كخادم لسيده {كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ}
ريهام فوزي
حكاية رائعة تهدف إلى دفع كل مسلم ليقوم بواجبه فيما استخلفه الله، وألا يكون عالة على الإسلام أينما يذهب لا يأتي بخير..
- التصنيفات: تربية الأبناء في الإسلام -
كان ولسه بيكون.. ولا يحلى الكلام إلا بذكر رب الكون، والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.
كان فيه راجل فقير في رحلة البحث عن الكنز المأمول، تاه في صحرا وضاع منه كل شيء..
غلبه اليأس تحت نار الشمس، والجري ورا السراب في كل إتجاه ومفيش أمل في النجاة..
ومن شدة الجوع والعطش خلاص أوشك على الموت..
فحفر لنفسه حفرة عشان يدفن نفسه فيها! وفجأة شاف حصان وعليه فارس جاي من بعييييد! سراب ده ولا حقيقة؟
يا ألطاف الله! ده فعلاً حقيقة! جه الفارس وأنقذه من الموت والعطش والجوع، وخده معاه للمدينة وأشرف على علاجه من ضربة الشمس بنفسه، بعد ما الراجل فاق من الغيبوبة وشاف الفارس الكريم وفضله عليه، قاله أنا هفضل أخدمك طووول عمري.. اقبلني خادم لك.
الفارس الكريم وافق على رعاية الرجل الفقير وقاله هعلمك الزراعة وفن العمارة وفنون القتال؛ عشان تزرع وتبني وتدافع عن المدينة وتحارب لفاسدين والأشرار..
بس الرجل الفقير كان من شدة الفقر والمرض ضعيف وهزيل! فجابله أدوية وطعام وأوصاه بالالتزام بمواعيد الأدوية عشان يخف، والحرص على التغذية السليمة عشان يكون قوي ويقدر على الوفاء بوعده بالعمل وخدمة الفارس الكريم، لكن الخادم الفقير كان مهمل وكسلان! يشتكي من المرض ومش عايز ياخد الدواء! يشتكي من الضعف ومش عايز يتغذى!
يرجع الفارس يوصيه بالالتزام بالدواء والغذاء؛ عشان يخف ويقوى ويبدأ يشتغل..
لكن الخادم كان مش بيلتزم بالوصية! ياخد الدوا شوية ويقطع، ما يلحقش يخف..
يتغذى شوية ويبطل ما يلحقش يقوى! لساه مريض وضعيف وهزيل..
كل ده ولسه ما اتعلمش الزراعة ولا العمارة ولا فنون القتال!
امتى يا خادم توفي بوعدك؟
يا (خادم الإسلام) إنما العبادات حصون؛ دواءٌ فيه شفاءٍ وغذاءٍ لتبدأ يا خليفة في عمارة الأرض بإذن الله! كل ده تحت الصفر ولسه ما بدأناش!