ما هو أخـطر من الشيعـة أيها الشيخ القرضـاوي!

منذ 2008-10-14

إنه أيها الشيخ القرضاوي ، مشروع يتجهَّـم لكلِّ حضارتنا ، ويتهم كلِّ تاريخنا ، ويهدم كلَّ رموزنا ، ويهوي بكلِّ مقدساتـنا ، وعلى رأسها القرآن ، معجزة الإسلام الخالدة ....


مشكلة هذه الملـَّة التي جمعت أخطر العقائـد ، والتي تنتسب إلى التشيّع ، أنها لـم تنتبه إلى أنَّ زمانـاً تحكمـه العولمة ، وتنطلي فيه خدعة (التقيَّة) ، قد غـدا أمـراً مستحيلا !

فلـم يعـد يمكن إخفاء شيء من حقيقة الملـّة السبئيِّة في عصر ثورة المعلومات ، ولم يعـد بالإمكـان استعمال (التقيّة) ، وقد أصبحت المعلومة في متناول يد كـلّ مـن يطلبـها في أسرع مـن لمـح البصــر.

ولهذا ..فلو كان الذين ردُّوا على الشيخ القرضاوي أذكياء ، لعلموا أنه خيـرٌ لهم أن يستغلوا الضجّة الإعلاميّة بسبب تصريحاتـه المفاجئة ضدَّهـم ، ليعلـنوا حقيقة دينهم ـ ونقول هذا لأننا نعلم أن أعظـم وسيلة لسقوط أي مذهـب باطني هو إظهـاره على المـلأ فحـسب ، ولهذا السبب كانت التقيّة هي أهـم سمات الملّة السبئيّة ـ ليتمكَّنـوا بذلك من التبشيـر به على أوسع نطاق .

لو كانوا أذكـياء بدرجة كافية ، لفعلـوا هذا !

ذلك أن تباكي (فضل الله) ، و(تسخيري) ، وغيرهـما على خطر الصهيونية ، والماسونية ، لم يعـد يجـدي نفعــا ، بعد أنْ بـدا لكلِّ المسلمـين أنهـم هم كانوا مطايا الاحتلال الصهيوصليبي للعراق ، ومن قبلـه أفغانسـتان .

ولم يمـتلىء العراق بالصهاينـة من شماله إلى جنوبه ، ومن شرقه إلى غربه ـ كما صرح بذلك أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق ـ ولم تعـث فيه الصهاينة فساداً ، إلاَّ تحـت ظلال دويلتهم الطائفية البغيضة في العراق ، وبدعم مراجعهـم الدينيـة !

كما أنَّ ذرف الدموع على الوحدة الإسلامية ، لم يعـد ينفُـقُ على المسلمين ، وقـد شهد العالم الإسـلامي ، ما تبذله الحكومات الخمينية المتعاقبة من جهود شيطانيّة لبث الفرقة ، داخل الشعب الإيراني الماجد ، وزرع الفتـنة في المجتمـعات الإسـلامية .

وإذا كان هؤلاء الذين عُرفوا بإشعال نار الفتـنة عبر التاريخ ، بدءاً من إغتيـال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنـه ، مروراً بافتـعال الفتن في القرون الإسلامـية الأولى ، وما بعـدها ، إلـى التآمر مع التتار على الخلافة في خيانـة ابن العلقمي ، ثـم مؤامرات الدولة العبيدية في مصر ، والصفوية في إيران ، وانتهاءً بالفتنة الخمينية ، وما فعلته إلى اليـوم .

إذا كان هؤلاء يظنـُّون أنَّ أسـلوب الهجوم على من يفضح مخططهم ، ويبصِّـر المسلمين بخطورة مشروعهم ، وإتهامه بإثارة الفـتنـة الطائفية ، وخدمة الصهيونية ، أنَّ هذا الأسلوب سينفعهـم ، ويغطّـي على مؤامرتهم الخفية ، والمعلنـة ، على أساس أن خيـر وسيلة للدفاع هو الهجـوم !

إن كانوا يظنون هذا ، فهم واهمـون أشد الوهـم ، بل غارقـون في الغفلـة.

فلقـد تغيرت المعادلـة الآن ، وبـرح الخـفاء ، وبان الصبح لذي عينين ، وأصبـح المشروع الصفوي واضح المعالم ، مكشوف الأهداف ، مفـضوح المقاصـد.

ولا أدلَّ على ذلك من أنَّ دعاة التقريـب من الذين كانـوا مخدوعين بهذه الطائفـة ، وكنا نحاول جهدنا إقناعهم بأنـِّكم تخلطـون خلطـا عجيـبا ، لايليق بأهل العـلم ، بين التشيُّع الذي ضلَّ في الموقف من الصحابة والإمامة فحسـب ، فهـم فـرقة من الأمـّة ، وإن ضـلَّت وابتدعت .

وبين هذه الملـَّة التي جمعـت بين العقائد الباطنية ، والأهداف السياسية الشعوبية التي تتناقض مع كلَّ أهداف الأمة ، ورسالتها الحضاريـة.

وكنا نقول لهــم ، وهم ـ عجبا لهم ـ لايعقلون عنـَّا ما نقـول : كيف تخلطون بين من يحمـل هذه العقيدة التي هـي الخليط من الوثنية ، والباطنية ، والزندقـة ، الذين يكفـِّرون كلَّ من لايعتقد بتسلسل الإمامة في ذرية محدَّدة من أهل البيت الكرام ، فيكفِّرون عامة الأمة الإسلامية ، ويستحلون دماءها ، ويعتقدون ردَّة عامة الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وعلى رأسهم الخلفاء الثلاثة ، ويرمونهم بالخيانة العظمى ، ويقذفون بيت النبوَّة بأعظم الفرى ، ويؤمنون بتحريف القرآن ، ويرفضون كل ما روته الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فيلغـون بذلك عامة السنة النبوية ، ويـعتقـدون أنَّ توجيه التعبُّدات لأرواح الموتى من دين الإسلام ! وأنَّ الحج لكربلاء أفضل من حج بيت الله بسبعين مرة ، وأنَّ تربتها أفضل من الكعبة !ويبنـون عامـّة دينهم على روايات الخرافة ، المنقطعـة إلاَّ عن نقل المجاهيل ، والكذَّابين ، والوضَّاعيـن !

كنا نقـول لهم ، كيف يا علماء ! تخلطون بين هذا الخليط العجيـب ، وبين التشيُّع المذكور في كتب الفرق الإسلامية !

لا أدلّ على تغيـُّر المعادلـة ، من أنَّ دعاة التقريـب هؤلاء ، الآن فقـد وعـوْا عنـّا ما كنّا نقولـه .

وليـت شعري ، إنها لصحـوة متأخـِّرة جداً ، وقـد كنا قبـلُ نصيح بهـم ، ليعلنوا موقفا واضحـاً ، إذ كانـت سيوف الغدر الصفوية الطائفية ، تكشف برقعها عن وجهها القبيح ، وهـي تفـتك في أهل السنة في العراق ، وتحرق مساجدهـم ، وتهجرهـم من مناطقهـم ، بعد أن تعاونـت مع المحـتل ، على العراق ، و أهله .

فلم نكـن نلمـس موقـفا واضحـاً ، ولا نسـمع صوت الحـقِّ عاليـاً !

وكنا نتمثل :

حسبك حسرة لك من صديق ** رأيت زمامـه بيديْ عـدوِّ

كما كان أهل السنة في إيران ، وغيرهم من المضطهدين ، من الشعب الإيراني المظلوم ، تحت النظام الخميني ، يستصرخون ضمائر هؤلاء العلماء ، فكان الصمـت جوابهم ، اللهم إلاَّ من بعض العلماء الذين لم يُخدعـوا يوما بخدعة التقريب ، ولا خفيت عليهم حقيقة هذا المشروع الصفوي .

وعلى أيّـة حال ، فالحمد لله الذي أبـان الحقيقة ، وتجلت عن البصائر الغشاوة ، والواجـب اليوم ، وبعد اليـوم ، أن توضـع الأمـور في نصابهـا ، وتـردّ القضايا إلى صوابهــا.

وذلكـم بمواجهـة هذا التحدي الخطيـر لأمتـنا ، بجـدِّ ، وحزم .

فلتُحشـد كلِّ الطاقـات ، للتصدّي لهذا المشـروع الصفوي ، وإفشـاله ، ورد على أعقابه ، وإبطالــه .

فإنـُّه أيها الشيخ الجليل القرضاي ، ويا دعاة التقريـب ، مشروع أخطـر بكثير من التشـيّع ، وإنَّ خطـره لعلى الملَّة والديـن ، قبل أن يكون على الكيانات السياسية التي صحت متأخـرة ، فأذنت بالتصدي له !

وإنَّ ذلك التهاون معه الذي استمـر زمانـا، وإتهام من كان يكشف حقيقته بالغلوِّ ، والدعوة إلى عدِّ الخلاف معه كالخلاف بين المذاهب الإسلامية ، إن ذلك كله هو من أعظـم أسباب استفحال خطره اليوم .

إنه أيها الشيخ القرضاوي ، مشروع يتجهَّـم لكلِّ حضارتنا ، ويتهم كلِّ تاريخنا ، ويهدم كلَّ رموزنا ، ويهوي بكلِّ مقدساتـنا ، وعلى رأسها القرآن ، معجزة الإسلام الخالدة .

إنـَّه يحلـم بأن يمسـح كلِّ الذاكرة الإسلامية ، ويقوِّض كلَّ آثارها ، ليبنـي الملة السبئية على أنقـاض الحضارة الإسلامية .

وما هذه الجيوب السياسية المزروعة من النظام الإيراني ، التي تنتشر في دول الخليج ، والشام ، ومصـر ، والمغرب العربي ، وإفريقيا ، إلاَّ بـؤر الفتـنة القادمة ، التي إن تُركـت لتبيض ، وتفرِّخ في أعشاشها ، وتبثُّ حياتهـا ، فستتـولد منها نـارٌ تحـرق كلَّ شيء.

فاصحـوا من سباتـكم أيها النائمون ، واستيقظوا أيها الغافلـون ، وانتبهـوا قبـل أن يسـبق السيف العـذل .

وأما أنتم أيها الكائدون لهذه الأمـة ، الذين عبث إبليس بعقولكـم ، فمنَّاكـم الأمانيَّ الباطـلة :

إذا كان حلمُ المرء يُغري عدوَّه ** عليه ، فإنَّ السيف أجدى وأنفعُ
ففي الظلم داءٌ ، والسيوفُ شفاؤُه **يزول بها الداءُ الخبيثُ المجمَّعُ

المصدر: موقع الشيخ حامد العلي

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 10
  • 3
  • 12,739
  • حسن

      منذ
    [[أعجبني:]] تناولكم لجميع الموضوعات من الايجابيات العظيمة التي الاحظها في موقعكم حتى وان وصل الامر الى النقد الشديد لاي طرف كيفما كان او سيكون مثلا تطرقكم للشيعة ولخطرهم الداهم رغم معرفتنا ان اهل السنة هم الاقوى فانتم لم تراعو اوهام البعض من اهل السنة في موضوع التقريب بين المداهب وقمتم بنشر هدا المقال [[لم يعجبني:]] تعليقات الزوار التي تكتفي بكتابة الاسم ومكان الاقامة ولا يضيفوا شيئل اخر هدا لا يغني الموضوع
  • ابو رعد

      منذ
    لم يعجبني: ولم يمـتلىء العراق بالصهاينـة من شماله إلى جنوبه ، ومن شرقه إلى غربه ـ كما صرح بذلك أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق ـ ولم تعـث فيه الصهاينة فساداً ، إلاَّ تحـت ظلال دويلتهم الطائفية البغيضة في العراق ، وبدعم مراجعهـم الدينيـة ! هذا الكلام غير صحيح حيث أن من ساعد الامريكان في احتلال العراق هم حكام الخليج (واذا قلتم فاعدلوا)
  • السيد الشحات

      منذ
    [[أعجبني:]] طريقة البسط فيه جيدة [[لم يعجبني:]] قلة المعلومات فيه حيث يوجد بعض الاشياء التي تريد ايضاح ومزيد بيان لان ليس كل القراء يعرفون شيئاً عن الشيعة واذا كانوا يعرفون فهل كلهم يعرفون عن المشروع الصفوي
  • محمد سعيد

      منذ
    [[أعجبني:]] كل يوم يثبت هذا الموقع المبارك ان به كتاب رائعين وعلى درجة عالية من الثقافة و دراية بالاحداث الدائرة مما يساهم فى تثقيفنا و جعلنا نرى الاحداث من وجهة النظر الاسلامية
  • محمد عباسي

      منذ
    [[أعجبني:]] كنا قديما نجد صعوبة في اقناع اخواننا من التيارات والجماعات الاسلامية بخطر هؤلاء القوم وما يخططون له من كيدضد اهل الاسلام اما بعد الموقف الشجاع من الشيخ القرضاوي فقد افاق الكثير منهم وعلموا ان الخطب جلل والامر جد خطير ؟؟؟
  • Mohamed Gassar

      منذ
    [[أعجبني:]] تناوله للموضوع، وتوضيح أمر هؤلاء الفئة الضالة المضلة. وكذلك مخاطبة علماء التقريب من أمتنا، ونصحهم بتوضيح خطر هذا الأمر العظيم وأتمنى أن تنشر المقالات أكثر وأكثر في هذا الموضوع، كما أتمنى عقد المؤتمرات لتوضيح هذا الخطر العظيم على الدين الاسلامي وأهله. كما أتمنى توضيح ذلك لكل المسلمين عن طريق المراكز الاسلامية على مستوى العالم، لان هذا الموضوع لا يسكت عنه، فهذه الفئة الضالة لا يعرف بخطرها الكثير من المسلمين، وكذلك نشرها بالوسائل الدعوية وأنتم تعرفونها أكثر منا.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً