العالم بالله تعالى

منذ 2015-04-30

العالِم الحق هو من يجمع بينهما، فتقر في قلبه خشية الله تعالى، ويعلم أحكامه وما يرضيه وما يسخطه، والخشية التي في قلبه تمنعه من استعمال الأدلة خادمة لشهوات الناس، بل يقيم بها الدنيا والخلق على مقتضى منهجه تعالى.

العالم بالله تعالى: هو العالم بأسمائه وصفاته وترسخ في قلبه خشيته.
قال رجل للشعبي: "أفتني أيها العالِم".
فقال: "إنما العالم من يخشى الله".

وقال بعض الصحابة: "إنما العلم خشية الله".
وقيل: "كفى بالمرء علمًا أن يخشى الله تعالى"، فهذا هو المقصود.

وأما العالم بأمره تعالى فهو العالم بأحكامه من الحلال والحرام.
لكن لما كان هناك إمكان للانفصال بين العلم بالأحكام وبين العلم بالله تعالى من حيث خشيته وإجلاله وتعظيمه، فرّق بينهم؛ فهناك من يعلم الأحكام ولم تقرّ في قلبه خشية الله تعالى، فهذا هو الذي يبيع دينه على الموائد، ويلوي الأدلة ويسخرها لتخدم شهوات الكلاب، خائفًا أو راجيًا، فلذلك حذّر العلماء منه.

كما أن هناك من يتعبد لله تعالى ويخشاه ويُفتح عليه من باب معرفته ومعرفة أسمائه تعالى، ومعرفة آثار صنعه لكن يجهل الأحكام، وهذا قد يَسلم، وقد يُخشى منه أن يفسد بجهله بالأحكام أمورًا كبيرة، قال عمر بن عبد العزيز: "من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح".

ولذا فالعالِم الحق هو من يجمع بينهما، فتقر في قلبه خشية الله تعالى، ويعلم أحكامه وما يرضيه وما يسخطه، والخشية التي في قلبه تمنعه من استعمال الأدلة خادمة لشهوات الناس، بل يقيم بها الدنيا والخلق على مقتضى منهجه تعالى.

والله تعالى أعلم وأحكم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 0
  • 0
  • 1,573

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً