(2)

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على نبينا المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، وبعد:

هذه تحف مجموعة من كتاب أو محاضرة أو موسوعة؛ مما قيل فيها: "قال بعض السلف"، عبارة عن درر وفوائد، حكم وفرائد، فيها العظة والعبر، يحتاج لها المسلم في جميع الأوقات، سيما في عصرنا الذي طغت عليه الماديات، وعمت فيه الفتن المدلهمات، وانتشرت الشبهات والشهوات، نسأل الله أن يجعلنا من أهل الزهد والورع والاستقامة والثبات.

قال بعض السلف:
1- والله ما حفظت قيام الليل إلا وجدت أثر ذلك في علمي وعملي في يومي ونهاري.
2- العلم خزائن، والسؤالات مفاتيحها.
3- ليتق أحدكم أن يقول لما لا يعلم ولا ورد الوحي المبين بتحليله وتحريمه: أحله الله وحرمه، لمجرد التقليد أو بالتأويل.

4- كفى بخشية الله علمًا، والاغترار بالله جهلًا.
5- قليل التواضع يكفي من كثير العمل، وقليل الورع يكفي من كثير العلم.
6- ما من عالم يحدث قومًا بعلم لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة عليهم.

7- من تكبر بعلمه وترفع وضعه الله به، ومن تواضع بعلمه رفعه به.
8- إنما يحمل العبد على الزهد في العلم، قلة انتفاعه بما علم.
9- عليكم بالعلم قبل أن يذهب؛ فإنّ ذهاب العلم موت أهلِه.
10- من قل علمه كثر إنكاره.

11- المتواضع في طلاّب العلم أكثرهم علمًا، كما أنّ المكان المنخفض أكثر البقاع ماءً.
12- كن عالمًا أو متعلمًا أو متبعًا أو محبًا، ولا تكن الخامس فتهلك.
13- من طلب العلم وحده خرج وحده.
14- تجارة النيات تجارة العلماء.

15- إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي؛ لأن الله تعالى يقول: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت43].

16- العالمُ لا يحزن.
17- الناس على أربعة أحوال: رجل يدري ويدري أنه يدري فهذا عالم فاتبعوه؛ ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فهذا نائم فأيقظوه؛ ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا مسترشد فأرشدوه؛ ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهذا ضال فارفضوه.

18- إن العالم إذا لم يرد بموعظة وجه الله زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا.
19- يوصي ابنه: "إياك أن تعرض عن العالِم، فإنك إن أعرضت كان الضرر عليك ولم تضر العالِم شيئًا".
20- إن الناس كلهم هلكى؛ إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى؛ إلا العاملون، والعاملون كلهم هلكى؛ إلا المخلصون، والمخلصون على خطرٍ عظيم!

21- إذا جالست العالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول.
22- مَنْ عمِلَ في السرِّ عملًا يستحيي منهُ إذا ظَهَرَ عليه، فليسَ لنفسِهِ عندَهُ قدر.
23- الدنيا متاع متروك يوشك أن يضمحل ويزول، فخذوا من هذا المتاع واعملوا فيه بطاعة الله ما استطعتم.
24- من لم يكن معه ثلاث لم ينفعه عمله: إيمان ثابت، ونية صادقة، وعمل مصيب.

25- العمل على المخافة قد يغيره الرجاء، والعمل على المحبة لا يدخله الفتور.
26- أعمال البر يعملها البار والفاجر، والمعاصي لا يتركها إلا صديق.
27- كثير من يتكلم بالتقوى، وقليل من يعمل بها.
28- كم من عمل يسير عظمته النية.

29- التقوى: أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله.

30- إن العبد ليعمل الذنب فيدخل به الجنة، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار، قالوا: "وكيف ذلك"، قال: "يعمل الخطيئة فلا تزال نصب عينيه، كلما ذكرها بكى وندم وتاب واستغفر وتضرع وأناب إلى الله، وذل له وانكسر وعمل لها أعمالًا، فتكون سبب الرحمة في حقه، ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يمن بها ويراها، ويعتد بها على ربه وعلى الخلق، ويتكبر بها ويتعجب من الناس كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه آثارها فتدخله النار.

31- جعل الله لكل عمل جزاء من جنسه، وجعل جزاء التوكل عَلَيْهِ نفس كفايته لعبده.

32- من طال أمله ساء عمله.
33- إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهموم.
34- نزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملًا.
35- العمل لأجل الناس شرك، وترك العمل لأجل الناس رياء، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.

36- الإخلاص استواء العمل في السر والعلن.
37- والله ما عرضت نفسي وقولي وعملي على كتاب الله، إلا اتهمتها بالنفاق.
38- الحسد داء منصف، يعمل في الحاسد أكثر مما يعمل في المحسود.

39- من عد كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه.
40- أفضل الأشياء ثلاث؛ عمل في سنة ودرهم حلال وصلاة في جماعة.
41- من عمل للآخرة أحرزها والدنيا، ومن آثر الدنيا حرمها والآخرة.
42- يكون في آخر الزمان قوم يغلق عليهم باب العمل، ويفتح لهم باب الجدل.
43- دُخُولُك إلَى الْمُلُوكِ يَدْعُوك إلَى ثَلَاثٍ: (إيثَارُك رِضَاهُمْ، وَتَعْظِيمُك دُنْيَاهُمْ، وَتَزْكِيَتُك عَمَلَهُمْ) فَإِنْ فَعَلْت هَؤُلَاءِ فَقَدْ هَلَكَتْ مِنْ الْإِحْيَاءِ.

44- لقد رأيت ثلاثمائة من أصحاب بدر ما فيهم أحد إلا وهو يحب أن يكفيه صاحبه الفتيا.
45- من كان شيخه كتابه، كان خطأه أكثر من صوابه.
46- من اشتغل بغير المهم، أضرَّ بالمهم.

47- لا أدري من أي النعمتين أفرح نعمة الإسلام أم نعمت السنة!
48- لو يلاحظ أحدكم دينه كما يلاحظ شسع نعله إذا انقطع لسلم له دينه.
49- من عمّر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، لم تخطئ له فراسة.
50- إنما الدين الآثار.