كيف تدعو إلى الله في مقر عملك؟!

منذ 2015-04-26

هذه بعض الأمور المعينة -بعد الله- على الدعوة إلى الله في العمل.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:

هذه بعض الأمور المعينة -بعد الله- على الدعوة إلى الله في العمل، ونوجز ذكرها في نقاط:

1- حسن الخلق:

فالخلق الحسن دعوة صامتة إلى دين الله عز وجل الذي علمنا وأدبنا «إنَّما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخلاقِ» (صحيح الأدب المفرد: [207]).

2- الإخلاص في العمل والقدوة الحسنة:

حيث أن الإخلاص في العمل والقدوة الحسنة دعوة بحد ذاتها إلى الله تعالى خاصة إذا كانت من مسلم ملتزم بدينه، فهو بذلك يمثل تعاليم دينه ويدعو إليها بطريقة غير مباشرة.

3- الاهتمام بالقاعدة، دون إهمال لمن هم دون ذلك:

والمقصود بالقاعدة أعضاء الإدارة في العمل، وهذا الاهتمام لسببين رئيسين:
أولاهما: كسب الثقة.
وثانيهما: ضمان عدم المواجهة.

4- السعي إلى كسب ثقة ومحبة الآخرين:

فإن هم أحبوك أطاعوك، والسبيل إلى كسب محبتهم يتمثل في طرق عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: العفو عن زلاتهم، إعانتهم في حل مشاكلهم ماديًا أو معنويًا، تقديم العون لهم، إسداء النصيحة لهم، مشاركتهم في السراء والضراء (وكثير من الطرق التي تُذكر هنا فإنها داخلة تحت باب كسب ثقتهم ومحبتهم).

5- موافقة القول للعمل، والعمل للقول:

حتى تكون ذو مصداقية فيما تدعو إليه، فمن خالف عملُهُ قولَه فإن الناس يزهدون في نصحهِ وتعليمهِ {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:٣].

6- توزيع المواد الدعوية مثل: (الأشرطة، الكتيبات، المطويات، النشرات):

إن من الأفضل اختيار هذه المواد حسب حالة الزملاء في العمل ومستوياتهم الثقافية، وتعاهد ذلك أخي الكريم بين كل فترة وأخرى، فإن هذه الأشرطة والكتيبات قد هدى الله بها أقوامًا وأصلح بها آخرين، فكانوا في موازين حسنات أولئك الذين أرشدوهم وأولئك الذين قدموا لهم هذه المواد ليستمعوا إليها ويقرؤونها، والدال على الخير كفاعله.

7- إنشاء اللوحات الحائطية:

وتعلق عليها النشرات المحتوية على: الأحكام الشرعية، الفتاوى الفقهية، الرقائق الإيمانية، الأخبار الإسلامية، المحاضرات الدعوية، الدروس العلمية (ومن الضروري تغيير هذه النشرات بالجديد بين فترة وأخرى).

8- المناقشة والمحاورة الهادفة:

مع الزملاء في المهنة وتبيين وجهة نظر الإسلام الصحيحة -المبنية على فتاوى العلماء الناصحين- في وقائع الحياة المتجددة، فمعظم الناس يقعون في كثير من الحيرة أمام وقائع الحياة المختلفة التي لا يعرفون الحكم الشرعي فيها (مع ملاحظة عدم التعمق في ذلك، حتى لا تأخذ المناقشة منحى مختلف أو يجر إلى تطاول على الدين أو على علماء المسلمين) والنقاش الفردي أولى وأفضل وأسلم.

9- توفير عدد من المجلات التي تدعو إلى الفضيلة والرفعة في الدارين وتعريف الزملاء بها، مع تبديل هذه المجلات بعد فترة وأخرى، ومن هذه المجلات على سبيل المثال:

مجلة (الدعوة - الأسرة - البيان - الشقائق - جودي - المجتمع - الإصلاح - الأصالة - التوحيد - مجلة البحوث الإسلامية.. وغيرها) مع الابتعاد قدر الإمكان عن المجلات التي فيها انتقاد لبعض الشخصيات أو الدول كي لا يتسبب ذلك مضايقة تذكر والحكمة مطلوبة في مثل هذه المَوَاطن.

10- النصيحة الشخصية الفردية:

والحذر كل الحذر أن تكون هذه النصيحة أمام الملأ وكما يقول الشافعي رحمه الله:

تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي *** وجنِّبني النصيحةَ في الجماعةْ
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ *** من التوبيخِ لا أرضى استماعه

وكما أن النصيحة إلى فعل معروف أوترك منكر مطلوبة فكذلك النصيحة في مجال العمل مطلوبة أيضًا.

11- الابتسامة:

فإنها تفتح مغاليق القلوب، «تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ» (صحيح ابن حبان: [529]).

12- المشاركة في الأفراح والأتراح:

فشعور الزملاء في العمل بأنك جزء منهم تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم يجعلهم يتقبلون منك ويستمعون إليك، ومن ذلك: تهنئتهم في الأعياد والأفراح - مواساتهم في المصائب والأحزان - زيارة مريضهم - إعانتهم على حلول مشاكلهم - السؤال عن أحوالهم.

13- الزيارة الفردية:

لمن يتوسم فيه الخير لمحاولة جذبه وهدايته للحق وتعهّده بتلك الزيارة، مع مراعاة قبوله لها، وعدم الإثقال عليه، واختيار الأوقات المناسبة لذلك.

14- تقديم الهدية:

تألفًا لقلبه، ولا يشترط أن تكون هذه الهدية شريطًا أو كتابًا، وفي الحديث: «تَهادُوا تَحابُّوا» (صحيح الأدب المفرد: [462]).

15- إلقاء الموعظة في مكان العمل:

حسب الإمكان، واختيار الوقت المناسب لها كعقب الصلوات مثلًا.

16- إقامة الرحلات خارج نطاق العمل:

شريطةَ إعداد البرامج الدعوية لهذه الرحلات مثل: استضافة عالم أو داعية - إلقاء موعظة - إعداد مسابقات ثقافية مدروسة - إحضار الأشرطة أو الكتيبات أو المطويات.. وغيرها.

17- الزيارة الجماعية:

دعوة مجموعة من زملاء العمل لزيارة عالم أو داعية.

18- إقامة مسابقات دورية:

أسبوعية أو شهرية ورصد جوائز تشجيعية لذلك ، مع ملاحظة حسن اختيار الأسئلة المطروحة التي يفترض أن تسهم في البحث والقراءة والاستماع للأشرطة، مما يعود نفعه على المشارك في المسابقة.

19- الفرص الذهبية واستغلالها:

في التذكير المباشر أو عن طريق الأشرطة والكتيبات وهذه الفرص والمواقف مثل موت قريب لأحد زملاء العمل أو مصيبة حلت عليه أو ضائقة ألمّت به وهذه طريقة مجربة نافعة جدًا.

أخي المسلم تعاهد ما زرعت بالري والسقيا

وأخيرًا: احتسب الأجر عند الله فيما تنفقه من مال أو جهد بدني واعلم أولًا وآخرًا أنك مطالبٌ بالعمل لا بالنتائج ثم اعلم {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [القصص من الآية:56].

المصدر: موقع هاجس

عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

مدير فرع لجنة العفو واصلاح ذات البين - بجدة .

  • 1
  • 0
  • 1,901

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً