للكونِ إله
لا تُشْمِت شياطين الإنس والجنّ بانهزام رُوحك وفُتورها ويأسها .. وضعفها.
أتدري .. الحياة مع الله فرح .. صدقًا صدقًا!
وإن كُنَّا نعيش في كومةٍ من الأحزان تَلُّفّ البشريّة كلها!
ثق إن كُنتَ معه، سَيجعلكَ تَرقى وتَتَرَفّع عن كل ذَلك..
سيُرفرف قلبكَ في سَماواتِ الأنس بهِ .. سُبحانه.
الله الجميل، الذي يُمهل من يعصيه.. فقد يترك عبده سنوات وسنوات..
علَّه يعود!وهو سبحانه يعلم إن كان سيفعل أم لا
يعود.. فيفرح به الرّب أيّما فرح وهو الغني عن كل البشر!
وهو صاحب كل هذا الملكوت.. وهو المُبدع الذي نحاول فهم القليل القليل
من إعجازات صُنعه .. ياااااه .. ما أرحمه ..
طيب! سأخبرك بشيء وَرَدنا عن مُعلمنا، هذا الذي لم ينطق عن الهوى أبدًا ..
قالَ عُمرَ بنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وحشرنا في ذُمرته :
أنه قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ
فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ تَبْتَغِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ،
فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا، وَأَرْضَعَتْهُ! فقالَ لنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« »
قُلْنَا: لَا وَاللَّهِ! وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« » (البخاري 5999)
أيّ بُشرى وأيّ فرحٍ هذا يا عبد الله !
يا لله .. ولرحمته التي وسعت كل شيء ..
يا لله .. الذي إن ظنّ به عبده خيرًا أعطاه ..
وإن ظنّ مثلًا أنهُ سيُعلي شأنه ويُدخله الفردوس الأعلى من الجنّة أدخله ..
ويسّر له السُبل إن صَدَق .. إن تاب عبده توبة نصوح ..
تاب عليه وفرح بتوبته .. قرَّبَه من طاعته وأبعده عن معصيته
لتكون هذه علامة حبه !
نعم يُحب الله .. سيد الأكوان عبده! إن أحسن العمل!
فالله كبير لطيف ليس له ثأر من أحد منا! حاشاه نحن عبيده.
{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان:70]
كُن مع الله ولا تُبالِ.. ابتسم .. للكون إله ..
وكل هذه الدنيا عنده لا تُساوي جناح بعوضة!
ابتسم رُغم أيّ شيء .. وامتطِ حياتك الدُنيا لدارٍ هي خير وأبقى ..
حلِّقْ هُنا في دروب الخير، مع صُحبة خيرٍ، لتصل إلى هُناكَ بإذنه .
كُن مع أهلك وأحبتكَ أكرم وأرحم.. لتنال رحمة المنان، فالرَّاحمونَ يرحمهم الله.
لا بأس .. لا تُعطِ الهَمّ والحُزن والألم فوق حجمه، فيفرح منكَ عدو الله وعدوك.
لا تُشْمِت شياطين الإنس والجنّ بانهزام رُوحك وفُتورها ويأسها .. وضعفها.
ارفع رأسك واعمل بأمل .. فأنت قَبس من روح الله، أنتَ نفخة من روحه،
أنتَ خليفته في أرضه، أتُراه يتركك وحدك إن رفعت يدك إليه!
أتراه يخذلك وهو سُبحانه يستحيي من عبده أن يرفع يده ويسأله فلا يُجيبه!
يا لكرمِهِ ولُطفه.. يدَّخِر لكَ الخير.. وكل شيء عنده بقدر.. مُغلف بفرح كبير.
فقط.. اصبر.. واحرص على رضا سيّدك.
تنال فوق ما تريد بإذنه، صاحب الفضل والكرم.
-------------------------------------
بقلم: أملْ ناجِح
- المصدر: