محمد الإنسان

منذ 2015-05-05

إن شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت على قدر كبير جدًا من البساطة والرحمة وحب الآخرين

إن العظمة الحقيقية للأشخاص تكمن في جمعهم بين الأمور الجليلة وبين البساطة في آنٍ واحد، فإذا سلطنا الضوء على شخصية نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم نجد أنه جمع بين الأمرين معًا؛ فهو النبي، ورسول الله، وحاكم الدولة، وقائد التغيير في شبه الجزيرة العربية والعالم، وهو مؤسس الحضارة الإسلامية؛ تلك الحضارة التي استفاد منها الغرب كثيرًا في عصر النهضة وكانت سببًا في خروجه من العصور الوسطى. وفي نفس الوقت فإن شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت على قدر كبير جدًا من البساطة والرحمة وحب الآخرين، وكان اليتم سببًا رئيسًا في تكوين تلك الشخصية البسيطة الرحيمة، وفي هذا المقال سنسرد نماذج لبساطة وإنسانية النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 

النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعاملة الأطفال:

ومن المواقف التي تبين بساطة نبي الإسلام موقفه مع الطفل أبي عمير، فقد كان لأبي عمير طائر صغير يسمى (النغير) فكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم كلما رأه يسأله: «يا أبا عمير، ما فعل النغير» (البخاري:6203) كنوع من المداعبة والملاطفة.

ولم ينس النبي محمد صلى الله عليه وسلم الرحمة بالأطفال حتى في أوقات العبادات، فكان يصلي وهو يحمل حفيدته أمامة، كما كان يلاعب حفيديه الحسن والحسين ويحملهما في الصلاة، وكانا يركبان على ظهره أثناء السجود؛ فلا يرفع رأسه حتى ينزلوا من على ظهره كما روى النسائي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلاتَيْ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلاةِ، فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلاتِهِ (أي في أثناء صلاته) سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: «كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ. وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي (أي ركب على ظهري) فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ» (صحيح النسائي:1093).

 

تواضع النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

ويدخل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم شخص فتبدو عليه علامات الرهبة والخوف من هيبة الموقف، فيقول النبي محمد مهونًا عليه: «هوِّنْ عليكَ، فإِنَّي لستُ بمَلِكٍ، إِنَّما أنا ابنُ امرأةٍ من قريشٍ، كانتْ تأكُلُ القَديدَ» (صحيح الجامع:7052) (القديد هو اللحم المجفف).

 

النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوجته:

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم رقيقًا مع زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، فقد كان يدللها باسم "عائش"، ولما كانت السيدة عائشة تصغر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت بحاجة إلى المرح واللهو، فقد كانا يمارسان معًا مسابقات الجري، وكانت تسبقه مرة ويسبقها مرة، فيلاطفها بقوله: «هذه بتلكَ السَّبقةِ» (صحيح أبي داوود:2578).

وفي أثناء فترة الحيض كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يأخذ منها الكوب الذي تشرب فيه ويبحث عن موضع شفتيها ثم يشرب هو من هذا الموضع، كنوع من العطف والملاطفة.


هذه هي شخصية محمد صلى الله عليه وسلم الإنسان التي غيرت وجه العالم، شخصية بسيطة، ورحيمة، وعظيمة.

 

المقال باللغة الإنجليزية

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد السعيد

كاتب إسلامي متخصص في التاريخ

  • 9
  • 0
  • 10,387

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً