.

إنسان آخر الذي أودّ التحدث عنه، لا يعرف قلبه إلا الحب لمن حوله، ودود لطيف المعشر.
سواء كان أبًا فهو الحنون القريب، المربي الفاضل للصغير والكبير.
جار يسعد به من حوله، ورفيق بمن أساء وأخطأ.

إنسان آخر.. لا تعرف نفسه العلو، فهو عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، في مجلس النبوة يصرح بحبه لعائشة ولأبيها، ليعلم الإنسانية أن التعبير عّن العاطفة لمن نحبهم ليس خطأ، كثير ما نفتقد أن يقول أم أو أب لأبنائهم أحبك يا فلذه كبدي، فلا أرى منك ما أكره.

نريد أن تكون مجالسنا تنضح بروح الأخوة، ينبثق منها الود والمحبة، أنسى زلات أخي، وأعظم حسناته لتبقى مودته.. وجاري أحسن له الجوار، فلا يرى مني ما يكره، تأسيًا بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلـم.

ما أحوجنا لضم أطفالنا، واحتواء فتياتنا وشبابنا، ولا يكون ذلك إلا بحبهم أولاً، وتقبل ما يصدر منهم كما كان صلى الله عليه وسلم مع ذلك الشاب الذي يستأذنه للزنا..! قربه وتطلف معه وبدأ بالحوار.

لا تتغير السلوكيات إلا بتغير القناعات، نشكو من تصحر العواطف فيما بيننا، نجتمع في مكان واحد والقلوب مشردة عن الأجساد {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].

ابدأ بنفسك أولاً وكن إنسانًا آخر، كن كمحمد صلى الله عليه وسلم، الذي امتدحه ربه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]، تحتاج قلوبنا لشيء من العقل حتى تستقيم أخلاقنا، وتحتاج عقولنا لشيء من العاطفة حتى تلين ردود أفعالنا.

إن من الحكمة أن تدفع بالتي هي أحسن في سائر تعاملاتك، وأن تصبر.. وعاقبة الصبر محمودة.
الإنسان الآخر من السهل أن تكون هو، «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ، وَلَا تَعْجَزْ» (حديث شريف رواه مسلم).

تعامل كمحمد صلى الله عليه وسلم، زوج وأب وجار، لتكن أنت الآخر الذي نريد، يتبع سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، في سائر تعاملاته.

ماذا عرفت خديجة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وماذا قالت عائشة رضي الله عنها عنه؟
«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهلِهِ، وأنا خَيْرُكُمْ لأهلِي» (رواه الترمذي وصححه الألباني).
صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 3
  • 0
  • 1,529
  • باسل As

      منذ
    اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 🌹

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً