جنديان لا يستويان

منذ 2015-05-06

لا توجد قداسة لجيش ولا لمؤسسة، الناس بأفعالهم والمؤسسات بمواقفها، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه، ومن ثم لن تسرع به مؤسسة، ولن يستره إعلام فاجر أو أغاني تغطي مساحة البطولة التي امتلأت بالعار.

لا توجد قداسة مطلقة..
ثمة فارق ضخم بين جندي يقتل شعبه، ويقنص المدنيين، ويستهدف النساء، ويهتك الأعراض، ويمزق الحرمات، ويحارب دينه، ويصادر حرية شعبه واختيارات أمته، يحرق المساجد ويهين قتلى بلده وأمته بيده، مغرم بالغواني ويسمع الكذب ويتقبل فتاوى الحرام في سبيل دراهم يتلقاها، ونادي يستمتع فيه.

يُهدد بإسرائيل فترتعد فرائصه، ويصبح حلمه تجنب المواجهة تحت شعار العقل، ثم يقرر أن مصلحته تلاقت مع مصالح إسرائيل! هذا جندي كامب ديفيد، فمثل هذا مئات الآلاف منه لا تغني شيئًا، ولا تعني شيئًا، إلا مزيدًا من بلاء الأمة ونكسات التاريخ.

وجندي آخر يحلم بالشهادة، ويرفض المؤامرة، ويُفشل خطط المتآمرين، ويتحدى العالم، ويستعلي على الشهوات والدنيا، يذود عن العرض ويحمي إرادة أمته، ويثبت رغم المحن، ويستيقن ولو ارتاب الناس وتراجعت رموز، يثبت ولو فر الأشاوس! ويتقدم ولو نكص المذعورون، يُهدد بإسرائيل فلا يتهدد، يُخوف بالعدو فيُرعبه هو، تتآمر عليه الدنيا فيلوذ بالله متوكلاً، بضعة آلاف من هذا، ولو في قطاع محاصر، يغير مجرى التاريخ.

لا توجد قداسة لجيش ولا لمؤسسة، الناس بأفعالهم والمؤسسات بمواقفها، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه، ومن ثم لن تسرع به مؤسسة، ولن يستره إعلام فاجر أو أغاني تغطي مساحة البطولة التي امتلأت بالعار.
هذه حقيقة تجدها في كتاب الله ومصداق التاريخ ووقائع الأحداث، آه لو تعقلون!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 2
  • 0
  • 472

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً