بدع شهر رجب
الأول: أن تكون خالصة لله - عز وجل -؛لقوله - تعالى -: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} الكهف، وضد الإخلاص: الشرك.
- التصنيفات: ملفات شهر رجب والإسراء والمعراج -
تقرر في الشريعة المطهرة أن العبادة لا تكون مقبولة إلا إذا توافر فيها شرطان رئيسان:
الأول: أن تكون خالصة لله - عز وجل -؛لقوله - تعالى -: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} الكهف، وضد الإخلاص: الشرك.
الثاني: أن تكون موافقة للسنة لقول النبي- صلى الله علية وسلم-: « » (رواه مسلم. وضد السنة والاتباع: البدعة والابتداع).
*وبناء على ما سبق فانه يتحصل لدينا قاعدة شرعية مهمة جدا وهي:
أنه لا يجوز تخصيص زمان أو مكان بعبادة معينة، أو اعتقاد أن له فضيلة على غيره إلا بدليل من كتاب أو سنة، ومن خصص بغير دليل فقد ابتدع في الدين ما لم يأذن به الله.
*وانطلاقا من هذه القاعدة نطرح سؤال فنقول:
هل ورد في القرآن أو ثبت في السنة دليل على فضل شهر رجب، وتخصيصه بعبادة معينة: من صلاة، أو صيام، أو اعتمار، أو احتفال بليلة منه على أنها ليلة الإسراء والمعراج.. هل ورد شيء من ذلك، أم هو مما أحدثه الناس في دين الله؟
*أما الصلاة والصيام:
فقد نص العلماء المحققون على أنه لم يثبت شيء من تلك الخصوصيات التي يعتقدها بعض الناس في شهر رجب من صلاة وصيام بل هي أمور حادثة.. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((ولم يثبت عن النبي(صلى الله علية وسلم)في رجب حديث... بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النبي- صلى الله علية وسلم - كلها كذب)) الاقتضاء ص301
وقال الحافظ ابن حجر: ((لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة))تبيين العجب ص23.
*تنبيه:
أما من صام شيئا من رجب لأحاديث أخرى كصيام أيام البيض، أويومي الاثنين والخميس، أوصيام يوم وافطار يوم دون تخصيص لهذا الشهر بذلك، فلا بأس، والله أعلم.
*الاعتمار:
وأما العمرة في شهر رجب فلم يفعلها النبي (ص)ولم يثبت أنه رغب فيها، عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: ((وما اعتمر تعني رسول الله(صلى الله علية وسلم) في رجب قط)) رواه البخاري ومسلم، وانما كانت جميع عمره - عليه الصلاة والسلام - في شهر ذي القعدة، والله أعلم.
*ليلة الإسراء والمعراج:
شاع عند كثير من الناس أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وهذا باطل لايقوم على دليل صحيح من كتاب ولا من سنة، ولا أثر عن السلف الصالح.
ثم على فرض ثبوت ذلك فانه لا يشرع للمسلمين إحياؤها بعبادة خاصة، أو الاحتفال بها والاجتماع لها، لعدم الدليل على ذلك... مع القطع بأن الإسراء والمعراج كانا من أعظم فضائل نبينا (صلى الله علية وسلم)، ولكن حسب المؤمن الاتباع وكفى.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله -: ((ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به، ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر)).