إليك أنت
أخبرنا هذا الذي لم ينطق عن الهَوَى أبدًا، صلّى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزُور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» (صحيح البخاري[1903])!
- التصنيفات: تزكية النفس -
أخبرنا هذا الذي لم ينطق عن الهَوَى أبدًا، صلّى الله عليه وسلم: « » (صحيح البخاري[1903])
لحظة!
أعد قراءة كلماته مُجددًا!
كالعادة.. نصُوم من الفَجر.. حتّى المغرب
وغير مُباح في هذه الفترة أشياء هي في أصلها حلال، غير مُحرمة!
كطعام/ وشراب/ وغيره ..
لحظة!
اختبارك الأقوى يبدأ من هُنا لو تدري! من بعد [المغرب] حتى [الفجر]
نعم! لم أُخطىء وتتبدل الكلمات.. الآن يبدأ صيامك الحقيقيّ.. ومن هنا تأخذ علامتك اليومية!
وكأنه يقول لك.. ها هو الامتحان - بعد التدريب - قد بدأ.. أتُراك تُفلح.. أم لم تستوعب بعد!
في نهار رمضان حرّم عليك الحلال نفسه (ومن البديهيّ أنهُ يقول لك، ارتدع عن الحرام أيضًا)
وفي ليل رمضان يقول لك.. ها هو الاختبار قد بدأ.. هل ستُكمل صومك الحقيقيّ..
أم أنّك كنت تدخر ذنوبك لتُنفقها بعد الإفطار!
في وضح النهار تَنْفُس غضبك في وجه أحدهم، وتنظر له بعيون حمراء..
وتخرج هذه الكلمات من تحت أسنانك: "أنا صائم الآن، لن أضيّع صيامي عليك" !!
في الصباح، تضحكين، ثم تُخبرين صديقتك بقرارك في تأجيل الكلام وأكل لحم فُلانة بعد الإفطار،
لأنهُ ليس من المعقول أن تُمارسوا الغيبة في نهار رمضان!
بالله .. أيّ مخبول هذا الذي أفهمكم أنها حلال في ليله!!؟
ومن هذا الكثير الكثير... وكل واحد فينا يعلم كَبواته وذنوبه
هذه التي قد يُخفيها عن كُل الخلق.. لكنه لشقائه غفل أو تغافل أنّ ربّ الخلق يسمع ويَرى
ولا يخفى عنهُ مثقال ذرّة لا في الأرضِ ولا في السّماء..
غفل أو تغافل أنّ الله أعدّ جنّة عرضها السماواتِ والأرض تنتظر من كان تقيًّا.
غفل أو تغافل أنهُ في الدنيا كعابر سبيل ..
وكُلّما مضى يومه مضى جزء من عُمره.
وسيأتي يوم لا ريب فيه، يقف وحده أمام ربّه ليُسأل فيما أنفقه..
وليس ثمّة مجال للتبرير هُناك!
يوميًا تواجه نفس الاختبار.
يوميًا يضعك أمام نفسك لتكون أنت.. بلا أيّ رتوش.
يوميًا يعطيك الاختبار نفسه .. فقط حتّى تعي..
ولتكون صادقًا
رمضان ينفد يا صديقي، ورب رمضان باق!
يعلم ما تُخفي الصدور، فكن ربّانيًّا.
أيامًا معدودات .. إليك أنت ..
لتكون هادئًا مُطمئنًا في كَنفهِ.. رضيًّا .. حييًا .. قويًّا.
إن أفلحت في اجتيازها.. واستوعبت معناها ..
وشيء من حكمته العظيمة فيها ..
ثق أنّك بإذن الله ستُفلح في الاختبار السنوي..
رمضان ليس من أجل رمضان وحده يا صديقي..
رمضان من أجل بقيّة السنة.. وبقيّة العُمر..
فقط .. زِحْ هذا الغشاء عن قلبك، ودعهُ يُبصر.. دعهُ يُولد من جديد.