رسالة في ذكرى المجاهد فتحي الشقاقي

منذ 2008-11-04

فالقدس لن تحرر إلا بطائفة عقيدتها صافية ومنهجها صافي من كدر البدع مجاهدة ثابتة على الحق حتى يأتي أمر الله....



فتحي الشقاقي لمن لايعرفه هو رمز من أغلى رموز الجهاد الإسلامي الفلسطيني وهو مؤسس حركة الجهاد الفلسطيني التي تأسست في مصر في نهاية السبعينات عندما كان يدرس الطب في جامعة الزقازيق ومعه مجموعة من الفلسطنيين وعاد بعدها إلى فلسطين ليجاهد ويناضل من أجل فلسطين التي عشقها.

ولكن الصهاينة اعتقلوه ثم طردوه من فلسطين فلم يتراجع قيد أنملة وظل يجاهد ويقود حركة الجهاد الفلسطيني التي كان من أشهر عملياتها وقتها ضد الصهاينة اليهود المحتلين عملية بيت ولد فى يناير 1995 التى قتل فيها 22مجرم من جنود الصهاينة وجرح عدد كبير.

ووضعه الصهاينة المجرمين على أولوية قائمة الاغتيال المعدّة للمجاهدين الفلسطنيين حتى تمكنوا من اغتياله لتصعد روحه إلى بارئها وعمره 44عام (نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحد) في عملية مريبة للموساد في مالطا في 26 أكتوبر 1995 التي قدم إليها من ليبيا حاملاً جواز سفر ليبي باسم حركي ابراهيم الشاويش فمن خانه وخان فلسطين؟

ومن الملفت أنه لم يتمكن من دفنه إلا يوم 1 نوفمبر 1995 فى سوريا لأن العواصم العربية كانت ترفض استقبال جثته أو مرور جثته بأراضيها.

ووقتها أعلن المجرم السفاح رابين عن سعادته بقتل فتحي الشقاقى وقال المجرم أن القتلة نقصوا واحدا، ولكن سعادته لم تدم فقد قام إخوانه المجاهدين بعمليتين ضد الصهاينة المحتلين قتلوا فيها وجرحوا مايزيد عن 120 صهيوني.

وكان أمر الله الذى يمهل ولا يهمل بالمرصاد للسفاح رابين فقد قتل على يد بني جلدته بعد اغتيال الشقاقي بعشرة أيام وكأنه ثأر من الله للمجاهد فتحي الشقاقي ولإخوانه المجاهدين الذين قتلهم السفاح رابين.

ورغم أن الشقاقي معلوم أنه علم في الجهاد من أجل فلسطين إلا أنه أيضاً كان مثقفاً فريدأ ومفكراً عظيما ً قل نظيره في ساحات الجهاد تماما.

والبعض يأخذ على فتحى الشقاقي انبهاره بالثورة الشيعية الإيرانية ولكنه انبهار سقط فيه وقتها كثير من قيادات الجماعات الإسلامية في مصر والعالم العربي ممن تصدّروا القيادة لشغفهم بنموذج يقف أمام الإستبداد وأيضا لقلة العلم عند البعض بخلاف أن الشيعة وقتها لم يسفروا عن وجههم القبيح الضال المنحرف الحقيقي الذي ظهر بعد ذلك علناً.

ولكن الشقاقي كان موالياً لأمته قاتل من أجل الإسلام ومات مسلماً مجاهداً مناضلاً من أجل الإسلام والجهاد وفلسطين التي كانت كما أراد قضيته المركزية والأساسية والأولى.

وقد خلفه في قيادة الحركة الدكتور رمضان شلح أمين الحركة الآن الذي أحبه وأحترمه ورغم أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قويت في عهده وكبرت إلا أنها تحتاج إلى إزالة بعض الدخن الفكري الذى إعتراها كي تسلم مسيرتها من الشوائب ومنهجها من الكدر.

نعم للحركة ظروفها الصعبة جداً وواقع العالم العربي مؤلم جدًا وموقفه من المقاومة محزن جداً وموقف لإيران السياسي العلني من القضية الفلسطينية مغري جداً لكن حركة الجهاد تمتلك قيادات واعية على أعلى درجة من الفهم والوعي والدهاء السياسي والحركي ولا يخفى عليهم ما فعلته إيران في المسلمين السنّة فى العراق وأفغانستان ولبنان وأيضاً لايخفى عليهم بالطبع الضلال العقدي عند الشيعة ولا التاريخ الشيعي في حقده وحربه لأهل السنة.

نعم للسياسة ميزانها ولكن الإسلام علمنا أن ميزان السياسة يقوم على كتاب الله وسنة رسول الله وإلا لا توفيق من عند الله ولا خير ولا نصر يرتجى مطلقاً.

فالقدس لن تحرر إلا بطائفة عقيدتها صافية ومنهجها صافي من كدر البدع مجاهدة ثابتة على الحق حتى يأتي أمر الله.

ويبقى أن الاخ الدكتور رمضان شلح قائد الحركة رجل ذكي جدًا وهو من أبرع من يمتلكون ناصية الفكر السياسي والوعي الحركي في القضية الفلسطينية والأمل فيه واخوانه في وقفة ومراجعة لملف العلاقات مع إيران فأنتم كنتم طليعة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكل مسلم فى هذا الوقت الصعب الذي تمر به القضية الفلسطينية يهمه أن تتخلص حركة الجهاد من دخن التشيع في بعض المنتمين إليها ويتمنى ثباتكم على الحق دائماً وأن تكونوا في طليعة الفاتحين للمسجد الأقصى بإذن الله ولا تتأخروا.

وأخيرا في ذكرى مرور 13 عام على إغتيال الشقاقي لا أستطيع أن أخفي حبي وتقديري الكبير لذلك الرمز العظيم الكبير الذي وهب حياته من صغره للإسلام والجهاد من أجل الأقصى وفلسطين.

وجهاد فتحي الشقاقي رحمه الله كبير لا حصر له وتضحياته العظيمة وروحه التي قدمها رخيصة لله تجعل حسناته كبيرة وعظيمة وتجعله في مقام الشهداء بإذن الله نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد.

غفر الله للمجاهد فتحي الشقاقي (أبو ابراهيم ورحمه وتقبله الله من الشهداء وحشره في جنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وحفظه في زوجته وأولاده وذريته، وهدى الله ووفق إخوانه المجاهدين في فلسطين للجهاد كما يحب ربنا ويرضى لتحقيق النصر وتحرير الأقصى من رجس اليهود.


ممدوح اسماعيل محام وكاتب
[email protected]


المصدر: طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 8,375
  • ابو عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] يعجبني بقولك انك تقول الحق بحبك للشقاقي وانك تعجب بشخصيته الباهره الجهادية .... فبارك الله فيك اخي الكريم وبارك عليك.... فتحي الشقاقي هو ليس مؤسساً فقط... بل كان شاعراً ومفكراً واديبا ... ومؤلفا للكتب الاسلامية .... اخي اما من ناحية الشقاقي ... فهو ربنا الله من المتواضعين لله ولا يعرف التكبر .. كان لا يمشي وحةليه عشرات الحراس ..... حتى عند وضعه عالقائمة للتصفية... فهو يعرف ان الموت بيد الله وانالقدر اذا جاء لم يؤخر ولو بضع ثواني.... يعجبني اكثر بشخصية الشقاقي بأنه متواضع للناس. أسمع هذه القصة الحقيقة صدقا ... عندماابعد الشقاقي الى مخيمات الشتات فسكن هناك مرة عندما كانوا اهل المخيمات يذهبون الى مكان الحسبة التي فيها يشترون الخضار منطقة واسعه .. فعندما ذهب الشقاقي واخذ يشتري خضار كالناس اجمعين فلما اتى للمحل شاهده رجل لم يشاهده من قبل ... وبعدها مضت الايام وبعدها حدثت جريمة اغتياله ... وبعدها ذهب الرجل نفسه الى صاحب المحل الذي يكون صاحبه ... وسأله ألم يكون هذا الذي استشهد هو نفسه الذي رأيته في المحل هنا عندما اتى ليشتري ... قال صاحب المحل بلا هو نفسه الشقاقي الذي كان مسؤول الجهاد الاسلامي ...فأستغرب الرجل من هذه الشخصية... فالرجل كان في علمه ان جميع القادة او المؤسسين .... يكونوا متكبرين والى اخره ... فرحمته الله على الشقاقي الذي زع فينا بذرة الجهاد هذا الشهيد المتواضع لله لا يصنف الناس الا من ناحية الايمان والاسلام ... لا من ناحية الفقر او الغنى والسلام عليكم............ اخوكم بالله ابو عبد الله ...ابن الجهاد وعاشق الشقاقي [[لم يعجبني:]] انا لم يعجبني في كلامك ان علاقة الجهاد مع الشيعة يا اخي علاقة الجهاد مع ايران او حزب الله هي علاقه انها دوله اسلامية مع دوله اسلامية فلسطين ... انا اقول الى من يتكلم ليش الجهاد راحوا للشيعة؟؟؟ اجاوبه .. الجهاد قبل ان تفكر للذهاب الى ايران طلبت المساعدة من دول العرب المتخاذلين الذين اغلقوا الباب امام الفلسطينيين وفتحوا الباب للامريكان وفتحوا صدورهم له واستقبلوهم بالورود ؟؟ ايا اخوة اليس هذا عار على الدول العربية؟؟؟؟ ابناء الجهاد والقاعدة وكل الشرفاء يستقبلون بالقتل والمحاربه وانهم ارهابية ............ اما بوش ورايس تستقبل بالورود والازهار والتقبيل لعنه الله على حكام العرب المتخاذلين
  • ابو اسلام

      منذ
    [[أعجبني:]] بارك الله فيك يا اخي الكريم على هذا التقرير الرائع وعلى اهتمامك بذكرى الدكتور المؤسس والمعلم فتحي الشقاقي وجزاك الله كل خير [[لم يعجبني:]] لكن يا اخي الكريم ما تقوله عن الجهاد الاسلامي في فلسطين ان هناك من ينتمي الى الطائفه الشيعيه فهذا غير صحيح اما العلاقه مع ايران فهي علاقة دعم للجهاد لا اكثر من ناحية انها دوله اسلاميه لا اكثر ولاسف الشديد ان الدول العربيه اوالاسلاميه السنيه لا تدعم الجهاد وحتى تنعتها بالارهابيه بنهاية الحديث ايران غاية لا اكثر وانا اكد لك ان الجهاد الاسلامي سنيه بحته و هذا الكلام لاني من حركة الجهاد الاسلامي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  • أبو تراب

      منذ
    لم يعجبني: إذا كنت تريد من حركة الجهاد الإسلامي أن تتخلى عن إيران فلتجعل الدول السنية و على رأسها السعودية _التي تزعمون أنها دولة الإسلام_تدعم الحركة و تمولها بدلا من أن تمول القوات الأمريكية بالبنزين في العراق
  • عيد جودت زكى بربخ

      منذ
    [[أعجبني:]] انا الان افتخر فى جهة التنظيمية لحركة الجهاد الاسلامى فى فلسطين وانا اتشرف فى قيادات الجهاد الاسلامى ونفتخر بذكرى الدكتور الراحل فتحى الشقاقى وانا اعجبنى ان يكون كل سنة المهرجان كما وقع فى الميدان فلسطين ونكول لقيادات الجهاد الاسلامى حفظكم الله ورعاكم فى سيرة [[لم يعجبني:]] انا المتحدث اليكم الاخ عيد كل شيئ اعجبنى والله واقول الحق امام الاخوان فى الحركة وامام الله تعالى ان اعجبنى المهرجان كاملا ونقول للقيادات فى الحركة انشاءالله كل عام وهم بخير رحم الله الاستشهاديين لحركة الجهاد الاسلامى

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً