إحياء - (305) سُنَّة عدم التناجي
من أروع الآداب الإسلامية نهي الرسولِ صلى الله عليه وسلم للمسلمين عن الانفراد سرًّا بين اثنين للحديث، وذلك في حضرة زميل ثالث، وهو ما يُعْرَف بالتناجي..
من أروع الآداب الإسلامية نهي الرسولِ صلى الله عليه وسلم للمسلمين عن الانفراد سرًّا بين اثنين للحديث، وذلك في حضرة زميل ثالث، وهو ما يُعْرَف بالتناجي؛ لأن الثالث سيعتبر نفسه دخيلًا على اللقاء، وقد يرى نفسه غيرَ أهلٍ لمعرفة أسرار أصدقائه، وقد يُحْرَج أمام الناس لكونه منعزلًا عن أصحابه، وقد يوغِر كلُّ ذلك صدرَه فيكره صديقيه، وهذه كلها آفات متوقَّعة من مثل هذا العمل؛ لذلك جاءت السُّنَّة النبوية بالنهي عن ذلك التناجي؛ فقد روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: « ».
وفي لفظ الترمذي -وقال الألباني: صحيح-: « ». وقَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِهِ: « ». وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: « ».
فهذه سُنَّة نبوية جميلة تحفظ العلاقات بين الناس، وعليه فإن أراد أحد الثلاثة أن يُخْبِر أحد صديقيه بسِرٍّ فلينتظر حتى يأتي زملاء جدد فيجتمعوا معهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «
». ولو أن يكونوا أربعة فقط، فيُحادِث صاحبُ السِّرِّ زميلَه الذي أراد، ويتحدَّث الثالثُ مع الرابع، وقد روى أبو داود عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « ». قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: فَأَرْبَعَةٌ؟ قَالَ: « ».فهذا هو الحدُّ الأدنى لجواز التناجي بين اثنين، وهي سُنَّة تُعِين على نشر روح المحبة والإخاء بين المسلمين.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
- التصنيف:
- المصدر: