النهي عن الغضب
النهي عن الغضب؛ لأن عواقبه كثيرة. فقد يفرق بين الزوجين، ويفرق بين الأب وابنه.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه أَنْ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "أَوْصِنِي. قَالَ: «
»". (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [رقم: 6116]).
لغة الحديث الشريف:
أن رجلًا: قيل بأن هذا الرجل هو أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه وأرضاه وقيل غيره.
لا تغضب: أي: لا تتعرض لأسباب الغضب وأيضًا إن تعرضت لأسباب الغضب فأمسك نفسك.
فوائد مستنبطة من الحديث الشريف:
[1]- حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على طلب ما ينفع (أوصني).
[2]- حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه للسائل حيث خاطب السائل بما يناسب حاله.
لأن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم تختلف من شخص لآخر؛ قال أهل العلم: اختلاف إجابات النبي صلى الله عليه وسلم تبعًا لاختلاف السائلين.
ولذلك جاءت أحاديث كثيرة كل واحد يقول: يا رسول الله دلني على أفضل الأعمال. فيجيب هذا بجواب وهذا بجواب وكل هذا يقول أهل العلم: هذا فيه بيان أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يراعي أحوال السائلين.
وهكذا يجب على المربي والأب مع أبنائه والمعلم مع طلابه فإنه يرشد كل واحد بما يناسبه.
[3]- النهي عن الغضب؛ لأن عواقبه كثيرة. فقد يفرق بين الزوجين، ويفرق بين الأب وابنه، وأهم علاج له:
• ترويض النفس دائمًا عند الغضب بمعنى استشعار عاقبة الغضب واستشعار أن كظم الغضب من الأشياء الفضيلة. فترويض النفس على محاسن الأخلاق من أعظم العلاجات، ومن محاسن الأخلاق التي من الممكن أن نضاد بها الغضب: الصبر، والحلم، والتثبت في الأمر، والتأني، فكل هذه من محاسن الأخلاق التي تجعل الإنسان يروض نفسه على تحمل الغضب.
• العلاج الثاني تذكر عاقبة الغضب وفضل كظم الغيض، فالله عز وجل امتدح كاظمين الغيض وقال عنهم {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134].
• الاستعاذة من الشيطان قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف:200] وغضب عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل حتى أحمر وجه ذلك الرجل فقال الرسول صلى الله عليه وسلم « » (صحيح مسلم).
• تغيير الحالة إن كان قائمًا يجلس وإن كان جالسًا يضطجع فإن هذا قد جاء في الأثر ويستفاد منه أن الإنسان إذا كان غاضبًا بإمكانه أن يخرج من المنزل على سبيل المثال وهذا من تغيير الحالة لأنه لو خرج من المنزل ذهب من موطن الغضب وسكنت نفسه.
• البعد عن أسباب الغضب فينظر ما الذي سبب هذا الغضب فيبتعد عن أسبابه.
قواعد مستنبطة من الحديث الشريف:
• قاعدة في الكلام والإرشاد والوصية: كلما كان الكلام والوصية جامعة فهي مانعة.
• فكلام النبي صلى الله عليه وسلم كلمة واحدة (لا تغضب)، بعض الناس يوصي بوصية طويلة فكلما كان الكلام كثيرًا يعتريه النقص.
عبد الله بن حمود الفريح
حاصل على درجة الدكتوراه من قسم الدعوة والثقافة الإسلامية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، عام 1437هـ.
- التصنيف:
- المصدر: